بسم الله الرحمن الرحيم
روى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال:
انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي)
فإذا كان هذا لا ينبغي في حق ابن خير البشر أجمعين صلى الله عليه وسلم .. فمن باب أولى ألاَّ يكون ولا يتحقق لسواه من البشر .. سواء أكان صدام رحمه الله أم غيره .. وسواء أمات مظلوماً أم خلاف ذلك ..
بل لم يُنقل ولم يُعرف بأن صورة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير من مشى على الأرض قد بدت في القمر حين مات .. ولم يحصل ذلك لمن بعده من خيرة خلق الله من الصحابة الكرام والتابعين والأولياء والصالحين خلفاً وسلفاً ..
فإن كان الأمر كذلك في حق أولئك .. فمن باب أولى أن يكون كذلك في حق من دونهم ..
هذا من الجانب الشرعي المُتعلق بهذا الموضوع ..
دعينا الآن أختي الفاضلة نأتي للجانب العقلي .. فأقول :
أولاً :
كلنا يعلم بأن إعدام صدام رحمه الله تعالى كان في أول أيام عيد الأضحى المبارك .. أي في صباح اليوم العاشر من الشهر الهجري ..
والمعلوم لدى الجميع ولكل من له معرفة .. أن القمر في ذلك التاريخ لا يكون بدراً كاملاً كما ظهر في الصورة .. بل يكون هلالاً لم يكتمل بدراً بعد ..
ثانياً :
لو دققتي النظر في الصورة المزعومة التي ظهرت في القمر على أنها لصدام رحمه الله بعد موته .. لاتضح أنها صورة قديمة له .. وهو ما زال أصغر سناً منه عندما تم إعدامه .. حيث تظهر الصورة المزعومة في القمر صدام وهو ما زال مُتعافياً بكامل صحته وعافيته وفوق ذلك حليقاً .. بينما كان هزيلاً ضعيف البُنية لكبر سنه ومُعفياً لحيته نوعاً ما عندما تم إعدامه ..
أيتها الفاضلة :
كلنا تألَّمنا لإعدام صدام -بل وحتى أكون أكثر عقلانية وإنصافاً أقول : أغلبنا وليس كُلنا- .. وكان سبب تألمنا عائد لعدة أمور ليس أولها الطريقة التي أُعدم بها ولا التوقيت الذي أُختير لتنفيذ الإعدام .. وليس آخرها من وقف وراء الإعدام ونفَّذه من الرافضة الحاقدين الذين ظهر حقدهم بكل جلاء في ذلك الحدث ..
أقول :
على الرغم من تألمنا لذلك .. إلا أن ذلك لا يجب أن يدفعنا دفعاً ويسوقنا سوقاً إلى أن نُصدق ما لا يُمكن تصديقه .. أو أن نُلغي عقولنا لدرجة أن نقبل بكل ما يُنشر أو يُقال ..
وجزاكِ الله خيراً .. ورحم صدام رحمة واسعة ..
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة