خاطرة (همسـة في أذن طفل)
عيناه مكتظتان بالدموع 00تكاد تختفي أثر الابتسامة من ثغره 00أمعنت النظر في وجهه 00 لاأعلم لم يبدو عليه أثر الحزن والكآبة 00اقتربت منه وسألتـه :
لمَ يبدو عليك أثر الحزن ؟
لم أراك مبتسماً يوما ؟ ؟ ؟
لم أملك منه جوابا ً 00لكن لعل جوابه على سؤالي كانت تلك الابتسامة الخافته التي ارتسمت على شفتيه 00وما سرعان ما زالت 00ابتسامة غريبة 00لامست قلبي 00و بثت الحيرة بين مكنوناته 00شعرت و كأن الدمع أقرب لعينيه من تلك الابتسامة (الحزينة )من ثغره 00
سمعت خطوات أخذت تخفت شيئاً فشيئا ً 00
ولم أعي إلا عندما لاح بوجهه عني وسار أمامي خافضا ً رأسه 00وكأنه يقصد شيئا ً ما 00 دفعني الفضول لأن أسير خلفه 00وقف !!!
ثم نظر إلي و دفع بيديه الصغيرتان ذلك الباب العتيق 00وما إن دخل حتى دخلت خلفه 00ما أغرب عالمه الذي يقطنه !!!
قلبتُ طرفي يمنة ويسرة 00كل شيء يوحي بالغموض 00 غرفة مظلمة لا يضيئها إلا ضوء خافت يأتي من نافذة كانت في غرفته 00 في يمين الغرفة مدفأة علاها الرماد و الأتربة 00 بجوارها كرسي خشبي 00 أسقف الغرفة كانت العناكب قد اتخذت لها بيوتا ً فيها 00 اقتربت من النافذة لكن ما رأيته لم يزدني إلا حيرة 00 فقد كانت تطل على غابة جرداء 00لا يوجد فيها أثر الحياة 00كل ما فيها أغصان متشابكة خالية من الخضرة 00
بعد من تقليبي لطرفي في تلك الغرفة (الغامضة) 00نظرت إليه 00فرأيته يلتقط كتابا ًوضع على الطاولة 00
كتاباً تبدو صفحاته بالية 00لكن الغريب !!!
في أنه مد بذلك الكتاب إلي 00التقطت الكتاب منه بأرفق ما يكون 00حملق بعينيه إلي لكن للأسف لم أفهم لغة التخاطب بالعين 00
فتحت الكتاب 00لم أتصور أن طفلا ً في التاسعة من عمره قد يكتب مثل ذلك00
كلمات تهز الوجدان 00 وتجعل العقل يسبح في مكنوناتها 00لكني استشعرت من خلال سطوره ما بداخل الطفل من الأسى والحزن على ما حوله , بل على ما يملأ نفسه من الشعور بالوحدة والغربة 00قرأت فأطلت القراءة والتأمل 00غصت في أعماق تساؤلاته التي طرحها و حار في جوابها !!!
بعد مدة انتبهت للطفل 00 فعاد عقلي إلى الواقع 00
أغلقت الكتاب ثم التفت إليه 00 وكانت دمعة ساخنة قد انسدلت من عينه لتداعب بشرته 00
دنوت منه وهمسته له قائــــــــــــــلة :
" إن أنت أمسكت بذاك المصباح ، وسرت في ذاك الطريق المظلم ، فحتما ً ولابد وأن يفعل الناس مثلك حتى وإن كانوا قلة "000000! ! !
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة