لزوجان العاديان (والنقيض) زوجان مثاليان.
بسم الله الرحمن الرحيم.
من أفضل وسائل الإيضاح أن تضع أمام الشيء نقيضه.
فالأبيض مثلاً يزداد ظهوراً حينما تضعه مع الأسود.
والمحاورة التالية بين زوجان عاديان وزوجان مثاليان توضع المقصود *
***حوار الزوجان العاديان:***
الزوجة:ساذهب اليوم لزيارة أمي.
الزوج:ألم تزوريها أمس؟
الزوجة:اشتقت اليها.
الزوج:قبل أن تمضي اربع وعشرين ساعة.
الزوجة:إنها أمي.
الزوج:أمك على عينى ورأسي.ولكن نحن،زوجك وأولادك بحاجة اليك أيضاً.
الزوجة:ناقصكم شيىء؟
الزوج:ناقصنا تواجدك المستمر في البيت.
الزوجة:أطالعكم وطالعوني؟
الزوج:نعم نطالعك والطالعينا..في هذا شيء؟
الزوجة:لماذا لا تريدني أذهب الى أمي كثيراً؟
الزوج:لأنك لا تعودين من عندها كما خرجت من عندنا!
الزوجة:ماذا تعنى؟
الزوج:أعني أنها تشحنك علي...وتحرضك على عصياني..
الزوجة:أنت دائماً تفتري على أمي!
الزوج:أنا أفتري عليها؟!
الزوجة:نعم.
الزوج:ولم أفتري عليها؟
لأنك لا تحبها!
الزوج:أنا لا أحب حماتى؟ سامحك الله!
الزوجة:تعني أنك تحبها.
الزوج:طبعاً.
الزوجة:إذن دعنى أزورها.
الزوج:.....
الزوجة:إذن سأتصل بها لتزور عندنا إسبوع!
الزوج:يرحمك الله لا تتصلي بها.اذهبي وزوريها اليوم وغداً ....وكل يوم!.
****حوار الزوجان المثاليان:****
الزوج: ألا تلاحظين أنك تغيبين عن أمك طويلاً؟
الزوجة:يوم الخميس كنا عندها.
*
الزوج:واليوم الأربعاء أي أنك غبت عنها مدة إسبوع.*
الزوجة:ولكني أحادثها بالهاتف.*
الزوج:المحادثة لا تغني عن المشاهدة*
الزوجة:أنت أعلم بكثرة مشاغلي فى البيت.*
الزوج:مهما كانت المشاغل ..فلأمك حق كبير عليك..وعليك أن تؤدي هذا الحق لتكسبي رضاها.
الزوجة:الحمد لله أمي راضية عني.
الزوج:وهل يستدعي رضاها عنك كثرة غيابك عنها؟
الزوجة:طبعاً لا.
الزوج:إذن أرجوك أن تتصلي بها وتتفقي معها على موعد اليوم لنزورها مع الاولاد.
الزوجة:اليوم لا أستطيع.
الزوج:ولم لا تستطعين اليوم؟
الزوجة:عندي غسل الثياب.
الزوج:أجليه الى الغد.
الزوجة:حتى لو أجلته . أنسيت أن أختك اتصلت بنا وقالت إنها ستزورنا اليوم.
الزوج:لا فائدة.(يغيب الزوج في غرفة ثانية ثم يعود)
الزوجة:أين ذهبت؟
الزوج:الي غرفة المكتب .
الزوجة ماذا فعلت؟
الزوج:اتصلت بوالدتك !
الزوجة:أوعدتها بزيارتنا لها اليوم؟!
الزوج:لا ..بل دعوتها لتزور عندنا أسبوعاً!
تعليق:
كثير من الخلافات ينشأ من الإرتباط الزائد بالأهل.الذي يكون على حساب البيت والزوج والأولاد والزائد عن الحد المعقول.
فالزوجة هنا تريد زيارة أمها على الرغم من أنها كانت عندها فى اليوم الفائت .ودافعها الى تكرار الزيارة أحد الأمور التالية:
1_عدم رسوخ حقيقة فى ذهنها.وهى حقيقة أن كونها زوجة يختلف عن كونها إبنة عزباء تعيش مع أمها .
فالزوجة عليها واجبات تجاه زوجها.وواجبات تجاه أولادها وإلتزمات وأعمال مسؤلة عنها في بيتها لا بد أن تؤديها وتفي بها.
2_الظن بأن البر بالأم يسمح لها بان تهمل حقوق زوجها وأولادها.
3_رغبتها من الهروب من مسؤليات البيت...واللجوء الي أمها..لوقوعها تحت سيطرتها.
هذة الزوجة تحتاج الي من يفهمها حدود ارتباطها بأهلها عامة وأمها خاصة.
والى من يوضح لها ويذكرها بواجباتها تجاه زوجها وأولادها ..وحقوقهم عليها.
وأما الزوجة فى الحوار الثانى وجدناها تعرف حقوق زوجها وأولادها عليها.
فهي توازن بينهم وبين أمها.وعلى الرغم من أن زوجها يحثها على زيارة أمها ..فإنها تؤجل طلب زوجها بسبب إنشغالها ذلك اليوم بغسل الثياب.
ووجدنا زوجاً عاقلاً حريصاً على صلة الرحم وعلى بر زوجته بأمها وهو صادق فى هذا الحرص...ولا شك في أنه سيجني من ثمار بر زوجته بأمها ،وذلك حين توفق فى حياتها ويبارك لها صحتها وزوجها وأولادها.
هذا وبالله التوفيق .وأصلى وأسلم على سيدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم.نفعنى الله وإياكن أخواتى الفاضلات بكل نافع .وأتمنى للجميع الفائدة.
((( بقلم / زهر )))
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة