الذكر بعد الفراغ من الوضوء
( أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه مسلم
( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ )
رواه الترمذي
( سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .
رواه النسائي
روى مسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، إِلا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ )
رواه مسلم .
زاد الترمذي : ( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ التَّوَّابِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ ) .
صححها الألباني في صحيح الترمذي
وأما ( سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .
رواه النسائي
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" مَعْنَى الْحَدِيث : أَنَّ كُلّ عَامِل يُدْعَى مِنْ بَاب ذَلِكَ الْعَمَل , وَقَدْ جَاءَ ذَلِكَ صَرِيحًا مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة
" لِكُلِّ عَامِل بَاب مِنْ أَبْوَاب الْجَنَّة يُدْعَى مِنْهُ بِذَلِكَ الْعَمَل "
أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن أَبِي شَيْبَة بِإِسْنَادٍ صَحِيح .
وَفِي الْحَدِيث إِشْعَار بِقِلَّةِ مَنْ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَاب كُلّهَا , وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ الْمُرَاد مَا يُتَطَوَّع بِهِ مِنْ الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة لَا وَاجِبَاتهَا ، لِكَثْرَةِ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِالْوَاجِبَاتِ كُلّهَا , بِخِلَافِ التَّطَوُّعَات فَقَلَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ الْعَمَل بِجَمِيعِ أَنْوَاع التَّطَوُّعَات .
ثُمَّ مَنْ يَجْتَمِع لَهُ ذَلِكَ إِنَّمَا يُدْعَى مِنْ جَمِيع الْأَبْوَاب عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم لَهُ , وَإِلَّا فَدُخُوله إِنَّمَا يَكُون مِنْ بَاب وَاحِد , وَلَعَلَّهُ بَاب الْعَمَل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمَّا مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِم عَنْ عُمَر " مَنْ تَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ أَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه " الْحَدِيث وَفِيهِ " فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَاب الْجَنَّة يَدْخُل مِنْ أَيّهَا شَاءَ " فَلَا يُنَافِي مَا تَقَدَّمَ ، وَإِنْ كَانَ ظَاهِره أَنَّهُ يُعَارِضهُ , لِأَنَّهُ يُحْمَل عَلَى أَنَّهَا تُفْتَح لَهُ عَلَى سَبِيل التَّكْرِيم , ثُمَّ عِنْد دُخُوله لَا يَدْخُل إِلَّا مِنْ بَاب الْعمل الَّذِي يَكُون أَغْلَب عَلَيْهِ كَمَا تَقَدَّمَ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ " انتهى "
فتح الباري " .
وقال القرطبي رحمه الله :
" جاء في حديث أبي هريرة : ( إن من الناس من يدعى من جميع الأبواب )
فقيل : ذلك الدعاءُ دعاءُ تنويه وإكرام ، وإعظام ثواب العاملين تلك الأعمال ... ثم يدخل من الباب الذي غلب عليه العمل " انتهى ."التذكرة"
وقال القاري رحمه الله في "المرقاة" :
" قيل : فيخير إظهارا لمزيد شرفه ، لكنه لا يلهم إلا اختيار الدخول من الباب المعد لعاملي نظير ما غلب عليه من أعماله ، كالريان للصائمين " انتهى .
شرح الحديث
( أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ )
رواه مسلم
قوله " أشهد " أي أقر بقلبي ناطقا بلساني لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب
وأصلها " الشهادة " من شهود الشيئ أي حضوره ورؤيته فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه كأنه يشاهد الأمر بعينه
قوله " لا إله إلا الله " أي لا معبود حق إلا الله تعالى
قوله " وحده " توكيد للإثبات
قوله " لا شريك له " توكيد للنفي
قوله " عبده " وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى
قوله " وسوله " وصفه بالرسول لأنه حمل الرسالة العظيمة وهي الإسلام إلى الناس كافة
جزاء من قال هذا الذكر " إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء "
شرح الحديث
( اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ )
رواه الترمذي
قوله " التوابين " جمع تواب وهي صفة مبالغة والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى
قال العلماء التوبة واجبة من كل ذنب فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي فلها ثلاثة شروط
أحدها: أن تقلع عن المعصية
والثانية : أن يندم على فعلها
والثالثة : أن يعزم ألا يعود إليها أبداً
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح التوبة
وإن كانت متعلقة بآدمي فشروطها أربعة
هذه الثلاثة الأولى وأن يبرأ من صاحبها
ويجب أن يتوب من جميع الذنوب فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب وبقي عليه الباقي
إن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة
الزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة لقوله صلى الله عليه وسلم
" إن الله عزوجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر "
رواه الترمذي
والغرغرة هي وصول الروح الحلقوم وكذلك حين طلوع الشمس من مغربها لقوله صلى الله عليه وسلم
" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه "
رواه مسلم
قوله " المتطهرين " جمع متطهر صفة مبالغة والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس
ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى
" إن الله يحب التوابين والمتطهرين "
البقرة 222
شرح الحديث
( سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ ) .
رواه النسائي
قوله " سبحانك اللهم وبحمدك " سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحا أي أنزهك نتزيها من كل االسوء والنقائص وقيل تقديره أسبحك تسبيحا مقترنا بحمدك
قوله " أستغفرك " أي أطلب مغفرتك
وقوله " أتوب إليك " أي أرجع إليك
جزاء من قال هذا الذكر
" كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة "
الروابط المفضلة