با
سم الله الرحمن الرحيم
اخواتي كما اتفقنا ان لدينا اليوم لقاء مع سورة عظييييمه جدا من سور القران هي مكيه وترتيبها في المصحف 113
:
:
"
"
اظن الجميع قد علم ماهي هذه السورة العظيمه
سنتجول بين تفسيرها واعجازها ما يذهل منه العقول وتنصت لها الاسماع وتنشرح لها الصدور
فاتمنى ان تنصتي لهذه الكلمات رعاك الله
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (4) ومِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (5))
أعوذ أي ألجأ، والفلق: شق الشيء وفصل بعضه من بعض، تقول فلقت الشيء فانفلق كما قال تعالى: « فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى » والشيء المفلوق يسمى فلقا، والمراد به كل ما يفلقه الله كالأرض التي تنفلق عن النبات، والجبال التي تنفلق عن عيون الماء، والسحائب التي تنفلق عن ماء الأمطار، والأرحام التي تنفلق عن الأولاد. والغاسق: الليل إذا اعتكر ظلامه، ووقب: دخل ظلامه في كل شيء، ويقال وقبت الشمس إذا غابت، والنفاثات: واحدهم نفاثة كعلامة، من النفث وهو النفخ من ريق يخرج من الفم، والعقد: واحدها عقدة، والحاسد: هو الذي يتمنى زوال نعمة المحسود
.
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) أي قل: أستعيذ برب المخلوقات، ومبدع الكائنات، من كل أذى وشر يصيبنى من مخلوق من مخلوقاته طرّا.
ثم خصص من بعض ما خلق أصنافا يكثر وقوع الأذى منهم فطلب إليه التعوذ من شرهم ودفع أذاهم، وهم:
(1) (وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) أي ومن شر الليل إذا دخل وغمر كل شيء بظلامه، والليل إذا كان على تلك الحال كان مخوفا باعثا على الرهبة - إلاأنه ستار يختفى في ظلامه ذوو الإجرام إذا قصدوك بالأذى - إلى أنه عون لأعدائك عليك.
(2) (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) أي ومن شر النمامين الذين يقطعون روابط المحبة، ويبددون شمل المودة، وقد شبه عملهم بالنفث، وشبهت رابطة الوداد بالعقدة، والعرب تسمى الارتباط الوثيق بين شيئين عقدة، كما سمى الارتباط بين الزوجين: (عقدة النكاح).
قال الأستاذ الإمام ما خلاصته: قد رووا هاهنا أحاديث في أن النبي سحره لبيد بن الأعصم، وأثّر سحره فيه حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وهو لا يفعله، أو يأتي شيئا وهو لا يأتيه، وأن الله أنبأه بذلك، وأخرجت موادّ السحر من بئر، وعوفى مما كان نزل به من ذلك ونزلت هذه السورة.
(3) (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) أي ونستعيذ بك ربنا من شر الحاسد إذا أنفذ حسده، بالسعي والجدّ في إزالة نعمة من يحسده، فهو يعمل الحيلة، وينصب
شباكه، لإيقاع المحسود في الضرر، بأدق الوسائل، ولا يمكن إرضاؤه، ولا في الاستطاعة الوقوف على ما يدبره، فهو لا يرضى إلا بزوال النعمة، وليس في الطوق دفع كيده، وردّ عواديه، فلم يبق إلا أن نستعين عليه بالخالق الأكرم، فهو القادر على ردّ كيده، ودفع أذاه، وإحباط سعيه.
نسألك اللهم وأنت الوزر والنصير، أن تقينا أذى الحاسدين، وتدفع عنا كيد الكائدين، إنك أنت الملجأ والمعين
"
"
.
الاحاديث التي وردت في فضل هذه السوره
عن عقبه رضي الله عنه قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أعلمك سوراً ما أنزل في التوارة ولافي الزبور ولا في الأنجيل ولا في القرآن مثلها ؟! " قلت : بلى . قال : ( قل هو اللهأحد ) و ( قل هو أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ؟!
وعن عبد اللهبن حبيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" اقرأ : قل هو الله أحد ،والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك كم كل شيء"
ومما ورد في فضلالتعوذ . ما جاء من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال : " ألم تر آياتٍ أنزلت هذه الليلة ، لم ير مثلهن قط ؟ " ( قل أعوذ بربالفلق) و (قل أعوذ برب الناس ) .
وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان ، حتى نزلتالمعوذتان ، فلما نزلتا ، أخذ بهما وترك ما سواهما " .
قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : " من قرأ بعد صلاة الجمعة "قل هو الله أحد " ، و " قل أعوذ بربالفلق " ، و " قل أعوذ برب الناس " سبع مرات أعاذه الله من السوء إلى الجمعة الأخرى
"
[CENTER]الاعجاز العلمي فيها
. التفكر في آية 4 من سورة الفلق (وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ):[/CENTER]
يبين المولى هنا بأن هناك شر و أذى من نفث (أي نفخ) الشيطان في العقد، فالسؤال الآن هو عن ماهية هذه العقد؟ تكمن الإجابة في الآية 21 من سورة الذاريات (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) حيث يعظنا المولى بالتفكر في خلقه لأجسامنا فإذا قمنا بذلك نجد بأن هذه العقد هي العقده العصبيه في اجسامنا احيث أن كل عقدة عصبية في الدماغ مسئولة عن وظيفة معينة في الجسم، فهناك عقد عصبية في الدماغ وظيفتها تحفيز العضلات في الجسم و يتم هذا التحفيز عن طريق توليد اهتزازات في هذه العقد و بعدها ينتقل سيال عصبي للعضلة المراد شدّهالعصبية 1. فالسؤال الآن هو عن علاقة الشيطان بهذاالأمر؟
يمكن معرفة الإجابة من التفكر في الآية 20 من سورة سبأ (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ) حيث نتعلم من هذه الآية الكريمة أن إبليس يحاول أن يصدق كذبه و ظنه على البشر و من هذه الطرق هي أن يوّلد قرين الإنسان (شيطانه) شعور مطابق للفكرة التي وسوس بها للإنسان و لتوضيح ذلك أعطي المثال التالي:
[CENTER]يوسوس قرين الإنسان (شيطانه) له بفكرة عن طريق الصوت المطابق لصوت النفس و يسمعها الإنسان في عقله تقول له بأنه نجس و غير نظيف و لذلك فإن عليك إعادة الاغتسال أو الوضوء مرارا و تكرارا و ليصدق إبليس هذه الكذبة على الإنسان فإنه يوجه صوته (الذي هو عبارة عن اهتزازات) الذي يوسوس به للإنسان على العقد العصبية في الدماغ التي تحفز و تشد العضلات في منطقة الصدر و بالتالي تولّد ضيق في الصدر و شعور بالخوف و القلق لدى الإنسان مما يدفع الإنسان إلى تصديق هذه الكذبة أكثر و أكثر، و بالتالي يوّلد ذلك عقدة النجاسة.[/CENTER]
· إثبات رقم 1: يكمن الإثبات العلمي الأول على كيفية تأثير الشيطان على الإنسان من التفكر في آية 169 من سورة البقرة (إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)،
[CENTER]حيث يعلمنا المولى هنا نوعية الأفكار التي يوسوس بها الشيطان للإنسان و هي أفكار السوء (أن يؤذي الإنسان نفسه و غيره)، الفحشاء (التصورات البذيئة)، و القول على الله بما لا يعلم الإنسان (أي التشكيك بالقيم الدينية). فإذا قارنا هذه الأفكار بنتائج دراسة أجريت على أشخاص يعانون من اضطراب نفسي حيث تم سؤالهم من قبل عالم نفس شهير جدا و هو ابري لويس (Aubrey Lewis) عن نوعية الأفكار التي تتسبب لهم بالضيق و الألم النفسي فكان الجواب هو أنهم يشتكون من الأفكار التالية:[/CENTER]
o Harm: أي أفكار تحثهم على إيذاء النفس و الغير.
o Lust and Filth: أفكار فيها تصورات جنسية بذيئة.
o Blasphemy: أفكار تسيء للقيم الدينية.
فإذا قارنا نتائج هذه الدراسة مع الأفكار التي يوسوس بها الشيطان للإنسان بصوت مطابق لصوت النفس نجد تطابق بين الاثنين و بالتالي هذا يثبت الآلية التي يؤثر بها الشيطان للإنسان كما يعلمنا إياها المولى من القرآن الكريم،
التجربة العلمية الثانية التي تثبت الآلية التي يؤثر بها الشيطان على الإنسان تكمن في التجربة التي قام بعض الأطباء باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة نشاط الدماغ البشري عند الناس الذين يطلق عليهم مرضى نفسيين، حيث قام هؤلاء بوضع شخص يطلق عليه مريض نفسي في جهاز و شخص يطلق عليه سليم في جهاز آخر و راقبوا النشاط الكهربائي لدماغيهما في هدوء تام و كان الملاحظ في هذه
التجارب أن دماغ الذين يطلق عليهم مرضى نفسانين
يتصرف و كأن الشخص يسمع صوت في عقله و هذا يظهر في أن مراكز السمع في الدماغ تعمل في حين أن هناك هدوء تام في الغرفة و لكن بالرغم من ذلك فإن دماغ ذلك الشخص يتصرف و كأنه يسمع صوت في عقله.
و التفسير الوحيد لهذه النتائج هو تعليم الله عز و جل لنا في القرآن الكريم بأن قرين الإنسان (شيطانه) يوسوس للإنسان بصوته و يُسمع الشيطان الإنسان أفكار في عقله و كأنه يفكر مع نفسه بها و تمثل نتائج التجربة المبينة أعلاه إثبات علمي على هذا الأمر.
هذا العلم الذي عرض في هذه المقالة و التي تم تعلمه من القرآن هو تصديق لقول الحق في آية 82 من سورة الإسراء (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا)
مع العلم بأن الظالم ليس بالضرورة أن يكون كافرا بالله فالمسلم يمكن أن يكون ظالما و ذلك بظلمه لنفسه لعدم تفكره بكتاب الله و هجره لله و كتابه
"
"
"
استودعتكم الله والى لقاء مع سورة اخرى
الروابط المفضلة