بسم الله الرحمن الرحيم
:
ها هي الساعة تُشير
إلى الثانية بعد منتصف الليل
هدوء يعم المكان
لا أسمع أي صوت في المنزل
فــ الكل نائمون
لا أسمع سوى دقات الساعة
تك ...تك
..تك ..تك..تك..تك
خطر في بالي
شئ
فقلت ها هي اللحظة المناسبة
مددتُ يداي
وهي ترتعشان
مددتُها بخوف وحزن
وبشجاعة فتحت الخزانة
وفتحت
أحدى أدراجها
ووجدت ما أريده
نبضات قلبي تدق بسرعة
والحزن والخوف يعتريني
ودموعي على أتم استعداد
تنتظر فقط الحصول على ما أريد من الخزانة
فتحت الكتاب ببطء شديد
ووجدتُ فيه الظرف الذي
أريده
تذكرت أنني لي مدة طويلة لم أفتح هذا الظرف
وليس لدي الشجاعة الكافية لفتحه طوال تلك المدة
قلت في نفسي
أحاول أن أستجمع قواي المتناثرة هُنا وهناك
لفتح هذا الظرف
هاهو الظرف بين يدي
وفي نفسي أقول
أفتحه أما أرجعه مكانه
وفي النهاية
قررت أنا أفتحه وليحصل ما يحصل
أغمضت عيناي
وفتحته
رأيت ما به
ميزته جيداً
,,
تذكرت أيامه
وذكرياته
وضحكاته
ونصائحه
ووقفاته معي
وكلامه
ميزت الصـــورة جيداً
نظرت في عينه
ونظرت في لحيته
وتأملت في وجهه الذي لم يغب عن بالي طوال تلك السنين
ومن ثم
انفجرت بالبكــــاء
لا أعلم
أنني محتاجة لهذا الكم من البكاء
ثم تذكرته في أخر لقاء
تذكرت يوم أن حضرنا من محاضرة للشيخ عبد المحسن الأحمد
والتي كانت عن كلام الله
أذكر أنها كانت في شهر 8من عام 1426هجري
حين حضرنا إلي منزلنا
طلب مني أن احضر له الحقيبة
لأنه سوف يسافر بعد لحظات
جلسنا نتكلم عن روعة المحاضرة وماذا قال الشيخ
وعن كثرة الحاضرين والحاضرات
:
ثم أتى المُوعد المحزن
قال لي
وداعً وداعً
بأذن الله سوف أزوركم في عيد الفطر
قلت بأذن الله
ودعنا بحرقة
وحزن
ودعنا وكأنه يعلم أن هذا الوداع هو الوداع الأخير
وأن هذا الزيارة هي أخر زيارة لمدينتنا الحبيبة
ودعنا ووجهه مُحمر و كادت أن تسقط دموعه
وربما سقطت ما أن ركب السيارة
ودعنا وداع الميت عندما يعرف أنه سوف يموت بعد دقائق يودع أهله بحرقة وحزن
ودعنا وداع لا لقاء بعده في هذه الدنيا
ودعنا وداع المُحب عندما يفارق محبوبة
ودعنا وهو يبتسم لكن ابتسامته ابتسامة الحزين عندما يحاول أن يخفي حزنه عن البشر
ودعنا ووعدنا بالعودة لنا
لكن ما أستطاع الوفاء بوعده
ودعنا في السادسة عشر من شعبان
وودع الدنيا بأسرها في الثالث والعشرين من شهر رمضان
:
:
///
الروابط المفضلة