بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نأتي لمناقشة أوضاعنا اليومية فإننا نجد الكثيرين ينتقدونها .....
ويعيبون الايام التي يعيشونها
وذلك لانه كلما تقدمت الايام .. زادت المصائب والمحن
سؤال...
هل انتقاد الاوضاع يحسن حالها؟
ومتى سمعنا ان هناك من بكى على عزيز فقده فرجع اليه؟
هل التسخط والتذمر يجلب لنا الحظ السعيد بعد المشكلة؟
عجبا لحالنا ...
اننا لو رجعنا الى منهجنا الاول .. كتاب الله وسنة رسوله... لوجدنا ان التعامل مع الحياة لا يكون بالتذمر من اوضاعها والتي نحن السبب الاول فيها..
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه رجل كما روي في صحيح ابي داوود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلكت يا رسول الله ؟ قال : وما أهلكك ؟ قال : وقعت على امرأتي في رمضان , فقال : هل تجد ما تعتق به رقبة ؟ قال : لا , قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟ قال : لا , قال : فهل تجد ما تطعم به ستين مسكينا ؟ قال : لا , ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال : تصدق بهذا فقال : أعلى أفقر منا ؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا , فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه , ثم قال : اذهب فأطعمه أهلك ...
هل عاتب الرجل؟
هل وقف عاجزا امام المشكلة ولم يبحث لها عن حلول؟
طبعا لا هذا ولا ذاك ...
وانما بحث عن كل الحلول للمشكلة حتى وصل الى حل يناسب المشكلة ووضعها
نعم لقد كان هذا هو هديه عليه افضل الصلاة والسلام
قدوتنا الاول والاخير في كل نواحي الحياة
اخواتي الحبيبات ...
نعم الدنيا صارت مليئة بالمشاكل والعيوبوالتي كما اسلفت نحن السبب الاول فيها
نحن السبب فيها لاننا من ابتدأها
نحن السبب فيها لاننا لم نبحث عن حلولها
نحن السبب فيها لاننا نقول مالا نفعل ونسلك مالا نؤمن به
ونسينا او تناسينا ان الله سبحانه وتعالى يقول (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ))
ولذلك اخواتي الغاليات فانه يجب علينا ان نغير من طريقة تفكيرنا حتى نستطيع ان نعالج المشاكل التي تمر بنا في حياتنا اليومية
بدلا من انتقاد الوضع والتحدث عن المشكلة .. لمَ لا نبحث عن حلول لهذه المشكله
قد نكون محتاجين لمعرفة اسباب المشكلة احيانا وذلك لأيقافها
لكن ليس في كل انواع المشاكل تكون معرفة الاسباب ضرورية ....
لنقف هنا قليلا ... ولنفكر مليّا ...
كيف ستكون حياتنا لو اننا تعاملنا مع كل مشكلة بكل بساطة ... وبحثنا لها عن حلول
بدلا من ان نتذمر منها ونخوض في الحديث عنها لا عن حلولها
اننا ان بحثنا عن حلول للمشاكل التي تعترضنا فاننا حتما سنمضي قدما ... الى الامام
وخاصة اذا اتبعنا البحث عن الحلول بالعمل وليس القول فقط يكفي لحل المعضلات
اما مجرد الانتقاد ... فالمشكلة ستظل قائمة ولن يحصد نتائجها الا المنتقدين لها ..
الروابط المفضلة