الشباب هم ثروة الأمة الغالية وذخرها الثمين .. يكون خيراً ونعمة حين يستثمر في أعمال الخير والتطور والبناء .. ويغدو ضرراً كبيراً وشراً وبيلاً حين يفترسه الشر والفساد .
لذا على الجميع المحافظة وبقوة على هذه الثروة العظيمة وإشغالهم بالمفيد وعدم إتاحة الفرصة للفراغ من التمكن منهم .. فالفراغ يؤدى إلى السير في طرق لا يحمد عقباها ، ويؤدى إلى الفساد والإنحراف .. والإنحراف في مرحلة الشباب تحديداً ، أمر خطير ومخوف ، فمنحرف اليوم هو مجرم الغد وإن لم نتصدى وبقوة لهذا الشيء المخيف ، نكون قد ساهمنا في ذلك الإنحراف وصناعة وزيادة عدد المجرمين .
وإنحراف الشباب ظاهرة انتشرت في الاعوام الأخيرة في معظم دولنا العربية .. وعندما تكون هناك الأرضية الممهدة ، تزداد زاوية الإنحراف إتساعاً والسبب في ذلك ، عدم وجود حصانة للنفس البشرية في مرحلة البناء ( بناء الشباب ) ووجود فكر بلا مناعة وشخصية بلا تربية سليمة .
في وقتنا الحالى تنوعت طرق الضياع والإنحراف ، وأصبح الشباب معرضاً للسهام المسمومة ، وصيداً سهلاً للغزو القادم إلينا من صوب الأعداء .
ولو عدنا للوراء وقرأنا وسمعنا قصص الأوليين من عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وحتي عهد أجدادنا ، لوجدنا أنه لم يكن هناك تلوث بتلك القاذورات التي أحاطت بالكثير من شباب اليوم .. والسبب ان هناك تحصينات متينة وتربية سليمة ومحاسبة من أولياء الأمور ، وكلها أمور تمنع من وصول ذلك الثلوث لشبابهم .
وعندما ينحرف الشباب ، تتهدد الأخلاق وتتحطم القيم وتنتشر الجرائم ويصاب المجتمع بأضرار جسيمة .. وعندما تصاب الأمة في أخلاقها وينحرف سلوك شبابها ، تشرف الأمم على الهلاك ومن ثم يأتى أمر الله بالزوال .
وبداية فانه على الأسرة تقع مسؤولية كبرى ، فهى المحصن الأول لإعداد الشباب وبناء الشخصية منذ نعومة اظافرهم .. ومن الأسرة يرضع الطفل ومن ثم الشاب الخير او الشر ، ومنها يكون الإنحراف أو الصلاح .. وتفقد الأسرة دورها وتذوب رسالتها الهامة إذا انصرف الآباء عن أسرهم ، وكان همهم الأكبر والأول توفير المال مع ترك الأولاد دون رقابة ، وهنا يكون التقصير في التربية .. وهناك الكثير من الآباء تقتصر علاقتهم بالأبناء وكل الأسرة في حسابات مالية لا تتعدى توفير حاجات الأبناء من أكل وشرب وكسوة وترفيه .. أما تربية الأخلاق وتهذيب السلوك وبناء الشخصية فتكون آخر شيء يفكر فيه هؤلاء الآباء هداهم الله .
ومما لاشك فيه أن الآباء حين يقومون بتأدية رسالتهم نحو ممارسة التربية الصحيحة ، فإنهم بذلك يقومون بتوفير المناعة الكافية ضد الإنحراف والوقاية من المصير الأليم .
وبإختصار شديد فإن الأسرة المسلمة مسؤولة عن حماية الشباب من الضياع والإنحراف والقيام بأعمال العنف والسرقة ومعاكسات وتسكع في الشوارع والأسواق ، وهى ظواهر تفشت في عالمنا العربي بصورة مخيفة .. واجزم أن مشاهدة الأفلام والمسلسلات العربية والغربية مع وجود الفراغ ، هو من ضمن أسباب تفشي هذه الظواهر ، بجانب عدم توفير المناخ المناسب لجذب الشباب لقتل وقت فراغهم .
الموضوع هام وخطير وشائك .. يحتاج لوقفة جادة من الجميع خاصة من أولياء الأمور والمعلمين في المدارس والجامعات ، فرسالة المعلم هى تغذية الإيمان مع توطيد الوازع الخلقي وقبل ذلك إحياء رقابة الله في نفوس الشباب .
اللهم احفظ شباب العرب والمسلمين ..
اللهم اهدنا وإياهم الصراط المستقيم .
الروابط المفضلة