بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخصصي يعرفه الجميع .. فلا يحتاج الى شرح مبهمات أو كشف غوامض
لأنه ببساطة معنا في حياتنا.. وكلما تعاقبت الأيام ازدادت صلتنا به وتعلقنا به بل حبنا له! وهذا له ايجابياته وسلبياته
فهو يعطي الكثير ويعلّم الكثير لكنه يأخذ ايضًا من كل مفرط في استخدامه
إنه الحاسوب
وتخصصي هو هندسة حاسبات
وإن كان تخصصي الدقيق حاليا هندسة اتصالات لكنهما ليسا ببعيدين عن بعض
والِديّ –حفظهما الله تعالى- تخصصهما هندسة وكذلك عدد من أقاربي .. يعني نحن عائلة هندسية
فعندما كنت املأ استمارات التقديم على الجامعة كان والدي يصور لي أنه لا يوجد اختصاص في الكون سوى الهندسة! .. وفعلا عندما دخلت الهندسة وكنت انظر إلى التخصصات الأخرى عن طريق زميلاتي أو المواد الإضافية المقررة علينا من كليات أخرى... علمت أن الهندسة كان الخيار الأفضل .. ربما لأنها عملية جدا وتعتمد على التفكير بشكل كبير وأهم شيء فيها اننا لا نعتمد على الحفظ بشكل كبير وأساسي ..
نظام التدريس في الجامعة التي درست فيها كان نظام كورسات، فالطالب هو الذي يضع جدوله ويختار من المواد المتوفرة في كل فصل دراسي طبعا بحدود لا يسمح أن يزيد او ينقص عنها .. واللغة الأساسية المعتمدة في الجامعة هي اللغة الانكليزية
الشيء المزعج في الهندسة أن الطالب قبل بداية الدوام والدراسة كان قد وضع جدوله وسجل على المواد التي سيأخذها في الفصل ونظم وقته ورتبه ثم بعد الدوام.. تنهال عليه المختبرات والـtutorials فيرى جدوله قد امتلأ من أول النهار إلى أول الليل.. حتى أننا كنا نعتبر فترة الغداء وتناول الطعام مضيعة للوقت فكنا نأكل وجبة واحدة في اليوم!
السنة الأولى من الدراسة كانت مواد هندسية عامة: لغات برمجة (c ثم oop)، مواد حاسوب، رسم هندسي، مادتين من هندسة ميكانيك (فيزياء ثابتة ومتغيرة)، مادة من هندسة تصنيع، رياضيات (كالكولس 1 و 2)
هناك مواد اخرى نستطيع اخذها متى ما شئنا وهي اربع مواد في العلوم الإسلامية وأربع في الإقتصاد والتسويق ومواد لغات (الإنكليزية ولغة البلد المحلية)
دخول التخصص بعد إكمال مواد السنة الأولى لا يحتاج الى اختبار لكن اعتقد كان يعتمد على المعدل، حقيقة لا اذكر، فمعدلي كان جيدا بفضل الله تعالى
بدءًا من السنة الثانية ندخل في التخصص.. وصراحة كلما دخلنا في العمق إزدادت المتعة .. اذكر ان مواد السنة الأخيرة كانت ممتعة جدا وإن كان مشروع التخرج ينغص بإزعاجاته ومشاكله هذا الجو الرائع.. لكن حتى هذا المشروع عندما اتذكره الآن كان متعبًا ومرهقا لكن ما أجمل تلك الأيام ونحن نتعلم علما جديدا مع صحبة الدراسة .. ذكريات لا تُنسى!
وأجمل ما في الهندسة عندما ترى العلم الذي تعلمته طوال سنين الدراسة ماثلا بين يديك تستطيع أن تتحسسه أو تشاهده في مشروع التخرج ومن ثم التدريب العملي في الشركات.. وهما إلزاميان ومن متطلبات التخرج
مستوى التدريس في الكلية كان مقبولا إلى حد ما.. مع اني مقتنعة أن المناهج تحتاج إلى إعادة نظر فيها لترتيب الضروريات والأولويات فمثلا هناك مواد ليست ضرورية ولن يحتاجها إلا من سيتخصص فيها بعمق، وهناك مواد أخرى أساسية تم وضعها مع المواد الإختيارية.. حيث توجد في السنة الأخيرة عدة مواد إختيارية نختار من بينها 6 فقط
ما تحتاجه في حقيبتك لدخول الهندسة:
- معدل جيد جدا
- مخ هندسي
- رغبة قوية وحب للب الهندسة وليس شكلها او مستقبلها او ما يقوله الناس
اما مستقبل خريج الهندسة فبفضل الله تعالى بحر الهندسة عميق وآفاقها واسعة وخاصة هندسة الاتصالات الذي قادني إليها مشروع التخرج ومن بعده دراسة الماجستير (التي أدرسها حاليا وانتظر المناقشة التي تأخرت كثيرا )
وفيما يخص العمل فكثير من زملائي حصلوا على عمل من الشركة التي كانوا يتدربون فيها .. وبالنسبة لي فقد عملت لمدة سنة ونصف في مشروع تطوير سيارات في احدى مراكز البحث!.. لا تستغربوا كنت أصمم برنامج على الكومبيوتر لقياس تحركات محرك السيارة وأخذ رسوم بيانية له
مستقبل المهندس عريض أمامه إن عمل وسعى واجتهد .. وأمتنا الإسلامية من أحوج الناس لهذا التخصص لأننا بعيدين جدا عن ركب الإتصالات واللاسلكي والتقنيات الحديثة.. نكتفي بأن نستورد من غيرنا المنتًج ونصدر لهم العقول المنتِجة لتنتج لهم!..
حضرت مرة مؤتمر في احدى الدول الأسيوية عن اختصاصي وهو الجيل القادم لبروتوكول الإنترنت وكان في المؤتمر وفود لدول عدة كل منهم يشرح التطبيقات والبحوث التي أجروها على هذا البروتوكول، وأجمعوا أنه كلما نجحوا في تطبيقه على شبكاتهم مبكرا كانت التكلفة والخسائر أقل .. فآلمني أن لا أجد أية دولة عربية وقلت في نفسي لعل العرب ينتظرون أن يجهز هذا البروتوكول فيأتي من يضعه لهم على طبق من الذهب! طبعا الطبق والذي فيه هم من سيدفعون ثمنه
ختاما هندسة الحاسبات ليست سهلة لكنها تحتاج إلى من يحبها فتتذلل الصعاب بين يديه
لذلك أشجع الجميع على دخول الهندسة.... حتى نشكل فريق هندسي في منتدى لكِ
فأمتنا ودولنا واستقلالنا وتقدمنا بحاجة لمهندسين ومهندسات.. بارعين وبارعات
لنصنع مستقبلنا التكنالوجي المشرق بأيادي مسلمة لا أمريكية ولا يابانية
الروابط المفضلة