بسم الله الرحمن الرحيم
تشتكي الكثيرات ممن قدر الله لهن الزواج من شخص غير متدين فتود إحداهن أن تجر زوجها إلى الهداية وإلى الطريق المستقيم..وبداية ومن وجهة نظري المتواضعة أن الإنسانة المتدينة عليها
ألا تقبل بإنسان غير متدين لأن هذا يترتب عليه أمور كثيرة قد تتعبها في مستقبل حياتها..إلا إذا كانت ترى أنه قريب من الطريق المستقيم وترجو له الهداية قريبا وأنا أعتبر هذه مجازفة غير محمودة العواقب لا يلجأ إليها إلا البعض من الأخوات ممن لديهن ظروف خاصة تمنعها
من تأخير الزواج بحيث تكون المصلحة أعلى في زواجها في ذلك الوقت من ذلك الشخص ..لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع شرطي الاختيار واللذين ما إن تأخذ بهما امرأة إلا وتسعد بإذن الله في حياتها الزوجية..ألا وهما "الدين والخلق"..وعلى كل فهذه مقدمة ليست هي موضوعنا
لكن من الأجدر بنا أن نشير إليها قبل البدء..
أما من سبق إليها القدر وتزوجت من غير المتدين ولكنها لا تعلم كيف تبدأ معه وما هو الأسلوب الذي تستخدمه بحيث لا ينفر زوجها منهاولا من التدين..فأقول بأن عليك أيتها الأخت قبل كل شيء الاستعانة بالله جل وعلا والاعتصام به فإنه لا يؤمل عبد في ربه فيخيبه ..وكيف يكون ذلك وهو أكرم الأكرمين (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)....ثم أن عليك إخلاص النية لله طلبا لرضاه والذي ينبني عليه سعادة الدارين لك ولزوجك ولأسرتك..
فعليك بالاحتساب فإن ما تريدين القيام به عمل جبار يستدعي الحلم والصبر والأناة فهيئي نفسك لتحمل المشاق والصبر على الأذى حتى لا تصدمي مما قد يواجهك من مصاعب ومشاق..
**الخطوة الأولى...
ابدأي الخطوة الأولى ألا وهي امتلاك قلب زوجك ..املكي عليه قلبه وجوارحه بلطفك وعذوبتك وحبك المتدفق وحنانك الذي لا ينتهي ولا ينضب..إنك إذا ملكتي قلبه سهلت عليك معظم الخطوات القادمة لأن الكثير من الرجال إذا أحب امرأة فقد وقع
وإن مما يسهل عليك امتلاك قلبه أن تتنازلي عن بعض حقوقك عند تقصيره وتمدحيه
إذا قدم لك ولو شيئا يسيرا فكبريه فوق حجمه وبيني امتنانك له ..وأن الأزواج لو كانوا
مثلك لما شكت النساء أزواجهن أدري لو كان مثله عشرة في الأرض الله المستعان..
بيني له أنه السمع والبصر أدري أنه من جنبها لكن مشيها
كما أن عليك أن تحبيه بصدق ..إذ كيف تريدين النجاح في التعامل معه وأنت قد تكونين كارهة له..نعم اكرهي معاصيه وأفعاله أما هو فأحبيه حبا صادقا لأن من الحب الصادق الإشفاق عليه من العقوبات الربانية الأخروية أو حتى العاجلة في الدنيا..تحمليه أحيانا إذا أساء إليك وسامحيه على الزلل...كل هذا لتملكي قلبه..
بعد ذلك تبدأين المعاصي الواقع فيه بالتدريج فتنظرين مثلا إذا كان مقصر في الصلاة ما تبدأين
بسماع الغناء..لا..أولا الصلاة وابدأي فيها بالتدريج فإذا كان مثلا يصلي الصلوات في وقتها إلا
الفجر يؤخرها مثلا إلى وقت الدوام ((مع العلم بأن من يتعمد تأخير صلاة الفجر إلى وقت الدوام ولا يحاول الاستيقاظ لها في وقتها فإنه واقع في محذور عظيم قد يصل إلى الكفر كما أفتى به بعض أهل العلم))..نرجع لموضوعنا.. فحاولي أولا أن يصلي الفجر في وقتها حتى ولو في المنزل
كبداية فإن التدرج مهم في الدعوة..فإذا صلى الفجر في وقتها ونجحت الخطوة الأولى..
ولكنه لا يصلي مع الجماعة فحثيه على الصلاة برفق وبيني فضل صلاة الجماعة على
صلاة الفرد وأخبريه بأنك تحبين أن تجتمعي معه بالجنة وأن دافع كلماتك الحب له..إذا أردتِ إيقاظه لصلاة الفجر فأيقظيه برفق وحنان امسحي على شعره ضميه إلى صدرك أثناء إيقاظه قبليه ليشعربأن هذه محبة صادقة وأن هذا ليس تزمتا أو تعقيدا أو إزعاجا كما يعتقد البعض..
إذا كان يسمع الغناء بيني حكمها برفق ولين وبكلمات مختصرة إلا إذا طلب المزيد ولتكوني مستعدة
للمزيد بحيث تعرفين الحكم بالدليل وأقوال العلماء فيه فلان وفلان وفلان هذا عند الحاجة للمزيد
لكن إذا لم يطلب المزيد فبيني له الحكم باختصار ثم استلميه بالغزل قولي مثلا أنا لا أحب سماع
هذه الأصوات أنا أحب أسمع صوتك أحب صوتك يلامس أذني باستمرار يا حبي لصوتك الحلو
الـ.............الخ وتغزلي في صوته حتى ترفعيه فوق السحاب..أنتِ أعرف بهذا..
