ثقافة الضحك
**********************************8
من السذاجة والحماقه بمكان ان يجول بخاطر اي امرى كان ان الضحك والفكاهة
حرام على اتيه او يشتط خلده المسكين فيظن بظن مضحك مبكي ان الضحك من الاسفاف بالانسان وانه مما يودي بمروءته وينخر بشخصيته فيربا بنفسه عنه حتى في مواطنه الحسنه واسذج
من اولئكم ذلك الشخص الذي اتخذ الضحك والاضحاك ديدناومذهباله فلا تجده الافاغرا فاه
يكادزبد فيه يخرج منه اذن من يبصر بنظر الانصاف يجد ان الامر كالبحرين وبينهما حاجز
رفيع وهوكاي خلق كان وكاي ادب يكون فلن يحرز المعرفة به الا ذو لب وفهم غير سقيم
فمن اراد مثلا الاقتصاد في البيع والشراء والاخذوالعطاء فليحذر الوقوع في براثين
البخل والشح ومن همه التواضع فليتجنب السقوط في فخوخ الذلة والمهانة ومن ذا
يمتطي الشجاعة فلينتبه من مصائد التهور والتهلكة ومن قصد العلم فليتق السقوط في كمائن الغرور المقيت وهلم جرا
ان مما يؤخذ على بعضهم انه يحدث الحديث وجل همه ان يضحك المتكأكؤون والمتحلقون
حوله ولم يدر ذلك الغر انه خلط حديثه بكذبة وربما بغيبه ونميمه والادهى من ذلك وامر
انة ربما خاض ساخرا من آي القرآن وسنة ابي القاسم
وربما ولغ وتقول على الله بغير علم ويحسب نفسة بعدئذ انه على شي
ذلك ومن افتتن بسخريتةه فيقوم من قعدته وبطنه موجوع من شدته الضحك فقد علا قلبه غلاف
سميك من الران والغفلة وهم جميعا في ظلال مبين ولكن اكثر الناس لا يعلمون
وحسبنازاجرا لنا قول الحبيب (ويل للذي يحدث الحديث ليضحك به القوم ويل له ويل له)
ولا يماري احد في ان كثرة الضحك المؤذية والمردية فهي مذهبة للوقار مبعدة للمروءة
مذبذبة للاتزان تميت القلب وتذهب بنور الوجه
يستخف به القوم صغيرهم وكبيرهم جليلهم وحقيرهم حتىليشار اليه بالبنان وقت يرى
هذا مضحك القوم قد اتى قولوا بربكم اي معرة بعد هذي
لا انادي البتة بالعبوس والقنوط والتصنع المقيت للنجهم البغيض بل حسبنا
ان نتزن ونعتدل وان نكون في ضحكنا مقسطين لا قاسطين وان ننحو نحو قدوتنا وحبيبنا
وان ترتسم خطاه في هذا الشان فنبتسم حين يعن لنا حادث التبسم لا نتكلفه ولا نصطنعه
ولانمجه ولا نرده فكم من ابتسامه كانت أيناسا للموحشين وملاطفة للبائسين
وولوجا الى قلوب العالمين هكذا شان المؤمن السوي دائما وابدا يجعل باب الضحك مفتوحا
تدلف منه النادرة الحسنة والفكاهة الطيبة
ويغلقة في وجة ما عداه من ضحك مكدر مستقذر ومن النوافل القول بيانه ان القهقهة في حق الشيخ الهرم مستنكرة اكثر عنها عند الشاب المرح اذ انه وهو في هذا السن بالقهقهة الممجوجة ادعى لزوال الهيبهة والوقار ولا يكون لمن وسم به خطر ولا مقدار انما حسبه من ذلك التبسم والبشلشة
وطلاقة الوجه اذ ان في ذلك ما يرفع الطول ويعلي الشان ولنعلم ان خير الناس سجايا من كان بكاء في الليل بساما في النهار
الروابط المفضلة