محبة الله سبحانه وتعالي
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله
حببيباتي واخواتي في الله
الله هو خالق السموات والارض
خالق الانس والجن والملائكة وكل
المخلوقات اجمعين
واهب الارزاق والنعم والاقدار
فلما لا نحب الله ولما لا نشكره
علي نعمه وفضله علينا
ولكن نري ان هذا الحب غير
موجود الا عند عباد الله المؤمنين
الذين يتميزون بهذا الحب (حب
وطاعة وشكر لله سبحانه وتعالي)
فيقول الله سبحانه تعالي عنهم
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ
آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..}
(3)البقرة:165
وكلما احب العبد ربه كلما احبه
الله ورسوله
كلما زاد المؤمن من شكره لله
وطاعته له وحمده
كلما احبه الله سبحانه وتعالي
ولكن حب الله له دلائل التي يتسم
بيها عباد الله المؤمنين
هذه الدلائل ذكرها الله تعالي
والرسول صلي الله عليه وسلم
وذلك للوصول الي حب الله تعالي
لعبده
وكل ماحب العبد ربه واطاعه
وخاض بذكره ومحبته كلما احبه
الله والرسول صلي الله عليه وسلم
ان الله سبحانه وتعالي يحب المؤمن الذي يحبه
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ
عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. . المائدة:54
كل من احب الله وخاض في حبه
وطاعته وذكره تلذذ حلاوة الايمان
أخرج البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ
فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا
وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ
وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا
يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))
فقد كان الرسول صلي الله عليه
وسلم من اشد المحبين لله
واشدهم تلذذ لطاعة الرحمن
وذكره وشكره وحبه
ودليل علي ذلك
((…وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ))
النسائي،كتاب عشرة النساء، ح 3878
ومن هذه الدلائل التي تدل علي
هذا المؤمن المحب لله وان الله يحبه
التي يمكن تلخيصها في هذه النقاط البسيطة
(1)الوافين بالعهد والذين يتقون الله
يقول سبحانه وتعالي:{عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}التوبة:4
{بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)آل عمران:76
{فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.آل عمران:76
فعلي المؤمن الذي يتمني حب الله له
بان يتقي الله في
افعاله ويعلم ان الله يعلم كل شئ
وعليه ان يفي بالعهد ويودي الامانات لاهلها
(2)التوابين والمتطهرين
. الله يقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}(7)البقرة:222
فعلي المؤمن ان يتطهر دائما للقاء ربه ولكي ينال حب ربه
كما عليه التوبة الدائمة عليه ان يطلب من الله المغفرة دايءما وذلك من خلال توبيته لله
(3)الصابرين
، ويقول سبحانه:{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}آل عمران:146
ان الله يحب الكاظمين الغيظ والصابرين
(4)المحسنين
ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
الذين يحسنون دائما لغيرهم يحبون الخير
(5)المتوكلين علي الله
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} آل عمران:159
.فعلي المؤمن دائما ان يتوكل علي الله حق توكله في كل شئ .
(6)المقسطين
ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
فعلي المؤمن دائما ان يقسط ويعدل في تصرفاته ان يكون حكيما
(7)المقاتلين في سبيل الله
ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ}الصف:4
فالمؤمن اللذي يجاهد في سبيل
الله وذلك للحفاظ علي دينه
وعقيدته وسنته ايضا مؤمن يحب الله والرسول صلي الله عليه وسلم
ولكن هناك نقطة مهمة الذكر في هذه الدلالة
ان الله سبحانه وتعالي رفع مكانة اداة الفرائض والنوافل علي الحرب والجهاد في سبيل الله
فكلما قضيت فرائض الله الاستكثار من النوافل
كلما احبك الله وكلما نلت حبه سبحانه وتعالي ورسوله
أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَالَ: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ..)) البخاري،كتاب الرقاق،ح6021
نعود مرة اخري للدلائل علي محبة الله
ولكن هناك بعض الدلائل التي لايحبها الله سبحانه وتعالي
ان تكون في عبده المؤمن وهي
(1)لا يحب الله الظالمين
قوله تعالى :{وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}آل عمران:57.
فالمؤمن لابد ان يكون عادل حكيم مقسط
ان الله رحيم بعباده فكيف لايكون العبد ظالم
فالظلم سمة يكرهها الله لايحبها
فلكي ينال المؤمن حب الله عليه ان يكون عادل رحيم بالخلق
(9)لا يحب كل مختال
قوله تعالى:{..إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}النساء:36
ان الله يحب المعتدلين البسطاء في الارض كلما رزق الله شكره
وساعد غيره من مارزقه الله به
وان لم تكن حاجة مادية وكانت شئ معنوي فعليه بالاعتدال وعدم الفخر والتكبر ع الغير
(10)لايحب كل اثيم
ويقول سبحانه : {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا}النساء:107.
