الجزء الثالث
من الآية34 إلى الآية 50
بسم الله الرحمن الرحيم
وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ
وَقَوْله : { وَفُرُش مَرْفُوعَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَلَهُمْ فِيهَا فُرُش مَرْفُوعَة طَوِيلَة , بَعْضهَا فَوْق بَعْض , كَمَا يُقَال : بِنَاء مَرْفُوع . وَكَاَلَّذِي : 25845 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثَنَا رِشْدِين بْن سَعْد , عَنْ عَمْرو بْن الْحَارِث , عَنْ دَرَّاج أَبِي السَّمْح عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ أَبِي سَعِيد , عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي قَوْله : { وَفُرُش مَرْفُوعَة } قَالَ : " إِنَّ اِرْتِفَاعهَا لَكَمَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض , وَإِنَّ مَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض لَمَسِيرَة خَمْس مِائَة عَام " . - حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا اِبْن وَهْب , قَالَ : ثَنَا عَمْرو , عَنْ دَرَّاج , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ أَبِي سَعِيد , عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { وَفُرُش مَرْفُوعَة } " وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ اِرْتِفَاعهَا . . . " ثُمَّ ذَكَرَ مِثْله .
إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً
"إنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء" أَيْ الْحُور الْعِين مِنْ غَيْر وِلَادَة
فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
"فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا" عَذَارَى كُلَّمَا أَتَاهُنَّ أَزْوَاجهنَّ وَجَدُوهُنَّ عَذَارَى وَلَا وَجَع
عُرُبًا أَتْرَابًا
"عُرُبًا" بِضَمِّ الرَّاء وَسُكُونهَا جَمْع عُرُوب وَهِيَ الْمُتَحَبِّبَة إلَى زَوْجهَا عِشْقًا لَهُ "أَتْرَابًا" جَمْع تِرْب أَيْ مُسْتَوِيَات فِي السِّنّ
لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ
"لِأَصْحَابِ الْيَمِين" صِلَة أَنْشَأْنَاهُنَّ أَوْ جَعَلْنَاهُنَّ وَهُمْ : "ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ"
ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ , وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَوَقَوْله تَعَالَى " ثُلَّة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَثُلَّة مِنْ الْآخِرِينَ " أَيْ جَمَاعَة مِنْ الْأَوَّلِينَ وَجَمَاعَة مِنْ الْآخِرِينَ .
وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ
وَقَوْله : { وَأَصْحَاب الشِّمَال مَا أَصْحَاب الشِّمَال } يَقُول تَعَالَى ذِكْره مُعَجِّبًا نَبِيّه مُحَمَّدًا مِنْ أَهْل النَّار { وَأَصْحَاب الشِّمَال } الَّذِينَ يُؤْخَذ بِهِمْ ذَات الشِّمَال مِنْ مَوْقِف الْحِسَاب إِلَى النَّار { مَا أَصْحَاب الشِّمَال } مَاذَا لَهُمْ , وَمَاذَا أَعَدَّ لَهُمْ . كَمَا : 25887 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثَنَا يَزِيد , قَالَ : ثَنَا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَأَصْحَاب الشِّمَال مَا أَصْحَاب الشِّمَال } : أَيْ مَاذَا لَهُمْ , وَمَاذَا أَعَدَّ لَهُمْ .
فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ
"فِي سَمُوم" رِيح حَارَّة مِنْ النَّار تَنْفُذ فِي الْمَسَامّ "وَحَمِيم" مَاء شَدِيد الْحَرَارَة
وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ
"وَظِلّ مِنْ يَحْمُوم" دُخَان شَدِيد السَّوَاد
لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ
"لَا بَارِد" كَغَيْرِهِ مِنْ الظِّلَال "وَلَا كَرِيم" حَسَن الْمَنْظَر
إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ
"إنهم كانوا قبل ذلك" في الدنيا "مترفين" منعمين لا يتعبون في الطاعة
وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ
"وكانوا يصرون على الحنث" الذنب "العظيم" أي الشرك
وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ
"وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون" في الهمزتين في الموضعين التحقيق وتسهيل الثانية وإدخال ألف بينهما على الوجهين
قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ
قال الله تعالى " قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " أي أخبرهم يا محمد أن الأولين والآخرين من بني آدم سيجمعون إلى عرصات القيامة لا يغادر منهم أحدا كما قال تعالى " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد " .
لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ
قال ههنا " لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم " أي هو موقت بوقت محدود لا يتقدم ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص
الروابط المفضلة