تطل علينا الأيام بوابل من المواقف ... و الأحداث التي تدخلنا الي دائرة التساؤل و البحث .... و ترجع بنا
إ لي الوراء لنتذكر ما يتوافق منها مع ما يمر بحاضرنا فهذه هي دورة الأيام تتشابه في بعض مراحلها
مع إختلاف المحتوى.
ففي وقت مضى كنتِ تحتاجي النصيحة وتنتظريها ممن تجدينهم
أكبر سناً منك و ذلك لما حباهم الله من خبرات و حكمة
و رجاحةعقل مما جعلهم أهل ثقة وأمانة ومحبة
......و غدا سوف ينظر إليكِ شخص ما وينتظر منك أن تقدمي له نصيحتك بأمانة ستجدي نفسك تفيضين عليه من خبرتك
و حكمتك ما قد يشفى صدره وينير له طريقه , فالإنسان وهو في لب المشكلة أو المعاناة تلتبس عليه الأمور
فلا يعرف كيف يتصرف لأن الرؤية عنده تكون غير واضحة لأسباب مختلفة : إما عدم تحليل سليم للأمور .. أو هوى ..
أو دخول العواطف
والبعد عن العقلانية .. أوتأثيرات من أطراف مختلفة .. أو تسارع للأمور
وتداخل بينها حتى تتشابك . والكثير عندها يفقد التوازن في القرار
يتخذ القرار الخاطيء.
و البعض يميل إلي تعاطف الغير مع ما يعانون و لا ينتظروا النصيحة الحق و لكن ينتظروا ما يوافق
هواهم و يشعرهم أن مافعلوه حق ليتخلصوا من الشعور بالذنب
أو ليتمكنوا من الرثاء على أنفسهم قد يكون عن قصد أو بدون قصد
هكذا نحن البشر ... بين .تفكير ..تقبل ... اختلاف .... كبر .... رفض...
تختلف ردود أفعالنا
الأ هم من تحليل أسباب تضارب ردود الفعل
أن تسديها أخيتي رأيا صائبا يعينها على أمرها و تصيبي منه رضى الرحمن....
و حتى تأتي النصيحة بالنتيجة المرجوة , هناك أمور يجب مراعاتها..
- الإستعانة بالله و إخلاص النية في تقديم النصيحة حتى لا تفقدي الأجر
- الإهتمام بالجانب النفسي لمتلقي النصيحة له عامل كبير في تجاوبه معك
كأن يتم الحوار على إنفراد حتى لا يشعر الشخص بالإهانة والحط من كرامته
فالإمام الشافعي يقول في ذلك:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
- الإ لمام بالمشكلة أو الحدث فلن تستطيعي أن تقدمي نصيحة
إذا كانت معلوماتك مبتورة أو مغلوطة فهنا قد تتعقد الأمور أكثر
- الحديث بما يعقله الشخص بإستخدام الأسلوب الذي يستميله مع اقرانه بنماذج
حدثت بالواقع
فقد كان رسول الله يحث المسلمين على ’’التبصر بالزمن’’
و قد ذكر صلى الله عليه و سلم أنه ذكر في صحف إبراهيم :{ وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا للسانه }
-مع المناقشات قد نختلف و تتصادم آراؤنا
و قد كان ابن القيم يقول عندما يختلف مع شيخه الهروي
, شيخ الإسلام – يقصد الهروي- حبيب إلينا عزيز علينا لكن الحق أحب إلينا منه
...وإن كانت صديقة و تخشي إن أ بديتِ رأيك بما يخالف رأيها قد تتأثر علاقتك معها
فاعلمي أنها عندما تفق من غيبوبتها و تقف من بعد كبوتها ستبصر بعين الحكمة التي لا يجدها صاحبها
إلا بعد فوات الأوان أنك لم تكونِ أمينة معها ....
اخلصِ في تقديم النصيحة لمن يحتاجها و تذكري قول رسول الله بشروا ولا تنفروا
و البسمة في وجه أخيك صدقة
إنما عليكِ أن تصوغِ رأيك بسياسة العلم و هي إحترام آراء من نختلف معهم و الفصل بين رأي
الشخص و قائله فنختلف مع ا لرأي و نبين فساده دون المساس بقائله ....
قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ} [القصص: 56].
إذا لم توفقِ أخيتي في جني ثمار نصيحتك, على المرء أن يسعى و ليس عليه
"إنّ الله لا يضيع أجرَ من أحسن عملا" فلا تيأسي ولا تحزني
و اذا وفقتِ فهو بفضل الله تعالى و لك أجران إن شاء الله
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
الروابط المفضلة