بسم الله الرحمن الرحيم
لي أخوات أحببتهم في الله جمعتنا أيام طيبة وبالطبع كل لقاء محال عليه أن يدوم فلابد له من نهاية
نتطلع بعده إلى لقاء أبدي في جنان الخلد
نسأل الله من فضله
في كل مرة تجمعني بأخت علاقة أخوية طيبة أترك تذكرة طيبة بين يديها
أرجو من الله أن ينفعها بها وأن يرحمني ويتقبل مني
وهاأنا أضع لكن بعض هذه الرسائل
لتستفدن منها وتجعلن دأب صحبتكن الصالحة النصح والتواصي بالحق
قبل عدة سنوات نقلت لكم هذه الرسالة
رسائل خاصة..{1}
وهاأنا أتواصل معكم من جديد
سائلة الله سبحانه أن يكون هناك صدى لما سأنقل لكم وأن تستفدن منه فعلا
علما أني في بلاد الغربة فهناك ظروف لبعض النصائح التي سأتطرق لها
أختي العزيزة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب لكِ رسالة ود وأخوة ومحبة معطرة بأريج الورد والعطور، سائلة المولى سبحانه أن يجعلنا من المتحابين فيه الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله، فكلنا ماضون وعن الدنيا راحلون وماأخوتنا إلا فيه نرجوه أن تكون كذلك، وإن كانت غير ذلك فليست بأخوة ومصيرها الزوال وستنقلب وبالاً إلا متى ماأخلصنا لله فيها، فأرجو أن تكون الأيام التي قضيناها معاً شاهدة لنا لاعلينا وبالتأكيد فيها الخلل الكثير فنبتهل إلى الله أن يعفو عنّا خطأنا وإسرافنا في أمرنا.
كُنتِ لي أخت طيبة محبة للخير باذلة له ولم تقصري معي فجزاكِ الله عنّا خير الجزاء، ومن حقوق أخوتنا التناصح وإسداء النصح لبعضنا فاسمحي لي ببعض الومضات أطرحها بين يديك راجية أن تقبليها مني وتفتحين لها قلبك الطيب.
كنت ذكرت لكِ عدة مرات مسؤولية الأبناء وتربيتهم وهذا بالطبع لايخفى عليكِ ولكن في زمن الفتن والقابض على دينه كالقابض على الجمر أذكرك بها، فمن حق هؤلاء الابناء علينا أن نحافظ عليهم فهم كالجواهر بين أيدينا وعلينا أن نحسن رعايتهم والحرص عليهم وتربيتهم التربية الطيبة التي يرضاها الله، ومن ذلك الصلاة كررت غير مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مروا ابناءكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع"، فاحرصي أخيه أشد الحرص فقد رأيت تقصير البنات في ذلك، الصلاة ثاني أركان الإسلام إن لم يتعودن عليها في الصغر فقد يصعب عليك تربيتهم عليها عند كبرهم.
كذلك خلطتهم بالمجتمع خارج المنزل كوني حذِرة جدا من ذلك مهما قلتِ أن تلك الأسرة طيبة وأخلاقهم لابأس بها يظلون مخالفين لنا في الدِين، ومن أكثر مخالطة قوم فحتماً سيتأثر بهم.
كرّمنا الله بالحجاب فليكن كما أمرنا الله به، فصفات الحجاب الشرعي التي لخصها العلماء من الأدلة الشرعية تتلخص أن يكون الحجاب ساتراً، ليس زينة في نفسه، صفيقاً لايشف، واسعاً، غير مطيب، لايشبه ملابس الرجال، والحمدلله الأمر يسر وسهل نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه.
هذه البلاد تجبر الإنسان على كثرة الخلطة (أقصد الإختلاط بين الجنسين) ولكن مع ذلك يجب علينا التحرز والحرص على هذه المسائل فعلينا تجنب الإحتكاك بالرجال إلا على حسب الحاجة الضرورية أما عدا ذلك فلا، يقول سبحانه:" وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَ".
الدنيا كلها متاعب وهموم وغموم، يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم:"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" فلنحتسب مايصيبنا فيها أن يكون تكفير لذنوبنا ولنصبر ولنحتسب فجزاء الصابرين عظيم يقول سبحانه:" إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حساب" قَالَ الْأَوْزَاعِيّ لَيْسَ يُوزَن لَهُمْ وَلَا يُكَال لَهُمْ إِنَّمَا يُغْرَف لَهُمْ غَرْفًا، نسأل الله من فضله.
عليكِ بالرفقة الطيبة الصالحة فهم خير زاد في هذه الدنيا يحثون على فعل الخير ويتناصحون فيما بينهم ويذكرون بعضهم بطاعة ربهم والبعد عن مايغضبه يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير . فحامل المسك ، إما أن يحذيك ، وإما أن تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحا طيبة . ونافخ الكير ، إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد ريحا خبيثة" رزقنا الله بأمثال حامل المسك وجنبنا أمثال نافخ الكير.
هذه كلمات كانت على عجالة أتمنى أن تكون لاقت منكِ قبولا حسنا فاغفري لي تقصيري وسامحيني وحليليني ان كنت قد أخطأت في حقك يوما، فلم أرد يوما لكِ إلا كل خير وكم كانت الأيام الصعبة التي مررتِ فيها ثقيلة عليّ تكدرت عليّ نفسي حينها واستشعرت مكانك ولكن لم يكن في اليد أي حيلة غير الدعاء ونسأل الله أن يتقبل منّا ومنك.
يكون البعد مكتوبا علينا
وجنة هذه الدنيا التلاقي
نسافر في أمانينا ونغدوا
وفي أحداقنا حب الرفاق
فهمس الحب والاشواق باقي
بلا زيف خفي او نفاق
وكيف يطيب للإنسان عيشٌ بعيداً عن نسيمات التآخي
قضى الرحمن للإخوان وعداً إذا صدقوا وصُحِّحَت المساعي
على التقوى وبالحقِّ التواصي وصبراً تنطوي فيه الجراحِ
لهم ظِلٌ يقيهم حرَّ شمسٍ إذا الأعمال ولَّت بالوداعِ
إلهي اجعلنا إخواناً بحقٍ
وسدِّد سيرنا واجعل خطانا صواباً والجنانُ هي رجائي
مع الرسالة هدية متواضعة
لتبقى ذكرى طيبة بإذن الله
رعاك المولى
أختك المحبة في الله
الروابط المفضلة