:
السلام عليكم و رحمة الله...
لا تستغربي السؤال...
لا بد أنه قد جال في ذهنك أنك تقومين بما يلزم:
أراقب ما يشاهدون على التلفزيون...أسأل عنهم في المدرسة...
أعرف اصدقاءهم...
لا بأس ...لكنني لا أقصد هذه الواجبات...
فهذه واجبات ثابتة و معروفة منذ القدم...
سأسألكِ سؤالاً آخر لعلّه يوضّح مقصدي...
هل تدركين أن أبنائك يفوقونك ذكاءاً في هذا العصر و يتقنون لغة جديدة...؟؟
إليكِ هذا الموقف الذي حصل معي...
كنت مؤخراً في محل لبيع لوازم الكمبيوتر كنت بحاجة لقطعة لجهازي...
و وجدت في المحل سيدة مع إبنها الصغير حوالي 10 سنوات يطلب منها أن تشتري
له لعبة بلاي ستيشن...و وافقت الأم وأختار الطفل اللعبة و ذهب بها إلى أمه و التي
بدورها أخذتها إلى البائعة لتدفع ثمنها...و بالصدفة كنت أنا هناك و رأيت و يا لهول ما رأيت
اللعبة التي إختارها الطفل لعبة سيئة جدا تحتوي مشاهد لا تليق لا بالأطفال و لا بالكبار
و لخبرتي في هذا المجال لأني أراقب كل الألعاب التي يحضرها أخي الصغير وأختار له
الجيد منها قررت أن أستوقفها لأنه من رأى منكم منكراً فليغيره...
خاطبتها بكل تهذيب أن اللعبة التي اشترتها لأبنها لا تليق و أشرت لها أنه
مكتوب عليهالمن هم أكبر من 18 مع مراعاة أنها لا تليق لا للكبار و لا للصغار و أن
الهدف منها تدمير النشأ
لكن السيدة لم تفهمني و أعتقدت أنني مخطِأة أو أبالغ و قالت لي أنها مجرد لعبة ...
و لمحت في عيني الطفل الصغير أنه يعلم جيدا ماذا يفعل و لم يختر اللعبة صدفة
بل كأن أحدهم أخبره عنها...و هو رغم صغره يستغل سذاجة أمه و جهلها في مجال البلاي ستيشن...
و قد همت الأم بدفع ثمن اللعبة و لكني أصررت ألا تفعل و أشرت لها أن تأخذ لعبة أخرى
حفاظاً على إبنها...فأقتنعت أخيرا بتغيير اللعبة للتتخلص من إلحاحي و لم تقتنع بالسبب و لكنني لمحت في عينَي الطفل
الصغير غضباً عارماً وهو ينظر إلي...و عرفت أنه سيأخذُها إلى محل آخر ليشتريها...
من الطبيعي في هذه السن ان يكون لهذا الطفل حب إستطلاع خاصة على الأشياء
الممنوعة و إذا كان له أصدقاء سوء فمن الطبيعي أن يصير حب التطلع للممنوع عنده أكبر...
و مع تطور العصر و التكنولوجيا تطورت السبل التي يستخدمها أبناؤنا لتحقيق أغراضهم...
هل تدركين أنه من السهل على إبنك اليوم أن يتظاهر بأنه يفعل شيئا ما
بينما هو في الحقيقة يفعل شيئا آخر...؟؟؟
فإذا لم تواكبي عصره و تكتسبي ذكاءه (الرقمي) و تتقني لغته فلن تستطيعي حمايته...
مثلاً...
تعج شبكة الأنترنت بملايين المواقع المخلة و المفسدة للجيل...
فإذا لم تكوني على وعي كافي بطريقة مكافحتها أو مراقبة عمل إبنك على النت
سيكون من السهل على إبنك التجوال في هذه المواقع و النتيجة...هلاك أخلاقه لا محاله...
هل تدركينأان غرفة طفلك مفتوحة على العالم بضغطة زر..و يمكن لاي شخص
على وجه الأرض أن يجره إلى النهاية السوداء...لا قدر الله...
الجوال...تلك المصيبة الصغيرة بين أيدي أطفالنا...هل تدركين أن مقدرة هذا الجهاز
الصغير تفوق كونه مجرد أداة للإتصال...
البلوتوث و الفيديوهات و الصور و الرسائل المخلة قد تشكل خطراً حقيقياً على
ما تزرعينه من أخلاق في أبناءك...فهل أنتِ على وعي بطريقة عمل هذه الأشياء..؟
البلاي ستيشن...هل هو حقا جهاز للألعاب فقط...هل تدركين أن هناك ألعاباً
على هذا الجهاز تفوق الأفلام المخلة بمراحل...و هل تدركين أن بإستطاعة إبنك
و ببساطة أن يوهمك بأنه يلعب لعبة بريئة و بينما تمتلئ اللعبة بما تقشعر له الابدان...!
و غيرها غيرها الكثير مما أتت به التكنولوجيا المدمرة...
و أنتِ اليوم كأم معاصرة تعدّى دورك ربة البيت البسيطة التي لا يشغل بالها
إلا المطبخ و أشغال البيت...و لم يعد دورك في حماية أبنائك مجرد مراقبة
ما يشاهدون على التلفاز و معرفة أصدقائهم المقربين...
بل لا بد لك أن تتسلحي بالعلم و تتعلمي كل جديد في ميادين التكنولوجيا
لتواكبي عصر أبناءك حتى تتمكني من حمايتهم حق الحماية...
فتأكدي أنك إذا كنتِ تغرسين بذرة نقية في قلب إبنك الصغير
فهناك من يتربص به ليقتلعها و يزرع مكانها بذرة خبيثة ...بإسم التطور و الحداثة...
فشاركينا أيتها الام النقاش و دعونا نحاول أن نجيب على هذه الاسئلة...
هل تعرفين كل شيء عن أبنائك...؟
هل أنتِ أم تواكبين العصر و متطلباته...؟
هل لديك الخبرة الكافية لحماية أبناءك من الخطر المحدق بهم...؟
هل تتقنين لغة العصر؟
هل تدركين بأن "أم اليوم" يطلب منها أكثر
بكثير مما كان يطلب من " أم الامس "...؟؟
اسأل الله ان يحمي ابناء المسلمين و يحفظهم من كل سوء
رهف الـــروح
دعواتكم
الروابط المفضلة