إن التربية الإسلامية من أهم دعائم المجتمع, فالمجتمع السليم القويم هو الذي يتكون من أسر وأفراد صالحين عقلاء عارفين كل ما هو صواب ومنكرين كل ما هو قبيح.بسم الله الرحمن الرحيم
والدين الإسلامي جاء شاملاً لكل ما ينفع الإنسان في حياته وأخرته ,واعتنى بكل جانب من جوانب حياته,وليس ذلك فحسب بل أهتم به قبل وجوده وقبل حمله وولادته,وذلك أن الدين اهتم بالزواج الصحيح وجعل له شروط وآداب لان الزوجان هما المربيان الأساسيان لهذا الطفل ,فأمر كل منهكا باختيار الشريك المناسب ,فان الاختيار السليم هو الأساس في ألتربيه السليمة, وقوامها إن يكون الأبويين خاليين من العيوب ألعقليه وأن يكونا من ذوي الأخلاق الحميدة ,فالطفل كالنبتة إن أردنا منها ثمرة صالحه فلا بد من اختيار بذره صالحه وأرض صالحه تنبت فيها ولهذا المعنى أشار القرآن الكريم في شأن مرين في قوله تعالى ( وأنبتها نباتاً حسنا) .
ولهذا حث الإسلام على ضرورة اختيار الشريك الصالح فعلى الزوج إن يختار ألزوجه ألصالحه التقية ذات الخلق والدين لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تنكح المرآة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) فجعل الدين هو المقياس الصحيح في اختيار المرآة , فاختيار الأم هو الأساس الأول في عملية ألتربيه وخاصة في المراحل الأولى للطفل لأن احتكاكه بأمه أكثر وأشد , فإذا كانت الأم صالحه شب الطفل قويم الخلق والدين والإسلام كما حث على اختيار ألزوجه ألصالحه حث الأولياء أن يختاروا لبناتهم الأكفاء من الأزواج ,فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضونه دينه وخلقه فزوجوه ,وألا تفحلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ).
وأيضاً من حرص الإسلام على الطفل أمر الزوج حين الدخول على زوجته أن يضع يده على ناصيتها ويسأل الله خيرها وخير ماج بلت عليه ويكفيه شرها وشر ماج بلت عليه, كما حث الزوجين في لحظة المعاشرة ألزوجيه على الدعاء بقولهم : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مار زقتنا فأنه إن يقدر بسنهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا) .
ثم اعتنى بالأم وهي حامل فأمر الزوج بحسن معاملتها (وعاشروهن بالمعروف).
وبعد خروج هذا الطفل حرص الإسلام إن تكون أول كلمة يسمعها هي ( الله أكبر) وهي التكبير ويكون في أذنه اليمنى وال أقامه في أذنه اليسر ليبدأ حياته وقد تعمقت في نفسه عظمة الخالق جل وعلا.
كما حث الإسلام على اختيار الاسم المناسب لهذا الطفل اعترافاً بفرديته وتكريماُ له,وحرص الإسلام على نظافة المولود فأمر بالختان للذكر وحرصا على سلامته وخلوه من الأمراض , ثم أمر بالعقيق لبيان بهجة الوالدين والأهل بهذا الطفل ,كما حث على إرضاع الطفل الرضاعة الطبيعية فأن تعذرارضاع الأم فأنها تسترضع له امرأة أخرى ولأنه الرضاعة لها دور كبير في تربية الطفل وتكوين شخصيته فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن إرضاع الحمقاء , فقال : ( ولا تسترضعوا الوراء ), فان اللبن يورث.
ثم بعد ذلك تأتي الحضانة وما فيها من توجيه للطفل وتعليمه وتبدأ بالتربية ألروحيه والعقدية بتعليمه الشهادتين وترسيخ حب الله في نفسه ثم محبة الرسول وحب الخير والعطاء والإيثار والصدق وغيرها من الصفات الحميدة والتوجيهات التي تشمل جميع جوانب الحياة.
أنظري:أدب الطفل /نجاح الظهار.
الروابط المفضلة