:
°°•.♥.•°° ღ✿ღ أنتِ مُكتئِبةٌ حزِينةٌ مُحبَطة !! .. وأنا مِثلكِ كذلِك !! ღ✿ღ °°•.♥.•°°
:
= جلسَتْ إليها بعدمَا رأتهَا تُحاولُ إخفاءَ دمعاتِها
وقرأتْ في عينَيها بعضَ حُزنٍ ساكِن !
ماذا ألمّ بكِ ؟ وماذا يُحزِنُكِ ؟
تبعثرتْ الكلماتُ من بينِ شفتَيهَا وهي تتنهّد
أحسُّ أنّ الدّنيا سوداءٌ في عيني .. كُلّ الأشياءِ حولِي تُشعِرُنِي بالكآبة
أشعرُ كأنّ السّماءَ قد انطبقتْ على الأرضِ ولا أستطيعُ التّنفُس
أكادُ أن أنفجرَ من شدّةِ الضّيق .. لا أرى شيئاً يُسعدُنِي
كانتْ تتكلّم ودُمُوعُها تتسابقُ على وجنتَيها
ورفيقتُها تلك تُشارِكُها الدّمعَات .. وتُؤكّدُ على كلامِها .. أي والله ..
وكأنّك تُعبّرِينَ عن شُعُورِي بداخِلي ..
فأنا مِثلكِ كذلك !!
ترى عُنواناً يلفتُ نظرَها ..
فتفتحُ الرّوابط .. وتعبُرُ بعينيها على السُّطُور
فتسمعُ آهاتِ فتياتٍ وشبابٍ في عُمرِ الزُّهور
أحزانٌ ما لها نِهاية .. وآلامٌ وأشجانٌ لا يعرفونَ لها مصدراً
وتشَكِّي وسبٌّ للدّهرِ والقدَر
يسكُبُونَ نزفَ قُلُوبِهِم سُطُوراً قدْ غُمِستْ بالأسى .. وأحرُفاً قدْ امتزجَتْ بالدّمُوع
وتشعُرُ أنّ حُزنَ قلبِها يتدفّقُ فِي بوتقَةِ أحزانِهم ..
وكأنّ سُطُورُهم تحكِي أشياءً تسكُنُها
وتستمرّ فِي قراءَةِ ماسطّرَهُ مِدادُهُم .. وقدْ امتزجَتْ دُمُوعُها بسُطُورِهم
فهيَ تشعُرُ بشُعُورِهِم وتُشارِكُهُم إحسَاسُهُم
لأنّها مِثلُهُم كذلِك !!
تبحَثُ عن عمَلِ الخيرِ هُنا وهُناك .. تجتَهِدُ وتسعَى وتبذِلُ قدرَ ما تستطِيع
ولاتدعْ باباً منَ الخيرِ يتيَسّر لهَا إلا طرَقَته
ولكنّها تشعُرُ فِي قرارَةِ نفسِهَا بإحباطٍ شدِيد
ولا تُدرِكُ كُنهَ هَذا الشّعُور
تسَاؤُلاتٍ فِي نفسِها .. ما قِيمَةُ عملِي هَذا ؟
أنا لمْ أُقدّم شيئاً كَبِيراً كما فعَلَ غيرِي ! .. لا يحتَاجُنِي النّاسَ فلديهِم منْ يُغنِيهِم عنّي !
كثيراتٌ هُنّ منْ يُقدِّمنَ الخيرَ وأنا لا أملكُ ما أُقَدّمُه !
أليسَ مِنَ الأفضَلِ أنْ أترُكَ المجالَ لِغيرِي .. فوجُودِي أصبحَ عِبئَاً أكثرَ مِن كَونِهِ ذا فائِدة !
وتُحدّثُ أُختَها أو لسْتِ تشعُرِينَ بِمثلِ هَذا ؟
وتُجيبُها : نَعم هَذا شُعورِي ولذلِك تركْتُ المكانَ قبلَكِ
فأنَا مِثلُكِ كذلِك !!
وعلى صفحاتِ الدّفاتِرِ الخلفِيّة !
وعلى أوراقٍ مُبعثَرةٍ مطْوِيّة !
