السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
لقد أخذت محتوى هذا الموضوع من كتاب إشتريته و أردت بهذا النقل أن أفيد إخوتي و أخواتي في الله ...
أعتذر مسبقا لمشرف هذا الركن إذا ما كان قد نشر هذا الموضوع مسبقا ...
أردت أن أقسم الموضوع إلى 4 مراحل : المقدمة و بعدها نقل الاسباب في كل مرة 11 سببا ...
و الله ولي التوفيق
الحمد لله رب العالمين , الذي قال في كتابه المبين : ( وقوموا لله قانتين ) [ البقرة : 238], و قال عن الصلاة ( و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) [ البقرة : 45] , و الصلاة و السلام على إمام المتقين و سيد الخاشعين محمد رسول الله , و على آله و صحبه أجمعين . و بعد :
فإن الصلاة أعظم أركان الدين العملية , و الخشوع فيها من المطالب الشرعية .
الخشوع
قال الله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ) [ المؤمنون : 1, 2 ] أي خائفون ساكنون . ( و الخشوع : هو السكون و الطمأنينة و التؤدة و الوقار و التواضع , و الحامل عليه الخوف من الله و مراقبته ) .و الخشوع : هو القيام القلب بين يدي الرب بالخضوع و الذل . و محل الخشوع في القلب و ثمرته على الجوارح . و الأعضاء تابعة للقلب , فإذا فسد خشوعه بالغفلة و الوسواس فسدت عبودية الأعضاء و الجوارح , فإن القلب كالملك , و الأعضاء كالجنود له , فيه يأتمرون و عن أمره يصدرون , فإذا عزل بفقد القلب لعبوديته , ضاعت الرعية و هي الجوارح .و أما التظاهر بالخشوع فممقوت , لأن من علامات الإخلاص :
إ خفاء الخشوع
كان حذيفة –رضي الله عنه- يقول : إياكم و خشوع النفاق , فقيل له : و ما خشوع النفاق ؟ قال أن ترى الجسد خاشعا و القلب ليس بخاشع . وقال الفضيل بن عياض : كان يكره أن يرى الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه . و رأى بعضهم رجلا خاشع المنكبين و البدن فقال : يا فلان , الخشوع ها هنا و أشار إلى صدره , لا هاهنا , و أشار إلى منكبيه ." و الخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها , و اشتغل بها عما عداها , و آثرها على غيرها , و حينئذ تكون راحة له . و قرة عين , كما قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ... وجعلت قرة عيني الصلاة ) . و قد ذكر الله الخاشعين و الخاشعات في صفات عباده الأخيار و أخبر أنه أعد لهم مغفرة و أجرا عظيما . و من فوائد الخشوع أنه يخفف أمر الصلاة على العبد , قال تعالى : ( و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنها لكبيرة إلا على الخاشعين ) [ البقرة : 45] . و المعنى : أي مشقة الصلاة ثقيلة إلا على الخاشعين .
حكم الخشوع
و الراجح في حكم الخشوع أنه واجب .يدل على وجوب الخشوع في الصلاة قوله تعالى : ( قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون ) [ المؤمنون : 1, 2 ] إلى قوله : ( أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ) [ المؤمنون 10, 11] , أخبر سبحانه و تعالى أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة و ذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم . و إذا كان الخشوع في الصلاة واجبا و هو المتضمن للسكون و الخضوع , فمن نقر نقر الغراب لم يخشع في سجوده , و كذلك من لم يرفع رأسه في الركوع و يستقر قبل أن يخفض لم يسكن , لأن السكون هو الطمأنينة بعينها , فمن لم يطمئن لم يسكن , و من لم يسكن لم يخشع في ركوعه و لا في سجوده , و من لم يخشع كان اثما عاصيا . و يدل على وجوب الخشوع في الصلاة : أن النبي صلى الله عليه و سلم توعد تاركيه , كالذي يرفع بصره إلى السماء و هو ضد حال الخاشع .و في فضل الخشوع وعيد من تركه يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ( خمس صلوات افترضهن الله تعالى , من أحسن وضوءهن و صلاهن لوقتهن , و أتم ركوعهن و خشوعهن , كان له على الله عهد أن يغفر له , و من لم يفعل , فليس له على الله عهد , إن شاء غفر له و إن شاء عذبه ) . و قال عليه الصلاة و السلام في فضل الخشوع أيضا : (( من توضأ فأحسن الوضوء , ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه غفر له ما تقدم من ذنبه )) و عند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلى قسمين , الأول : جلب ما يوجد الخشوع ويقويه . و الثاني : دفع ما يزيل الخشوع و يضعفه , وهو ما عبر عنه شيخ الاسلام ابن تيمية –رحمه الله – في بيانه لما يعين على الخشوع فقال : و الذي يعين على ذلك شيئان قوة المقتضى و ضعف الشاغل .
قوة المقتضى
فإجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله و ما يفعله , و يتدبر القراءة و الذكر و الدعاء , و يستحضر أنه مناج لله تعالى كأنه يراه , فإن المصلي إذا كان قائما فإنما يناجي ربه . و الإحسان : (( أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك )) ثم كلما ذاق العبد حلاوة الصلاة كان إنجذابه إليها أوكد , وهذا يكون بحسب قوة الإيمان .و الأسباب المقوية للإيمان كثيرة , و لهذا كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول : (( حبب إلي من دنياكم : النساء و الطيب , و جعلت قرة عيني في الصلاة )) .
زوال العارض
فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكر الإنسان فيما لا يعنيه , و تدبر الجواذب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة , و هذا في كل عبد بحسبه , فإن كثرة الوسواس بحسب كثرة الشبهات و الشهوات , و تعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف القلب إلى طلبها , و المكروهات التي ينصرف القلب إلى دفعها .
يتبع .....
الروابط المفضلة