اليوم تفجر في حنايا صدرها
حزن العالم وعذاب الكون وبكاء البشر أجمعين
ذهبت الى المستشفى لتكشف من ألم في بطنها
فجو العيادة كئيب ومخيف وممل
و في غرفة الانتظار ماهي الا لحظات وفتح الباب
اتجهت جميع الأنظار نحو الممرضة ثم نادت الممرضة على الرقم 20
فوقفت الفتاة مرتبكة خائفة
وبصوت مرتجف قالت نعم
نظرت الممرضة اليها وأشارت بلامبالاة للدخول
أستجمعت الفتاة قوتها وحبست آلآمها التى نخرت هيكل الصبر في أعماقها فأرتجفت أطرافها
ودخلت وهي كارهة هذا المكان
فسلت فلم تنظر اليها الدكتورة بل ردت وهي منهمكة في قراءة الملف
ومابداخله من نتائج للتحاليل
جلست أمام الدكتورة التى أعطت كل اهتمامها للتحاليل الموجودة في الملف
ثم نظرت اليها وسألتها عن حالها وعن ماتشتكي منه
ثم قالت لها غاليتي
نحن مسلمون ونؤمن بالقضاء والقدر
والمؤمن مبتلى بماله او عافيته او ولدة او اي شئ
فكانت الدكتورة شاعرة بضخامة فجيعة وقع الحدث على الفتاة
شعرت الفتاة بخطر قادم
فتتابعت الأهات في شفتي الفتاة
وأصبح صدرها جمرا فأنهارت دموع من عينيها
وأغمضت عينيها مستسلمة لمشيئة القدر
حامدة الله على كل ماقدر لها ومسكت الكرسي بيديها وكلها آذان صااااااغية
فنظرت الدكتورة الى الملف وقالت :
النحاليل المخبرية الموجودة أمامي وصورة الأشعة جميعها تبين أن
لديك مرض خطييييييييير فلديك ورم ........................
ولا أمل في الشفاء
ولكن هناك علاج كيميائي خاص لتخفيف الآلآم
كانت الفتاة تنظر نحو الأرض
وتضغط بشدة على الكرسي
وظلت صامتة وقت
ثم قالت بصوت باكي
الحمد لله على كل شئ ولا حول ولاقوة الا بالله
وأستجمعت كل قوتها لتخرج من الغرفة
فالخوف والقلق تنطق من كل خط في خطوط ملامحها
كانت عاجزة ليس بمقدورها عمل شئ حتى المشي
خرجت تسحب خطواتها وشريط حياتها أمامها يمر
أبنائها من سيرعاهم ومن سيذاكر لهم ومن سيسأل عنهم ومن سيعطيهم حنان وعطف
فقابلت زوجها وقفت أمامه وهي عاجزة حتى عن البكاء
حاولت استجماع قوتها ورسمت فوق شفتيها بسمة أمل باهتة
ونارلهيب حنان الأمومة في أعماقها يصرخ
يالضعفي
يالقلة حيلتي
رباااااااااااااااااااااااااااه
ربااااااااااااااااااااه
ربااااااااااااه
من علي بالصحة والعافية
فكانت وقتها لاهية في الذكر والتسبيح والدعاء
فنسيت خوفها على نفسها وأصبح كل ما بداخلها خوف على أبناائها
فأمومتها ترتجف أمامها
ورحى القلق نطحن اليابس والأحضر في عمرها
وعذاب الخوف يأكل قلبها
وكلمة الآآآآآآآآه تنحت ماتبقى لها من أمل
وهاهي غارقة في همومها
أخرجها صوت زوجها ماذا بك ؟ ؟
ماذا قالت الدكتورة ؟ ