إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ,
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
وبعد:
إلى كل قارئ للقرآن، يلتمس منه الحياة والهداية ، والعلم والنور ،
والانشراح والسعادةَ ،
والمفاز في الدنيا والآخرة
لمن أراد أن يكون من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وأسأل الله أن يتقبلها بقبولٍ حسنٍ ، وأن يجعَلها ذُخْراً أفرحُ به حين ألقاه .
,,,,,,,, ,,,,,,,, ,,,,,,,,
تأملت في أحوال أمة القرآن ؛ فوجدتُ أنهم في موقفهم من كتاب الله على أقسام ثلاثة :
أ -قسم أعرض عن كتاب الله وهؤلاء خُصماء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} الفرقان ،
ب-قسم يتلو كتاب الله تعالى ؛ لكنه لم يستشعر عظمته ، ولم يُدرك حقيقته ، ولم يقف على سلطانه ،
ولم يَدْرِ أين إعجازه ، ومن أجله كان هذا الموضوع !
ج-قسم يُراجع كتب التفسير ، وله همة في فهم كتاب الله ،
لكنه يشعر بأنه ما زال بعيداً عن التدبر الحق لهذا الكتاب العظيم
قال تعالى
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)
فقد أمر الله تعالى بتدبر كتابه وهو التأمل في معانيه وتحديد الفكر فيه
وفي مبادئه وعواقبه ولوازم ذلك,
وإن تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف وبه يستنتج كل خير وتستخرج كل العلوم
ويزداد الإيمان في القلب
وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علماً وعملاً وبصيرة
وإن تدبر القرآن العظيم أعظم علاج لجميع أمراض القلوب,
وقال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
فهلا يتدبر هؤلاء المُعرضون لكتاب الله ويتأملونه حق التأمل !
فإننا لو تدبرناه لدلنا على كل خير ولحذرنا من كل شر ولمُلئت قلوبنا بالإيمان
وأفئدتنا بالإيقان ، ولأوصلنا إلى المطالب العالية والمواهب الغالية,
وفي قوله (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
أي قد أغلق على ما فيها من الشر وأقفلت فلا يدخلها خير أبداً وهذا هو الواقع والله المُستعان.
عن أبي حذيفة رضي الله عنه قال:
قالوا يارسول الله نراك قد شبت ؟
قال: (قد شيبتني هود وأخواتها)
وفي رواية أُخرى:عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال أبو بكر:
يارسول الله قد شبت:
قال: شيبتني هود , والواقعة , والمُرسلات , وعم يتسآءلون , وإذا الشمس كورت
زهراتي التقيات , المُحبات لكتابِ الله:
نحن مأجورون على التلاوة ، فلكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها
إلى سبعمائة ضعف والله يضاعف لمن يشاء
لكن !
توعد الله بالويل لمن لم يؤثر فيه القرآن ويعرض عنه ويتكبر عن الحق وسماع القرآن
ووصف في كتابه قائلاً :
( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
يقول شيخنا السعدي في تفسير هذه الآية :
أي:لا تلين لكتابه، ولا تتذكر آياته، ولا تطمئن بذكره، بل هي معرضة عن ربها،
ملتفتة إلى غيره،
فهؤلاء لهم الويل الشديد، والشر الكبير.
( أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )
وأي ضلال أعظم من ضلال من أعرض عن وليه؟
وقد عاتب الله المُؤمن الذي لم يخشع قلبه لكتابِ الله
قائلاً:
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ
وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ)
وقال بعض السلف:
كلما قرأت مثلاً في القرآن ولم أعقله بكيت على نفسي لأن الله يقول:
(وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)
في هذه الإجازة الصيفية سنعرض لكم التفسير المُيسرلـجزء عم
وأتمنى من الأخوات المشاركات في حلقة (حفظ جزء عم) لسلوى الروح قراءة التفسير!
وأسأل الله لكن التيسير والبركة في أوقاتكن
:
:
الروابط المفضلة