***عاصفة أطفال الشوارع !***
عاصفة أطفال الشوارع!
عندما يتحول البيت الى جحيم بسبب الاهمال أو القسوه أو القهرأو التفرقه فى المعاملة بين الأبناء
فان من يشعر منهم بالظلم يفضل جحيم الشارع على المنزل
ففى كليهما جحيم...ولكن الفرق بينهما
أن الأول فى مكان مفتوح والآخر داخل اربعة جدران
وأن الشارع يقسو على الطفل لانه لا يمت اليه بصله
أما عندما يأتى القهر من أقرب الناس اليه فبعده يهون كل شئ
ظاهرة اطفال الشوارع أصبحت من الظواهر الخطيرة التى تهدد المجتمع وتعكس طبيعة المشكلات الاجتماعيه
وان معظم هؤلاء الأطفال يعانون سوء العلاقات الاسريه
وأن سبب هذه الظاهره هوالتفكك الاسرى
فالأم والأب لا يقومان بدورهما الأساسى فى التنشئة الاجتماعيه
أو رعاية الأبناء
قال الله تعالى "يوصيكم الله فى أولادكم" (النساء)
ظاهرة أطفال الشوارع اختلفت تماما عما سبق لأن مفهوم طفل الشارع كما كان معروفا هو الطفل مجهول النسب أى ليس له
أب يرعاه أوأم تغمره بحنانها ولكن هؤلاء الاطفال عندهم
الأب والأم
ولكن هناك ظاهرة عامة وهى تسمى(ظاهرة التشرد)
وهذه الظاهرة نتيجة الفقر والجوع والحرمان والتفكك الاسرى
وقد نتجت هذه الظاهرة نتيجة البطالة التى يشهدها المجتمع
كما أن سوء الأحوال المعيشيه لشريحة الفقراء الموجوده فى المجتمع له دوركبير جدا
حيث أن المناطق العشوائيه تفرز أطفال الشوارع لسوء الأحوال السكنيه والتكدس داخل الغرفة الواحدة
فتنتشر الجريمة والمخدرات والتفكك الاسرى والطلاق وهجر رب الاسرة وزواجه من أخرى
كما أن أصدقاء السوء وزملاء الشارع لهم تأثيرهم على بعضهم
باستخدام الوسائل والحيل لتلبية احتياجاتهم
ومن المعروف أن ظاهرة أطفال الشوارع هى ظاهرة عالمية منتشره فى جميع أنحاء العالم
وهم يشكلون خطورة واضحة على المجتمع
فأطفال الشوارع قنيلة موقوتة تهدد العالم وسريعة الانتشار ...وهؤلاء الأطفال المحرومون يعدون من الفئات التى تعيش فى ظروف صعبة وتعجز عن الوصول الى الرزق الحلال لاشباع احتياجاتهم الأساسية والوصول الى سبل العيش الكريم...
ومن الغريب أن هؤلاء الأطفال يطلقون على أنفسهم ألقابا مختلفة حسب كل بلد!
أما عن الجرائم التى التى يرتكبها هؤلاء الأطفال فى الشارع فتبدأ بالتسول وبيع المناديل ومسح زجاج السيارات بالاشارات....
ثم يندمج البعض فى ادمان الكله والبنزين والتينر والتدخين
وعندما يبدأون فى البلوغ يمارسون الفواحش فيما بينهم ...فالكبير يعتدى على الصغير الذى لم يبلغ بعد بالاكراه
ليشب الصغير وبداخله الرغبه الشديدة فى الانتقام
ويحاول الاعتداء على الأصغر منه ..وهكذا تصبح دائره تدور حول كل من ينضم اليها
وأيضا فى الشارع أمهات لكنهن ما زلن فى مرحلة الطفولة لم يفارقنها
أعمارهن ما بين 13 و15 سنه
تم الاعتداء عليهن وحملن وأنجبن وهن فى هذه السن الصغيرة
وللأسف فان أعدادهن فى تزايد وينتشرون فى بعض المناطق التى
يمارسن فيها
التسول أو بيع المناديل الورقية.
