السلام عليكن ورحمة الله
أحياناً كثيرةً نسمعُ بأن فلاناً يحب زوجته ومتعلّق بها ، ولا يصبرعلى فراقها أو
بعدها عنه،
فهو يعتبرها شيء اساسي في حياته، كالماء والهواء، وللعلم أن كثيراً من الرجال بل معظمهم
ان صح التعبير لا يعبرون عما بداخلهم من مشاعر وعواطف لزوجاتهم بعد مضي فترة من الزواج،
والسبب هو التعود على الزوجة وقطع مراحل العاطفة والتقدم في ركب الحياة الزوجية،
اي تعديا اسلوب المجاملة الذي كان متداولاً بينهما فترة الخطوبة مثلاً، واحيانا يعترينا كثيرا
من التساؤلات، لماذا فلان يحب زوجته، واخريات يتساءلن ماذا فعلت له كي يتعلق بها،
(أكيد ليس السحر الحرام)
ليتني استطيع سؤالها او سؤاله هو حتى لأعرف الاجابة الحقيقية والغامضة في حياتهما.
"""""""""""""""""""""""
كانت فتاة في سن الصبا وجميلة كغيرها من الفتيات، هادئة الطباع وليست من النوع
الذي يلقي نفسه في مستنقع ما هب ودب من الصديقات، بل اكتفت بي كصديقة مقربة منها،
نترافق في المدرسة ونتواصل فيها كونه لم يكن مسموحا لنا أيامها بزيارة الصديقات،
بل الهم الاكبر عندنا وأهلنا هو الدراسة، وكنا قانعتين بذلك، ونؤمن بأن الصداقة كالأخوة
إن لم تكن اكبر منها حتى طالما بُنيت على أسسْ صحيحة خالية من المصلحة واتسمت
بالامانه والاخلاق التي حثنا عليها ديننا من تناصحٍ وامر بمعروف ونهيٍ عن منكر،
الا ان هنالك حد زمني لتلك العلاقات الانسانية لأسباب عديدة، منها على سبيل
المثال لا الحصر السفر والبعد في السكن .
تزوجت تلك الصديقة وهي في ربيع عمرها من رجل متعلم وصاحب خلق ودين، وكانت ما تبرح
ان تذكرْني أمام زوجها وأهله وتعتز بصداقتنا وتعبر عن اشتياقها لي وثقتها الدائمة بي وفاءاً
للصداقة والاخوة بعد أن افترقنا، الى ان جاء ذلك اليوم الذي تفاجأت بضيف معه احد الرجال
المقربين يطرق باب بيتنا ويسأل عني، فخرجت بعد أن سمح لي والداي وقابلته،
وكان في حالة ٍ يرثى لها من الحزن والهم، عرفته مباشرة كوني رأيت صورة تجمعه
بها في الخطوبة، وفتحنا المجال لبدء الحديث بسرعة لنعرف ماذا يجري، حيث انه بقي صامتا
لفترة لا يعرف ماذا يقول.
هنا بادرت بالسؤال والقلق يعتريني على صديقتي وتساؤلات كثيرة دارت في عقلي في
لحظات، أتكون قد ....؟ لا ، لن اصبر فسألته مرة اخرى وصوتي مصر على تلقي
الجواب ليطمئن قلبي عليها، فأجابني: ان صديقتك........ تطلب الطلاق !!!!
حمدت ربي بعدها أنها مازالت تتنفس وعلى قيد الحياة على الاقل، ثم هدأت نفسي وقلت
لماذا، ماذا حصل ، فكان الجواب المعروف لدى للجميع بأنها المشاكل والعثرات التي يتعرض
لها الزوجان في بداية الحياة الزوجية، ولكن وقتها وصل الامر لحد انها لم تجد أمامها
سوى الطلاق لإنهاء الخلاف، واذكر هنا انه كان من الناس من يحرضها ويشجعها على ذلك
وللأسف بدلا من ان يرشدونها للصواب ويأخذوا بيدها كي تعرف كيف تواجه المشاكل لا ان تهرب منها.
عاد الزوج يكمل حديثه وبدأ يسترسل وأطلق العنان لمشاعره، ودموعه توشك ان تسقط
حبًا لزوجته و تعلقا بها، اخذ يعبر عن حبه وتمسكه بها وامتدحها كثيراً بأنها انسانه مهذبة رقيقة
المشاعر وست بيت كما يقال عندنا اي محافظة على بيتها وزوجها وابنها.. وصمَت،
اعتقدتُ انه اكتفى، فعاد، وقال كلمةً كانت هي السر الذي جعله يتعلق بها كل هذا التعلق
وكاد رأسه ينفجر بسبب احمرار وجهه الذي اصبح كبالون احمر يومها، وقال : إنها
حييّة
أي تستحي حتى منه هو زوجها وشريك حياتها، هذا السر الذي اباحه دون قصد للبوح
وعرفت أنه خُلُق المتزوجات كما هو خُلُق البنات الصغيرات النقيات، نعم تعلق بها لأسباب
عدة وكان اهمها وأساسها ذلك الخلق الذي تميزت به قبل الزواج وبعده، خلق انثوي زادها
جمالاً بنظره
وشوقاً لها في البعد
وتعلقاً بها وخوفاً من فراقها
هذا الخلق الذي اعتبرته الكثيرات انه رجعي وبدائي فتخلت عنه، خلعته دون تردد بدعوى
التطور والحضارة التي تتطلب ذلك، فبئس الحضارة تلك التي تجرد المرأة من اغلى ما ترتدي
لتحافظ على فطرتها وعفتها وطهارتها وشخصيتها التي خلقها الله عليها..
فالحياء ...
لم يذهب منها كونها تزوجت واصبحت إمرأة ،
الحياء ...
لم يذهب منها لأنها انجبت وأصبحت أم.
ماذا تتوقعون من رجل كهذا ان يفعل؟! بالتأكيد لم ييأس واعادها اليه، بعد ان اتصلتُ
بها
تلبيةً لطلب زوجها مني، كون أنها وثقت بي وما زالت وحبها لي سيجعلها تتردد في طلبها
وتستمع إلي َّوتعيد حساباتها ، فعاتبتها واخبرتها كم هو يحبها بشغف وليس امامها سوى العودة
وتسوية كل الخلافات الصغيرة قبل الكبيرة، والحمد لله تم الامر وللآن يعيشان مع بعضهما في
سعادة واستقرار.
انتهت..
"كانت تلك القصة منذ اكثر من 10 سنوات"
وأحببت أن اضعها بين أيديكن لتقرأنها وتتمعنّ في أحداثها المختصرة
اسأل الله تعالى الهداية والتوفيق للجميع وأن يحفظ كل أزواج وزوجات المسلمين..
دمتن بحفظ الله
::
.::.
الروابط المفضلة