هذاالجزء الثالث من العلامات حسن الخاتمه اللهم ارزقنا حسن الخاتمه
ومنن هذه العلامات : الموت بالغرق والهدم، إن من مات صابراً فهو شهيد، أو من مات وهو على إسلامه فى حالة من هاتين الحالتين فهو شهيد.
قال كما فى الصحيحين : " الشهداء خمسة : المطعون الذى – هو مرض بالطاعون – والمبطون – يعنى من مات بمرض فى بطنه هذا شهيد – والغرق وصاحب الهدم – يعنى من سقط عليه بناء – والشهيد فى سبيل الله" (1)
من هذه العلامات وهى بشارة لكل امرأة مسلمة تموت وهى تلد أو تضع ولدها أو حتى بعد الوضع فى النفاس، فمن علامات حسن الخاتمة إن ماتت المرأة فى نفاسها بسبب ولدها انظر لفضل الله على هذه الأمة، فى الحديث الذى رواه أحمد والدرامى وصحح إسناده شيخنا الألبانى- رحمه الله تعالى- من حديث عبادة بن الصامت أن النبى عاد عبد الله بن رواحة، أى زاره وهو مريض فما تحوز له عن فراشه أى ما تنحى له عبادة عن فراشه فقال : " أتدرى من شهداء أمتى ؟ " قالوا : قتل المسلم شهادة قال " إن شهداء أمتى إذن لقليل، قتل المسلم شهادة، والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة –اسمع هذه العبارة الجميلة – يجرها ولدها بسرره إلى الجنة هذه كرامة" (2).
أيضاً من العلامات : الموت بداء السل قال : " القتل فى سبيل الله شهادة ، والنفساء شهادة، والحرق شهادة والغرق شهادة والسل شهادة، والبطن شهادة "(3) والحديث رواه الطبرانى فى الأوسط وقال شيخنا الألبانى – رحمه الله : وفيه مندل بن على، وهو متكلم فيه وقد وثق قلت – والكلام للشيخ الألبانى – رحمه الله : ولكن يشهد له
حديث راشد بن حبيش الذى سبق الإشارة إليه فى علامة من العلامات السابقة، ورجاله موثوقون وحسنه المنذرى وله شاهد آخر فى المجتمع أى عند الهيثمى.
أيضاً من هذه العلامات : الموت فى سبيل الله، فى حال الرباط فى سبيل الله،
قال كما فى صحيح مسلم وغيره : " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذى كان يعمله وأجرى عليه رزقه وأمن الفتَّان "(1)
وفى لفظ فى زيادة عند الإمام الطبرانى قال : " وبعث يوم القيامة شهيداً " هذا هو المرابط فى سبيل الله.
وقال كما فى سنن أبى داود والترمذى بسند صححه الألبانى : " كل مين يختم على عمله إلا الذى مات مرابطاً فى سبيل الله، فإنه ينمَّى له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة القبر " (2)
هناك حديث عن النبى قال : " إذمات ابن آدام انقطع عمله إلا من ثلاث " (3)
وأنا أظن أنه لابد من ذكر هذا الحديث فهو قيد لهذا الحديث المطلق، ولا شك أن الجمهور على وجوب حمل المطلق على المقيد، إذا اتفقا فى الحكم، والسبب.
العلامة الأخيرة من علامات حسن الخاتمة : الموت على عمل صالح :
ففى مسند أحمد بسند صحيح فى حديث حذيفة من أن النبى قال : " من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ، وختم لها بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله، وختم له به دخل الجنة ، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله وختم له به دخل الجنة"(1)
أى عمل طاعة من الطاعات، توفق إلى هذا العمل وتموت على هذا العمل فهذه علامة من علامات حسن الخاتمة قال " إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله " قيل : كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال : " يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه" (2)
هذه أعظم علامات حسن الخاتمة ، فشتان شتان بين رجل يموت على طاعة وبين رجل يموت على معصية .
قال الحافظ ابن كثير : لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه من عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بعث عليه، نسأل الله أن يتوفانا جميعاً على طاعته، وأن يرزقنا وإياكم التوبة، قبل الموت، ونظق الشهادة عند الموت، والجنة بعد الموت إنه على كل شيئ قدير. أكتفى بهذا القدر فى باب علامات حسن الخاتمة ، لأنتقل إلى حكم آخر من هذه الأحكام ألا وهو :
ثناء الناس على الميت :
الثناء بالخير على الميت من المسلمين الصادقين، ليس من المنافقين. الشهادة المعتبرة من المسلمين الصادقين، والشهادة بالخير والثناء بالخير على ميت المسلمين الصادقين.
وأقل المسلمين اثنان، لو شهد اثنان فقط من جيرانه، أو من معارفه من ذوى الصلاح. هذه الشهادة وهذا الثناء بالخير، يوجب للميت الجنة – هذا الحكم شديد جداً، وهناك من الأدلة عن الصادق المصدوق – وانظر : أولهم اثنان، تصور لو شهد اثنان بالخي0
الروابط المفضلة