المشكلة الحقيقية تكمن فى هؤلاء الفتيات الصغيرة السن التى تعرضن للاغتصاب فى الشارع على أيدى الصبيه الكبار
واستغلالهن اقتصاديا من قادة عصابات الشوارع فى أعمال الدعارة
مشكلة خطيرة جدا أن تعيش الأم الصغيرة وهى حامل ودون رعاية وتنجب طفلا مشوها أو ضعيفا
وقد وجدت حالات أنجبت على الرصيف وتحت شجره
وعندما تلد تجهل كيفية رعاية طفلها ولا تستطيع بسبب ظروفها
رعايته... وبالتالى يموت أو تتركه على باب جامع
وفى بعض الحالات تحتفظ به لكنها تعجز عن رعايته
أو تؤجره للمتسولين مقابل مبالغ ضئيلة أو تبيعه لهم
وهذا الجيل من الأطفال يهدد سلامة المجتمع لأنه لا تصدر لهم شهادات ميلاد وليست لهم هوية ...
وبالتالى يعامل الطفل كطفل لقيط
واليكم بعض الحالات التى حدثت بالفعل من وراء هذه الظاهره
عمر(12) عاما...وسيم الملامح ..تفتقد عيناه مواطن الأمان ,ويبحث قلبه عن حنان مفقود..لم يخجل فى تحميل والديه مسؤولية تسوله اذ يقول
كنت أعيش مثل أى طفل فى بيتنا ...ولى أم وأب ..لكن حدث أن انفصل أبواى ..وتزوج كل منهما
وفجأه!!!وجدت نفسى فى الشارع ..لم ألتحق بالمدرسة ...ولم يكن لى أصدقاء محددون... مثل بقية الاطفال...دائما أشعر بالوحده...وفى احدى المرات تعرفت على محمود(14) عاما...وأغرانى بمبلغ من المال بعد أن عرف ظروفى الصعبة....واعتبرته صديقا لى
ولازمته فى كل تحركاته
وفى مره قال لى تعالى ناكل عيش ...لم أتردد فلم يعد لى شيئا أخاف عليه
وذهبت معه وعرفنى على المعلم الكبير ...
ومن هنا بدأت رحلتى مع الاجرام والتسول والسرقه والنصب...
لم اكن أعرف هل هذا الطريق الخطأ أو الصواب؟!
قال سبحانه"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا" (التحريم)
والغريب فى هذه الظاهره أن هؤلاء الاطفال يفضلون الحياة فى العراء أو مؤسسات الأحداث عن العودة الى الأسرة ...
والبعض الآخر يهرب من المؤسسات ومن الأسرة مرة أخرى
وللقضاء على هذه الظاهرة يستلزم التشخيص السليم لضمان العلاج السليم والتغل على العوامل التى أدت الى اليها بعد تحديدها بدقة
لان لها آثارها السيئة سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعيه
أو الأمنية..
لذلك نرى ان علاج المشكلة من بدايتها
هو*نشر الوعى والتكامل الاجتماعى فى الأسر.
*لابد من زيادة الوعى الأسرى وكيفية التعامل مع الاطفال سواء داخل الأسرة او خارجها أو بالمدرسة.
*لابد من تعديل تشريعى لمعاقبة الأسر التى تسهم فى طرد أطفالها الى الشارع بالاضافة الى التركيز على اقامة دور رعاية كافية لاطفال الشوارع لتاهيل هؤلاء الأطفال ومساعدتهم فى العوده الى أسرهم أو رعايتهم بشكل كامل طالما كانت عودتهم مستحيلة.
*ان رعاية أطفال الشوارع يجب أن تكون بنظام الاقامة الكاملة وليس بنظام الخدمة النهارية لانها تعد مضيعة للوقت والمجهود والامكانيات ..فكيف احميه فى الصباح وأعرضه للمخاطر فى المساء.
*تقديم الرعاية لهؤلاء الاطفال حتى يحصلو على أعلى الشهادات.
*توفير فرص عمل شريفة لهم ورعايتهم وتربيتهم حتى يصبحو أفرادا أسوياء نافعين.
*تدريب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين على التعامل معهم من منظور حقوق الطفل.
عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"ليس منا من لم يرحم ويعرف شرف كبيرنا"
ونبينا عليه أفضل السلام وأزكى التسليم يقول
"ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة