فهم الآخرين بأن تجعلي بينك وبينهم خيطاً رفيعاً تستلين منه لهم عذراً ، بمعنى أنك تجعلين بينك وبين تصرفاتهم حبل مشترك فمثلاً لو كان في كلامهم أو تصرفاتهم ما يجعله محتملاً لأمر ما فإنك قبل أن تحملي هذا الاحتمال تراجعين نفسك بأنك ( ربما تنظرين إليه بحساسيّة )
أخيّة .. عوّدي نفسك دائما على أن تعاملي الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم .
من أساء فيك الظن أو أغلظ عليك بقول أو فعل ليس الحل هو أن نواجهه بمثل ما فعل .. بل نواجهه بما نعتقد أنه يرضي ضميرنا وقبل ذلك يرضي الله عز وجل . .
عندما نتعامل مع الآخرين وننتظر منهم أن يعاملونا بمثل ما نعاملهم به فإننا حينها نكون قد أسأنا إلى أنفسنا . . لأن الناس يختلفون في طبائعهم وعاداته .. فما يكون عندك ( عيباً ) هو عند البعض ليس بعيب !!
وما يكون عندك من قلة المروءة هو في نظر الآخرين من المروءة . .
المقصود .. أن لا ننتظر من الآخرين أن يعتقدوا نفس معتقداتنا ويتعاملوا معنا بنفس طريقتنا . .
وهذه محكّ الخيريّة ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) ..
نحن بشر في نفوسنا ما في أنفس الآخرين من مشاعر وعواطف وأحاسيس ونحب أن تُحترم مشاعرنا كما الناس يحبون ذلك . .
لكن تحدث مواقف تجبرنا على أن نتجاوز هذا الإحساس بطريقة هادئة من أجل أن تدوم علاقاتنا بالآخرين على نوع من التقارب والألفة . .
الدنيا يا أخيّة دار بلاء فيها الحقد والحسد والغل والكره والبغض .. ولذلك من الصعب أن نطالب الآخرين أن يعيشوا معنا في الدنيا وكأنهم في الجنة ( لا غل ولا حسد ولا حقد ) . . لاحظي أن أهل الجنة - وهو من أهل الجنة - لا يستحقون دخول الجنة حتى ينزع الله من قلوبهم الغل والحسد .. مما يدل على أن هذه الأدواء موجودة حتى في أناس هم من أهل الجنة لكن لا يمكن أن يدخلوا الجنة حتى ينزع الله ذلك من قلوبهم . .
تأملي سياسة العلاقات في قوله : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
خذ العفو : أي أقبل الناس على طبيعتهم وعلى سجيّتهم العفويّة ..
الغضوب أقبله على أنه غضوب .. والمزوح أقبله على أنه مزوح . . والكتوم أقبله على أنه كتوم وهكذا . . بمعنى لا تجعل مقياس تعاملهم معك ( سجيتك وطبيعتك ) بل سجيتهم وطبيعتهم ..
الروابط المفضلة