بسم الله الرحمن الرحيم
إن الداعية يجب أن تكون عالية الهمة في دعوتها..فهي تعمل بإخلاص وتفاني..
وتضحي بالكثير من أجل دعوتها..ودائما تبحث عن الأفضل لدعوتها..
لايعوقها عن دعوتها كثرة مسؤولياتها أو كثرة انشغالها والحقوق الملقاة على عاتقها..
فهي تعلم أن أحد هذه الحقوق حق دعوتها ودينها..وإليك قصة هذه المرأة الكبيرة في السن
لكنها صاحبة همة عالية..ذكر هذه القصة الشيخ إبراهيم الفارس..فيقول كانت هذه العجوز
كل يوم عندما تستيقظ قبل صلاة الفجر تصلي الوتر وما شاء الله لها أن تصلي فإذا أذن الفجر
قامت إلى نافذتها وفتحتها وبدأت تنظر الى الشارع وتراقب ..وتبقى على هذه الحال حتى تقام
الصلاة وتنتهي وبعد ذلك تغلق النافذة وتتجه الى فراشها وتنام... في الصباح تقريبا الساعة
العاشرة تمسك بالهاتف وتتصل على جاراتها...الو..ام عبدالعزيز وشلونك..أقولك عبدالعزيز
اليوم فينه ما شفته جاء صلاة الفجر..ثم تغلق وتتصل..الو..ام خالد اليوم خالد ليش فاتته
ركعة في صلاة الفجر...
وهكذا تتصل على جاراتها واحدة واحدة وبهذه الطريقة ..حتى أصبح الواحد اذا تأخر عن الصلاة يبدأ يمشي جنب جدار حتى يصل علشان ما تشوفه او يأخذ السيارة حتى يختفي عنها..
وصاروا يستحون انهم يجون متأخرين او تفوتهم الصلاة لأنهم يدرون ان هذه العجوز مراقبة
من نافذتها... وبهذه الطريقة يوميا..يوميا..
انظروا الى هذه العجوز صاحبة الهمة العالية كيف استطاعت ان تغير في حيها وتحمل هم الدعوة رغم كبر سنها ومحدودية قدراتها..لكنها استخدمت الأسلوب الذي تستطيعه..
ماذا تقولين أيتها الشابة التي أعطاك الله القدرة والصحة ..ولعله آتاك العلم ومع ذلك فإنك
لا تهتمين بالدعوة او تقصرين فيها بحجة كثرة الانشغال اوالحياء او غيرها من الحجج الواهية
اما تستحين عند الوقوف بين يدي الله فيسألك ماذا قدمتي لخدمة ديني ..فتنظرين فلا تجدين شيئا يذكر ... لو فكرت في عمرك الذي مضى ونظرت كم هي الأعمال التي عملتيها لخدمة هذا الدين والله انك قد تحتقرين نفسك وترين انك كنت في غرور...
اننا يجب ان نحاسب انفسنا ونضاعف جهودنا في خدمة هذا الدين ..فالأمة بحاجة لك
خصوصا انت ايتها المرأة لأننا نرى قلة في الداعيات الى الله ..فاعزمي وتوكلي على الله وتسلحي بالعلم النافع...وفقك الله لكل خير
وأسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين ..وأن يجعلنا ممن يبذل الغالي والرخيص لخدمة هذا الدين..
الروابط المفضلة