-والله لا أريد أن أذكر مثل هذا الكلام ولكن ليتضح أكثر حتى تعم الفائدة-
طبعا بهذا ستسلمين من قوله أنت متخلفة ولو تصورنا أنه قالها بعد قولك لهذه الكلمات الحلوة له
فكوني دبلوماسية وقولي إذا كان الذي يحب يسمع صوتك متخلف فليشهد التاريخ بأني متخلفة
على وزن كلام ابن لادن"إذا كان الجهاد في سبيل الله إرهاب فليشهد التاريخ أننا إرهابيون"
اطلبي منه أن يقرأ القرآن بصوته وأثني على صوته حتى لو كان يجلب الاشمئزاز لكن تشجيعا له حتى يربأ بنفسه عن هذه الأمور..ارفعي همته للخير ولا تحتقريه أبدا..
إذا أردا مثلا مشاهدة بعض القنوات الفضائية فلا تسلميه للشيطان ولا تكثري عليه محرم محرم محرم..حتى لا يمّلك ولكن بيني له الحكم برفق ثم اشغليه بشيء فيه فائدة ومتعة في نفس الوقت حاولي أن تقرأي الكثير من القصص المعبرة والمسلية وحاولي قراءة العديد من المعلومات المثيرة حتى وإن كانت معلومات عامة أو علمية ابحثي المجال الذي يحبه زوجك واقرأي فيه وحاولي الحصول على المعلومات الجديدة فيه باستمرار حتى إذا أراد الجلوس عند التلفاز أو سماع الأغاني مثلا في السيارة تشغلينه بحديثك الممتع ومعلوماتك المثيرة كما أن بإمكانك مشاركته في تصفح المواقع المفيدة والدخول لبعض المواقع التي تتحدث عن المجالات التي يحبها بهذه الطرق وغيرها مما تجود به نفسك المعطاءة تستطعين شغل وقته بما يمتعه وبهذا تسحبيه بالتدريج عن تلك المنكرات حتى يصبح لايبالي بوجودها وبإمكانه الاستغناء عنها في أي وقت وإخراجها من بيته بالكلية بل قد يشعر بأنها أصبحت مملة ولايريد إشغال وقته بها... ولكن هذا سيأخذ منك وقتا غير بسيط فلا تستعجلي النتائج وتسلحي بالصبر الجميل...وليكن لديك طول نفس وسعة صدر..
اطلبي من صديقاتك المتدينات أن يزرنك بصحبة أزواجهن المتدينين لعلهم إذا جلسوا مع زوجك أن يحببوا له طريق الاستقامة بتعاملهم وحسن أسلوبهم ولكن لا تكثري عليه فيمل..
اطلبي منه أن تحضرا معا محاضرة ولكن عليك باختيار المحاضر المناسب فمثلا إذا كان زوجك يحب الأسلوب الحماسي فلا تطلبي منه حضور محاضرة لشيخ ذو أسلوب هاديء فإن هذا ملل بالنسبة له والعكس صحيح فإذا كان زوجك يحب الأسلوب الهاديء فلا تطلبي منه الحضور لدى صاحب أسلوب حماسي وقيسي على هذا الأمور والاعتبارات الأخرى.. وأنت أعرف بما يحب زوجك أيتها الزوجة اللبيبة...
اطلبي منه أن تستمعا لشريط جميل وأنتما بالسيارة فلعل كلمة ينفع الله بها تقع من قلبه موقعا فتوقظ قلبه وتصلح حاله..
عليك بالدعاء والإكثار من التضرع بين يدي الله بأن يهدي زوجك ويسخره لك ويسعدك به ويسعده بك ويجمع بينكما في الدارين..
قد تتألمين في نفسك وتقولين آآآآآآه لو كنت متزوجة من متدين أو طالب علم لكنت معه
في سعادة نتذاكر العلم سويا وأستفيد من طلبه للعلم ونجلس سويا مجالس للذكر ومراجعة القرآن......الخ
ولكن أقول ربما لو تزوجتِ طالب علم أو داعية انشغل بالدعوة او بالعلم عنك فبقيتي في خواء...
أنا بهذا لا أشجع على الزواج من غير المتدين لكن لتهوني على نفسك وتعزيها .......
الآن فتح لك باب دعوة ومجاهدة عظيم..
الله أكبر..كم لك من الأجور العظيمة لو استقام زوجك إن كل عمل يعمله في ميزان حسناتك
الله أكبر.. لقد فتح لك باب كبير من أبواب الخير لئن قمت بإهماله فإنك خاسرة بلا شك...
فشدي من عزمك وشمري عن ساعديك وابدأي بداية قوية واثبتي وكوني راسخة رسوخ الجبال الرواسي مهما واجهك من عقبات وكلما واجهتك عقبة أو تعرضت لإهانة من زوجك فتذكري حبيبك وقدوتك صلى الله عليه وسلم وما تعرض له من الأذى حتى نصره الله ورفع ذكره فهل أنتِ
أكرم على الله منه؟!!!..فاصبري واعلمي أنك تقومين بنوع من الجهاد الذي يكتب الله لك به الحسنات.. ويرفعك به الدرجات ..ولن يخيب الله من سلك سبيله وقصد طريقه ..وتوكل عليه واستعان به..
أرجو أن يكون في كلامي هذا ولوشيئا يسيرا من الفائدة..وما هو في النهاية إلا اجتهاد بشر
إن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريآن..
وإني استغفر الله إن حصل خطأ في عبارة أو زلل في إشارة أو تعد للحدود في لفظ أو كلمة..
وأسأل الله أن يسددك أيتها المجاهدة الصابرة ويوفقك ويعينك ويجعلك نبراسا للحق ودليلا للخير
وبابا للهداية والرشاد ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أخوكم الداعي لكم بالخير
أبو خالد
الروابط المفضلة