وبينَ سُطُورِ الكُتُبِ المدرسِيّة والجَامِعِية !
وعلى صفحَاتِ الشّبكةِ العنكبُوتِية !
وفي مُنتدياتٍ ومُدوّناتٍ شخْصِيّة !
هنُاك يكتُبُونَ أسماءَهُم المُستعَارة
وكُلّ اسمٍ ينسكِبُ سَواداً وألمَاً على قُلُوبِهِم ..
جِراح .. دُمُوع .. ألم .. أحزان .. آهات !!
انكسَار .. احتِضَار .. أسقَام .. غدْر .. أشجَان !!
هل معرّفكِ يحمل مثل هذه المعاني ؟
فأنتِ مثلها كذلك !!
= تجلِسُ وحدَهَا مُتأمّلةً ولاشَيءَ يشغَلُ تفكِيرَها
وتتذّكَرُ زوجَها المُسافِر وتَشعُرُ بأشواقٍ كبيرةٍ إليه
ويأتيهَا خاطِرٌ غريبٌ يُحيلُ ابتسَامتَها .. لدمَعة !
وتتخيّل هذا الخاطِرَ واقِعاً تعيشُه .. بأنّ زوجَها يموتُ فجأةً ولن تراهُ بعدَ ذلِك
وتتخيّل كيفَ سيأتِيها الخبَر .. وكيفَ ستسْتَقبِلُه ..
وتتخيّل مُعانَاتِها أيامَ العَزاء ومُواسَاةِ النّاسِ لهَا
وكيفَ ستعِيشُ خريفَ أيامِهَا بِدونِه .. وكيفَ ستُرَبّيأطفَالَها بِدُونِه
وتمضِي فِي التّخَيّلات ودُمُوعُها تنهَمِر .. ويُصِيبُ قلبَها الضّعِيف حُزنٌ شدِيد
وتعِيشُ واقِعاً تستَمِدّه مِنْ خَيال !!
هل مَرّرتِ بهذِه الحَال ؟
إذاً .. فأنتِ مثلَها كذلِك !!
وتعالِي معِي فِي جولةٍ سرِيعَةٍ أُخرَى ..
...
كمْ فتاةٍ تعتَقِدْ أنّها صَاحِبةُ أسوأ حظٍّ فِي العَالَم !
ونجدُهَا تقضِي سَاعاتٍ في اليومِ أمامَ المِرآةِ تتأمّلُ بثرةً ظهرتْ فِي جبِينِها !
وتِلكَ تنظُرُ إلى شعرِ صدِيقَاتِها النّاعِم الجَمِيل بحَسْرة .. وهي تُوارِي شعرَها الأجعَد !
وأُخرَى تتأمّلُ قامَاتِ الفتياتِ حولَها بأسَى ..
وهِي ترتفِعُ بحِذاءٍ ذا كعبٍ عالٍ مُحاوِلةً الّلحَاقَ بمُستَوى أكتَافِهنّ !
وثالثةٌ تتأمّلُ قوامَ صاحِبَاتِها الممشُوق .. وتُلمْلِمُ ما اكتَنزَهُ جِسمُها منَ الشّحُوم !
كمْ منْ فتاةٍ تمنّتْ والدَين غيرَ والدَيهَا !
وكمْ زوجةٍ تَمنّتْ زوجَاً غيرَ زوجِها .. وأبنَاءً غيرَ أبنائِها !
كمْ .. وكمْ .. وهُمْ لا يعلمُونَ أنّ اللهَ قد اختارَ لهُم فِي حياتِهِم ما يُصلِحُهُم
ولو عِشْنَا حقيقَةَ الرّضَا عن الله .. لاطمَأنّتْ قُلُوبُنا إلى فِعلِ الله
ولمَا نظرنا بِهذا المِنظَارِ الأسودِ القَاتِم إلى أفعالِ الله
ولــ ألقينَا بأحمالِ هُمُومِنا على عتبَاتِه
وسلّمنا أمرَنا إليهِ .. فهُو الوكيلُ الذّي يُدبّرُ الأمورَ كُلّها
فلمَاذا نقعُ في دَوّامةِ القَلقِ والهَمّ والأحزَان ؟
:
:
الروابط المفضلة