وهنا يذكر الله كل اثم يفعله الانسان بفعل الشيطان
فعلي المؤمن التقرب الي الله وفعل الصواب دائما والابتعاد عن كل ماهو محرم
والتقرب للصلاة وطاعة الله والرسول صلي الله عليه وسلم
ولكن لحب الله سبحانه وتعالي مقياس في صدق المحبة لله سبحانه وتعالي
وولوصول لهذا المقياس والوصول الي اعلي مقياس لحب الله لينا
فلابد علي المؤمن ان يكثر من هذه الدلائل السابقة وعليه ايضا ان يكثر من الدعاء لله
فإن محبة الله دعوى يستطيع كل أحد أن يدعيها
لذلك وضع الله سبحانه وتعالي مقياساً يوزن الإنسان به نفسه وغيره حول مدى صدق تلك الدعوى
: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}آل عمران:31
وطبعا كل هذا بالصلاة والاكثار من ذكره واقامة الصلاة وكل شئ تم شرحه يقرب من الله سبحانه وتعالي
ولمحبة الله ثمرات قد زكرها الله تعالي
((فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ))
ولكن نجد في هذه الايام هناك حب زائف ليس حقيقي
حب نفاق حب يسعي من ورائه الشهرة والاعلام والمكسب
وليس هذا فقط هناك حب خاطئ في التصرف حيث يوجد مفاهيم خاطئة تظهر
فانظر كيف كانت عاقبة الفاسقين
:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}التوبة:24..
ولذلك من الممكن تلخيص ماسبق في
قال ابن القيم رحمه الله : الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها، وهي عشرة :
1- قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد منه .
2- التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
3- دوام ذكره على كل حال : باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبه على قدر نصيبه من الذكر
.
4- إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وان صعب المرتقى .
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها .
6- مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ، ونعمه الظاهرة والباطنة.
7- انكسار القلب بين يدي الله تعالى
8- الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبوديه بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
9- مجالسة المحبين والصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ، ولا نتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
10- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل
محبة الرسول صلي الله عليه وسلم
ان محبة الله والرسول صلي الله عليه وسلم امران متلازمان
لا يصح احداهما الا بالاخر
وان كمال محبة الله حب رسوله
لا إيمان لمن لم يكن يحب الرسول - صلى الله عليه وسلم-
وحب الرسول فوق حب الاب والاولاد والناس اجمعين حتي من نفسه
وهذه دلائل علي ذلك
قال الله تعالى: (( قل إن كان آباؤكم وأبـنـاؤكـم وإخــوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحـب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين))[ التوبة:24].
وقال الله تعالى: ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم))[ الأحزاب: 6].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »لا يؤمن أحدكم حتى أكــون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين«
وقال أيضاً: »والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إلـيـه من والده وولده«.
وعــن عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »لا والـــذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك«، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: »الآن يا عمر«
انظر كل هذه الاحاديث والايات تدل علي محبة الله للرسول ومكانة الرسول صلي الله عليه وسلم عند الله
وانظري كيف يكون حب الرسول صلي الله عليه وسلم فوق كل شي فوق
حب الاباء والابناء والناس اجمعين
فوق حب النفس كما امرنا الله بهذا ورسوله
ولمحبة الرسول صلي الله عليه وسلم اثار
تظهر في معاملة المؤمن وسلوكه هذه العلامات
:
تعزير وتوقير النبي صلي الله عليه وسلم
قال الله تعالى: ((إنا أرسلناك شاهداْ ومبشراْ ونذيراْ لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلاْ))[ الفتح:9].
ذكر ابن تيمية أن التعزير: »اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه
«. والتوقير: »اسم جامع لكل ما فـيـه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام،
لذلك فالمؤمن عليه ان ينصر الرسول ويرفع دائما مكانته
ويؤييده
لنصرة الرسول وتوقيره عدة دلائل وهي
1 - عدم رفع الصوت فوق صوته:
قال الله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت
النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون))[ الحجرات: 2].
وعن السائب بن يزيد قــال: »كـنــت قائماً في المسجد فحصبني
رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب، فقال: اذهب فأتني بهذين،
فجئته بهما، قال: من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا: من أهل الطائف،
قال: لو كنتما مــن أهــل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله ص«.
2 -الصلاة عليه:
قال الله تعالى: ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماْ))[ الأحزاب: 57].
قال ابن عباس: يصلون: يُبرّكون
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »البخيل من ذكرتُ عنده فلم يصل عليّ«.
وقال: »رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل عليّ«.
تصديق الرسول صلي الله عليه وسلم فيما أخبر:
من أصول الإيمان الإيمان بما اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-
وعدم تكذيبه وتصديقه في كل ما أخبر من أمر الماضي أو الحاضر أو المستقبل،
قال الله تعالـى: ((والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى))[ النجم: 14].
وكل من كذب بما اخبر الرسول صلي الله عليه وسلم فقد كفر
ولهذا ذم الله المشركين بقوله: ((وما كان هذا القرآن أن يفترى
من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب
فيه من رب العالـمـيــن، أم يقـولون افتراه قل فأتوا بسـورة مثله
وادعوا من اسـتطعتم من دون الله إن كنتم صـادقـيـــن بل كذبوا
بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم
فانظر كيف كان عاقبة الظالمين))[يونس: 37-39].
