سويت بحث وهذا اللي طلع لي
DHEA
دواء مضاد للشيخوخة
سواء كانت حقيقة أم خيال ، فإن هومون DHEA ( الديهيدرو أبي أندروستيرون Dehydro Epi Androsterone ) يعطي الأمل للمسنين . فقد يلين الجلد ويقوي العظام ويعيد النشوة الجنسية للنساء .
في فرنسا ، يتجاوز عمر أكثر من 12 مليون شخص الستين سنة ، وثلثهم قد تعدى الـ 75 من العمر ، هذا في حين يزداد متوسط عمر الفرد ما معدله ثلاثة أشهر كل عام
كن مسألة إطالة عمر الإنسان سيف ذو حدين : فقد تمل الشيخوخة معها ثقل السنين والأمراض والإعاقات .. وهنا يطرح السؤال : ما السبيل إلى إطالة فتوة الجسد والعقل ؟ فحتى الآن لم تثبت فعالية أي من المواد التي سوقت على أنها إكسير Elixir الفتوة ، ومنها الميلاتونين ( Melatonine ) وهورمون النمو ، والتوستوستيرون Testosterone .
أما اليوم فقد تم اكتشاف هورمون " DHEA " ( ومعناه نازع الهيدروجين = Dehydro ، سابقة تعني فوق أو على = Epi أندروستيرون = هورمون ذكري في البول = ( Androsterone ) . ويبدو هذا الهورمون حافل بالوعود السعيدة ، ويتمتع بمزايا " مضادة للعمر " Anti-age ، يقال إنه يحسن حال الجلد والعظام ، ويعيد الشهوة الجنسية عند النساء اللواتي فقدنها ، ويقوي مناعة الجسم وينشط الذاكرة . ويقال أيضاً إنه قد يحمي الجسم من أمراض القلب والشرايين ومن مرض " الزهايمر " Alzheimer .
ما هو الـ DHEA ؟
هو من عائلة الهورمونات الستيرويدية Steroides المركبة من الشحمانيات الشبيهة بالكولسترول . وقد تم عزله للمرة الأولى في الثلاثينات من القرن الماضي عن البول البشري ، ولكنه اكتشف فعلاً في العام 1960 من قبل البروفسور إيتان – إميل بوليو Etienne-Emile Baulieu ( وهو باحث في الغدد الصم ومشهور عالمياً ، ومخترع دواء الغد RU486 ) .
وهو أثبت أن الغدد الملوية تفرز هذا الهورمون على شكل سولفات Sulfate ( أو كبريت ) الـ DHEA .
كذلك يتم فرزه من قبل الغدد الجنسية ، حيث يشكل مادة وسيطة لإنجاز التوستوستيرون ( هورمون الذكورة ) والأستروجين ( هورمون التأنيث ) . أما المفعول البيولوجي للـDHEA فيظل غامضاً . واللافت أنه غير موجودفي دم غالبية الحيوانات بينما هو الهورمون الستيرويدي الأكثر تواجداً في الدورة الدموية البشرية . وهو موجود عند الجنين ( داخل الرحم ) ثم يصبح شبه معدوم عند الأطفال حتى عمر السابعة ، حيث يزداد فرزه حتى يصل إلى ذروته بين سن العشرين والثلاثين . فعندها يبدأ معدله بالإنخفاض بصورة بطيئة .
ويلاحظ أنه ينخفض بنسبة تتجاوز الـ 80 في المئة فوق السبعين أو الثمانين من العمر .
هل لديه قدرة على إعادة الشباب ؟
بالطبع لا ، لكنه قد يساعد على عيش الشيخوخة على نحو افضل . ومنذ السبعينات من القرن الماضي ، أثبتت دراسات أجريت على الحيوان ( أرنب وفئران وجرذان ) أن إعطاء جرعات كبيرة منه قد يؤدي إلى إطالة الحياة والحماية من بعض الأمراض كالسرطان . كما في الواقع هذه الحيوانات لا تشكل نماذجاً يؤخذ بها ، أولاً لأن إفرازها لهورمون الـ DHEA طفيف جداً ، وثانياً لأن إعطاء مثل هذه الجرعات الكبيرة أمر غير وارد عند الإنسان .
