بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان علاقتي به أوصلتنا إلى فراش زوجته!
المجيب د. يوسف بن عبد العزيز العقل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.
التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب
التاريخ 05/08/1427هـ
السؤال
أحببت شخصاً من مدة طويلة ثم تزوج. وعندما تزوج حاولت أن أنساه، ولكن في يوم وجدت رسالة جوال منه فانصدمت أنه ما يزال يفتقدني ثم تواصلنا وعادت العلاقة بيننا مرة ثانية. والأسوأ أنني صرت أخرج معه، وعملنا أشياء سيئة وزنى بي في بيته.
أرجو نصيحتكم.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وآله وصحبه وبعد:
فيا أختي في الله، أقف مع محنتك التي وقعت فيها هذه الوقفات وأرجو أن تأخذيها بعين الجد والاعتبار.
1- الزنا جريمة شنعاء صلعاء، تغضب رب الأرض والسماء، الزنا كبيرة من الكبائر، وعظيمة من العظائم، يقول الله تعالى عن الزنا: "وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان:68-70].
الزنا سبب لمقت الله وغضبه، فتحل في الدنيا المصائب، والنكبات، وفي الآخرة عذاب، وغضب من الله، الزنا شؤم في الحياة وبعد الممات. جاء في الأثر أن الزنا سبب الفقر والهم.
يا أختي: لا يتسع المقام للكلام عن خطر هذه الجريمة وشناعتها ولكن تأكدي أنها جريمة بشعة وكبيرة من كبائر الذنوب.
2- يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ" [النور:21].
نعم الشيطان له خطوات، وانظري كيف وقعت في المحظور. فبالأول مجرد إعجاب، ثم حب ثم لقاء ثم...ثم... ثم الجريمة. وكما يقول ابن القيم رحمه الله: "نظرة فنظرة ففكرة فموعد فلقاء" فيا أختي اعلمي أنك بهذا الفعل قد اتبعت خطوات الشيطان حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، والشيطان فرح بنجاحه بالكيد لك وإضلالك.
3- يا أختي: إليك هذه المعلومة: كثير من الرجال الذئاب يدخل إلى قلب المرأة ليقضي وطره وشهوته منها، يدخلون إلى قلبها بالعاطفة وتأجيج المشاعر بدعوى الحب الشديد وكثرة الشكوى من الحب و..و.. إلى غير ذلك حتى تنطلي هذه الحيل على المرأة (الشاة السكينة) ليتمكن منها الذئب. وما إن يأخذ منها حاجته، ويقضي وطره حتى يتركها حسيرة كسيرة، ويذهب ليبحث عن غيرها.
هذا هو شأن الذئاب البشرية، فلا تغتري بأسلوبه الشيق، وكلماته الجارحة فهذه مقدمات الانقضاض على الفريسة.
4- وأكبر دليل على ما قلت: أن هذا الرجل لم يتزوج بك، بل فَضَّل عليك امرأة أخرى، فلماذا عدل عنك؟ سبحان الله!! سيتعلل لك بالأهل أو غير ذلك. ولكن أنا أشك أنه يريدك فعلاً، بل أظن أنه لا يمكن أن يختار الارتباط بك، وإلا لما تزوج بامرأة غيرك.
سبحان الله أين عقلك؟!
5- رغم ما ذكرتُ لك مما سبق إلا أنك -يا أختي- مسلمة والله تعالى قد فتح لك أبواب التوبة يقول الله سبحانه "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ" [التوبة:53-54].
6- يا أختي: أيهما أحب إليك أن يكون اسمك الفتاة الطيبة الطاهرة، العفيفة، الصينة، الجوهرة المصونة، الدرة المكنونة، أو يكون اسمك: الفاجرة، الداعرة، الزانية، الخائنة.
أنت اختاري لنفسك وما زال بإمكانك الرجوع.
7- لا تنسي أنك ستكونين أمًّا، وسيكون لك زوج وأولاد وبنات، وكما لا ترضين امرأة تكوِّنُ علاقة مع زوجك، أو لا ترضين ذلك لبناتك فكذا أنت، وكما تدين تدان، والجزاء من جنس العمل.
8- اقطعي كل مكالمة، أو صلة بأي رجل أجنبي فهذه المكالمات والصلات من أعظم الأسباب الداعية إلى الحرام، وكما يقول تعالى: "ولا تقربوا الزنا" فمجرد القربان -لا الفعل- محذور.
9- غض البصر، تحصين الفرج، كثرة الصلاة، الصيام، الدعاء، قضاء الوقت بما ينفع، مخالطة أهل الخير من النساء والأهل، كثرة قراءة القرآن، وذكر الله؛ كل هذه كفيلة بعون الله لك وتوفيقك وبعدك عما يحرم الله. يقول تعالى "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت:45].
10- أوصيك بالزواج فهو خير ستر لك، وظلال لحشمتك، ودينك وحيائك.
11- شتان -يا أختي- بين الزواج والزنى، شتان بين الخبيث والطيب. يقول تعالى: "قُل لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ" [المائدة:100].
ويقول عز من قائل: "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" [النور:26].
12- إن سؤالك يدل على إيمان ما زال في قلبك إن شاء الله. وكما جاء في الحديث: "من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو مؤمن" فعليك أن تنمي هذا الإيمان الذي في قلبك، وتلحقي بركب الصالحات الداعيات. وكما فعلت الصحابية الغامدية التي زنت وتابت توبة صادقة فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: زنيت فطهرني وترددت عليه حتى رجمها ثم قال صلى الله عليه وسلم: لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبل منه وفي رواية لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم"؟
13- تذكري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما سئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، قال: "الفم والفرج" ويقول صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين فخذيه أضمن له الجنة".
14- وقبل ذلك يقول تعالى عن أهل الجنة: "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ..." [المعارج29-30].
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وكفانا شر أنفسنا وشر الشياطين وأيدنا بفضله ورحمته وحفظنا بستره ومغفرته وجعلنا من أهل مرضاته وجنته وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
منقوووووووووول
الروابط المفضلة