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه: »
بينما راع في غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبها
حتى استنقذها، فالتفت إليه الذئب، فقال له: من لها يوم السبع
ليس لها راع غيري؟ وبينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها،
فالتفتت إليه فكلمته فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث،
فقال الناس: سبحان الله! قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: »
فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما«
لذلك علي المؤمن ان يصدق مااخبر الرسول به وكل مااتي بيه هو من عند الله عز وجل
الـذ ب عنه وعن سنته(حفظ سنته وحمايتها):
احدي الآيات العظيمة للدلالة علي المحبة والإجلال
وهو الـذب عــن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونصرته،،
قال الله تعالى: ((للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم
وأموالهم يبتغون فضلاْ من الله ورضواناْ وينصرون الله
ورسوله أولئك هم الصادقون))[ الحشر: 8].
ومــن الذب عن سنته -صلى الله عليه وسلم-: حفظ سنته وحمايتها من الجاهلين
وقد دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالنضارة لمن
حمل هــذا اللــواء بقوله: »نضر الله امرءاً سمع منا شيئاً فبلغه
كما سمعه، فرب مُبلّغ أوعى من سامع...
ومن لم يذب لسنة الرسول فهو ضعيف الايمان ليس غيور علي دينه
اتباعه وطاعته والاهتداء بهديه:
الأصل في أفعال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأقواله أنهــــا
للاتباع والتأسي، قال الله تعالى: ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة
حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراْ))[ الأحزاب: 21]
.فعلي المؤمن
ان ياخذ الرسول صلي الله عليه وسلم اسوة حسنة له في
جميع تصرفاته حتي ينال محبة الله والرسول صلي الله عليه وسلم
وجاء أمر الله سبحانه وتعالى في وجوب طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
في آيات كثيرة، منها قوله تعالى: ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) [ الحشر: 7].
وجعل الله عز وجل طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم-
من طاعته سبحانه، فقال: ((من يطع الرسول فقد أطاع الله))[ النساء: 80].
وأمر بالرد عند التنازع إلى الله والرسول، فقال: ((يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء
فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم
الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)) [ النساء: 59].
وايضا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: »
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشـديــن الـمهديين،
تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور،
فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة«
وقال -صلى الله عليه وسلم-: »صلوا كما رأيتموني أصلي«
وقال: »لتأخذوا عني مناسككم«.
فطاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- هي الـمـثـال الحي
الصادق لمحبته عليه الصلاة والسلام فكلما ازداد الحب،
زادت الطاعات، ولـهــذا قال الله عز وجل:
((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله))[ ال عمران: 31
التحاكم إلى سنته وشريعته:
إن التحاكم إلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أصـــل
من أصول المحبة والاتباع، فلا إيمان لمن لم يحتكم إلى شريعته،
ويسلم تسليماً، قال الله تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فـيـمــا شـجـــر بـيـنـهـم ثــم لا يجــــدوا في أنفسهم
حرجاْ مما قضيت ويسلموا تسليماْ))[النساء: 65].
وقد بين الله سبحانه وتعالى أن من علامات الزيغ
والنـفــاق الإعـــراض عن سنته، وترك التحاكم إليها،
قال الله تعالى: ((ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمـنــوا بما أنزل إليك
وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت
وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاْ بعيداْ،
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرســــــول
رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداْ)) [ النساء: 60،61].
الغلو في محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
، ((وأن هذا صراطي مستقيماْ فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله))[ الأنعام: 153].
انـحــــرف بعض الناس عن هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-
وأحدثوا في دين الله عز وجل ما ليس منه،
وغيروا وبدلوا، وغلوا في محبتهم للرسول -صلى الله عليه وسلم-
غلواً أخرجـهــــم عن جادة الصراط المستقيم
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حريصاً
على حماية جناب التوحيد، فكان يحذر تحذيراً
شديداً من الغلو والانحراف في حقه،
ودلائل ذلك كثيرة جداً منها:
وعن أنس أن رجلاً قال: يا محمد، يا سيدنا، وابن سـيدنا،
وخيرنا وابن خيرنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: »
قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد بن عبد الله،
عبد الله ورسوله، والله ما أحب أن ترفعوني
فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
يقول: »لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده،
فقولوا: عبد الله ورسوله«
وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً
قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء الله وشئت،
فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: »جعلتني لله عدلاً،
بل قل ما شاء الله وحده«
قال عليه أفضل الصلاة والسلام: »من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌ«
ومن هنا يمكن تلخيص ان كل عمل في رضي الله
وحب ليه ولرسوله فهو بالاخر عائد عليك
يعود عليك برضي الله ومحبته ومحبة رسوله
فعلي المؤمن ان يكثر من الصلاة والصلاة علي
الرسول صلي الله عليه وسلم ويكثر من الفرائض والنوافل والسنن
يكثر من افعال الخير وان ياخذ النبي صلي الله عليه وسلم قدوة حسنة ليه
لينال حب الله والرسول صلي الله عليه وسلم
وعليه الاعتدال دائما في كل شئ
كما امر الله ورسوله صلي الله عليه وسلم حتي في حبه
للرسول وعدم المبالغة لانة المبالغة في شئ تسبب للانحراف عن الصراط
الروابط المفضلة