أما فكرة إعطاء الـ DHEA كدواء مكمل Complement فهي مبنية على الاحتمال التالي :
إذا كان هذا الهورمون يلعب دوراً بيولوجياً معيناً , فعندما نؤمن نسبة عالية منه يمكننا أن نعوض عن فقدان الوظائف التي تتسبب بها الشيخوخة .
إن أول دراسة على نطاق واسع بهدف التأكد من هذا الاحتمال ( دراسة DHEA ) أجريت في فرنسا بدءاً من ربيع 1998 تحت إشراف البروفسور بوليو والبروفسور فرنسواز فورات Francoise Forette ( ومسؤولة قسم في مستشفى بروكا Broca في باريس ومديرة المؤسسة الوطنية لطب الشيخوخة ) . أما المتطوعين فهم 140 رجلاً و 140 امرأة يتمتعون بصحة جيدة ، وتتراوح أعمارهم بين 60 و 79 سنة .
وقد حصل نصف المتطوعين على 50 ملغ من الـ DHEA في اليوم ، بينما حصل النصف الآخر على ما يسمى دواءً إرضائياً Placebo . ثم أخضع الجميع لفحوصات عدة لتحديد نسبة هذا الهورمون في الدم ولتقدير مفاعليه على الجلد والعظام والأجهزة ( الوعائي والعضلي والهورموني والمناعة ) وعلى الوضع البسيكولوجي .
أولى النتائج التي أعلنت في نيسان 2000 تبشر بتفاؤل محدود : للـ DHEA تأثير بيولوجي ، لكنه لا يمحي نتائج الشيخوخة . والمطمئن هو أن الجسم يتقبل الجزئية Molecute بشكل جيد من دون حصول أية عوارض سامة Toxique .
أما البشرى السعيدة فهي نتيجة هذا العلاج على الجلد والعظام . فالـ DHEA ينشط إنتاج الدهن Sebum والماء في الجلد ويحسن مرونته ، وهو يخفف أيضاً من البقع البنية التي تظهر عادة على الجلد بفعل الشيخوخة . كذلك يبين عند المتطوعين تحسناً في مستوى التكلس Calcification ، لكن في المقابل لم تلاحظ أية فائدة على الجهاز الوعائي عند الرجال .
هل يقوي الشهوة الجنسية ؟
لقد شدد الإعلام على قدرة الـ DHEA على إعادة الشهوة الجنسية ، وذلك نظراً لأهمية هذه المسألة بالنسبة الى المسنين لكي يشعروا فعلاً بالشباب . وقد دلت دراسة DHEAge على أن نساء يتجاوز عمرهن السبعين ، وكن فقدن الشهية الجنسية ، استطعن بفضل هذا الهورمون أن يعدن اكتشاف الرغبة والإثارة ، وحتى هزة الجماع Orgasme .
وأظهرت الدراسة أمرين آخرين :
أولاً : إن الـ DHEA يؤدي إلى زيادة نسبة الهورمونات الجنسية عند النساء أكثر من الرجال ، ويفسر ذلك بأن إفراز هذه الهورمونات يتوقف عند النساء بعد بلوغ سن الأياس ، بينما ينخفض فقط عند الرجال .
ثانياً : كثير من المتطوعين الذين تناولوا الـ DHEA أحسّوا بزيادة في نشاطهم ، بينما أحسّ متطوعون آخرون لم يتناولوه بالشيء نفسه !
هل يزيد الذكاء ؟
توجد نسبة هامة من الـ DHEA في الأنسجة الدماغية عند الإنسان والحيوان . وقد أثبت أن الـ DHEA يلعب دوراً هاماً على مستوى الوظائف المعرفية وعلى مستوى تصرفاتنا . وقد يلعب أيضاً دوراً في آلية الذاكرة والقدرة على التعلم وتغيير المزاج .. لكن هذه المسألة لم تثبت حتى الآن .
هل يحمي من بعض الأمراض ؟
حتى الآن لم تثبت الدراسات هذه المسألة . وعلى الرغم من أثره الإيجابي على العظام ، لا يبدو أن الـ DHEA قادر على منافسة " العلاج الهورموني البديل " THS ( Traitement Hormonal Substitutif ) – المبني على الأستروجين أو على مزيج من الأستروجين والبروجسترون – في الوقاية من ترقق العظام عند النساء بعد انقطاع الطمث لديهن . يبقى أن تدرس إمكانية الجمع بين الـ DHEA والـ THS ، لكن يخشى في هذه الحال خطر الاختلال الهورموني .
