الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين.. وآله وصحبه أجمعين ...
وبعد...
الحقيقة انني ترددت كثيرا قبل كتابة الموضوع .. ولكثرة ما اثار هذا الموضوع تساؤلاتي احببت ان اطرحه عليكن لعلي استفيد من وجهات نظركن في الموضوع .. اتمنى ان لا اكون مخطئة في وجهة نظري
فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم أوضح لنا أن العلماء ورثة الأنبياء
من هنا نعلم وندرك أن العلماء هم ورثة الأنبياء في العلم
فهم لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم ....
العلماء اخياتي قد أبحروا في العلوم الشرعية ,,,,,
وارتشفوا من معين هذا العلم الذي لا ينبض واجتهدوا في فهم فروعها وما يستجد في الحياة من قضايا
لكن تبقى قضية ..
إنسانيتهم معرضة للخطاء,, والوقوع في الزلل... وذلك لأنهم بشر والبشر غير معصومون من الخطاء,,
إلا من عصمهم الله من الأنبياء والرسل ..
فالعلماء يجتهدون ويأخذون بالأدلة القطعية ويفسرونها وعلى أساسها يطلقون فتاواهم ونظرتهم للأمور
ومع هذا فانه لا يحق لنا بوجه من الوجوه أن نفسر اجتهاداتهم على أنها تحقيق لأغراض دنيوية زائلة
فنحن نحكم بالظاهر والله سبحانه يتولى السرائر
و أنا هنا لا اقصد بحديثي العلماء الذين باعوا دينهم بدنياهم من الذين يرضون الناس
ولا يخشون الله فيما عندهم من العلم
وإنما أتحدث عن العلماء الذين خدموا الإسلام بعلمهم
واظهروا الدين على حقيقته من دون تزييف أو مجاملة لأحد
وقد تختلف آراء العلماء في قضية من القضايا الفرعية
وهذا لا يعني بالضرورة أن احدهم على صواب والآخر على خطاء- وخاصة إذا لم يكن احدهم قد رأى ما يخالف
الشرع- ولكنها اجتهادات ومنها جاء اختلاف المذاهب الأربعة
وفي هذه الحالة علينا باجتناب الشبهات وإتيان مالا نرتاب في صحته
( دع مايريبك إلى مالا يريبك ) حديث شريف...
وأما في حالة أن احد أهل العلم يخطئ خطاءً واضحا وبينا في أمر من الأمور
فعندئذ يأتي واجب النصيحة لهم فالدين النصيحة
والحمد لله اليوم وسائل الاتصال بالعلماء متاحة وميسرة
فبدلا من الخوض في أعراضهم وانتقادهم بين الناس .. يجدر بنا أن نخاطبهم مباشرة
مع الالتزام بالأدب الواجب علينا تجاههم كونهم علماء
ونبين لهم الخطاء الذي وقعوا فيه وهم بالتأكيد سيعدلون عن هذا الخطاء ويقومونه
وكونهم يدعون إلى الله ونحن نتهمهم بأنهم إنما يريدون من وراء هذا مناصب دنيوية فلا اعتقد هذا أبدا ,,,,
بل أنهم يدعون إلى الله بدافع الأمانة التي يحملونها وإيصالها لأهلها
هم يعلمون أن الله سائلهم عن العلم الذي تعلموه ,, ولذلك هم يبلغوه
لكن تختلف طريقة كل منهم في الدعوة إلى الله وذلك تبعا لاجتهاد كل منهم ,
والبيئة التي يدعو إلى الله فيها ,
والفئة التي يدعوها ...
أنا من وراء كل هذا أريد أن أقول شيئا واحدا ....
إن للعلماء حق علينا وهو احترامهم وتقديرهم والنصح لهم
ولا يجدر بنا أبدا كمسلمون أن نخوض في الحديث عنهم فيما لا ينفع
ولا ننسى أبدا أنهم بشر معرضون للخطاء
فنحن نأخذ منهم العلم فحسب مادام موافقا لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله .....
ولا نفسر تصرفاتهم بحسب ما نراه نحن
والله اعلم
الروابط المفضلة