..
..
..عيد سعيد و عهد جديد ..
الآن ودعنا شهر البركة و الغفران , نودعه وكلنا آمال و دعاء , نودعه و الأدمع قد فاضت من أعيننا شوقا و لهفة لعودته علينا من جديد , ما من لحظات وسدل ستار الليل و بدأ يوم جديد بشهر جديد ..
في هذا اليوم نتلذذ بنفحاته الإيمانية , فهو يوم الفرحة و المسرّة ,
يتلاقى فيه الأحبة و تتبادل الأفئدة التهاني و التبريكات ,
فهو فرحة كبيرة للصغير , يبدأ هذا العقل البرئ ,
يخطط أين سألعب ؟ مع من ؟ كيف نلعب . ووو؟
يحب أن يتلذذ بكل ثانية تمر عليه ,
و يستمتع بلذة اللعب ولو عمّ التعب أنحاء جسده ,
فالعيد بالنسبة له فرحة لا مثيل لها ..
هذا حال من يعيش حياة هنيّة , يغفو وهو مطمئن ,
يتكلم بكل ثقة , يلعب بأقوى اللعب و أجملها , أما حال أطفال غيره ,
يعيشون على كسرة خبز , قاسية .. متحجرة ..
لا تذوق عيناه طعما للنوم ,
خوفا .. و مشقة على نفسه .. أما لعبته ,
فهي لعبة ورقية , قد يمزقها له أخاه الصغير ,
أو تهب ريح صغيرة تأخذها معها إلى أرض مجهولة ..
أفكرتِ ولو لمرة واحدة بمن يعيشون على نحو مغاير لنا ,
يعيشون على أمل بلا واقع , فهناك من تسيل أدمعهم في العيد ..
لا تتعجبي أختاه !!
أجل تسيل .. قهرا .. و ذلاّ .. و قسوة .. و بشاعة الحياة التي يعيشونها ..
فلا تتذمري من صغير كالكهف ,
فغيرك يتمنى أن يمتلك مثله عوضا عن خيمته الممزقة
التي لا يشعر فيها لا بدفئ و استقرار .. إن دق بابك الملل
من منظر أثاث منزلك فاحمدي الله ,
فغيرك يتمنى أن يملك مرآة ليرى ماذا نتج عن مرور الزمن القاسي ..
لنحمد الله على حياتنا مهما كانت , و نشكره دائما على نعمه ..
ولنتزكى بأموالنا بروح صادقة و نفس قنوعة ..
وتذكري قول رسولنا
الكريم : (من أدى زكاة ماله ذهب عنه شره )
فاجعليها دائما أمام ناظري عينيك ِ ..
أهلا وسهلا بك يا عيد , أهلا بإطلالتك , سعدنا بإشراقتك علينا ,
ابتهجت قلوبنا و عمّ الفرح أيّامنا , فيك عودة للقلوب المتخاصمة ,
و تلاقي الأحبة المتباعدة و إنعاش لعيون بائسة حزينة . ..
فما هو إلا تجديد للأنفس و بناء للعلاقات الإجتماعيات
و صلة الأرحام المقتولة ..
كــ عام و أنتن بألف خير ــل
الروابط المفضلة