أما في ما يتعلق بالوقاية أو العلاج من مرض الزهايمر ، ففائدة الـ DHEA تبقى فرضية . لكن فكرة الاستفادة من هذا الهورمون لمعالجة هذا المرض انطلقت بعدما تبين invitro ( بواسطة اختبار الأنبوب ) أن هذا الهورمون يخفف من اختلال العصبات Neurones بفعل التوتر الناتج خصوصاً عن المواد السامة .
كذلك لم تؤكد الأبحاث حتى الآن ما إذا كانت الـ DHEA يحمي فعلاً القلب ، عن طريق تخفيف الكولسترول في الدم .
وهناك أيضاً مسألة إضافية يجب التعمق في دراستها ، هي دعم المناعة . فقد أظهرت اختبارات عديدة على الحيوان دور الـ DHEA في هذا الإطار . فهو قد يحثّ على إنتاج الخلايا اللمفية Lymphocites لجزيئة Interleukine التي تملك خصائص حاثة على المناعة ، والتي تستعمل في معالجة بعض أنواع السرطان . ويتم الآن تحليل نتائج دراسة DHEAge بالنسبة إلى المناعة ، وتدرس ايضاً مشاريع أبحاث أخرى تتعلق بمرضى السيدا والذأب الحمامي Lupus Erythemateux .
هل يمكن للجميع تناوله ؟
حالياً لم يجرب الـ DHEA إلا على أشخاص يتراوح عمرهم بين 60 و 79 سنة ، لذلك لا يمكن علمياً أن ينصح الأصغر سناً بأخذه بحجة الحفاظ على شبابهم . كذلك فإن الرجال والنساء ليسوا سواسية أمام هذا الهورمون ، إذ يبدو أن النساء يستفدن أكثر منه . وحتى إذا لم تظهر حتى الآن أية حال تسمم منه فإن الحذر واجب ، لأننا مازلنا نجهل ردة فعل الجسم إزاءه على المدى البعيد . وعلى كل حال ، فإن تناول هذا الهورمون ممنوع في حالات سرطان الصدر والبروستات .
هل هو مشرع في فرنسا وأميركا ؟
إن الـ DHEA مازال في طور التقييم ولم يحصل بعد على رخصة تسويقه ، ولكن لا يمنع استعماله كمادة أولية ( بواسطة بروتين نباتي اسمه Saponine ) في التركيب الصيدلي شرط وجود وصفة طبية ، وهذا ما تستهجنه نقابة الأطباء في فرنسا .
أما في أميركا ، فيبدوا أن رياح الجنون أصابت المسنين .
فالـ DHEA يباع كمكمل غذائي ويشهد إقبالاً ساحقاً ، وتباع أقراص الـ DHEA " العجائبية" بواسطة الإنترنيت إلى كافة البلدان ومن دون وجود أي رقابة على صنعها .
فللحصول على DHEA ذي جودة كافية ، يجب أن تقوم شركة أدوية صيدلية بطلب الرخصة القانونية ، وعليها أن تمول أبحاثاً مكلفة ، وذلك من دون أن تتمكن من حماية " اختراعها " بواسطة براءة قانونية . أما السبب فيعود إلى أن المنتوج هو مادة طبيعية لا يمكن احتكارها من قبل أحد ، لذلك لا تتسابق المختبرات على تصنيعه ، وهذا ما يتأسف عليه البروفسور بوليو الواثق تماماً من مزايا هورمونه المضاد للشيخوخة .
أخيراً ، هل يمكن القول إن الأقراص العجائبية للشباب الدائم وجدت ؟
حتى الآن لايزال هورمون الـ DHEA خاضع للتقييم العلمي ولم تحدد بعد نسبة جرعته المثالية ، هذا في وقت توصي نقابة الأطباء الفرنسية أعضاءها بعدم وصفه ، وتنصح بالتحلي بالصبر والحذر إلى حين التوصل إلى نتائج وأجوبة أكيدة .
الروابط المفضلة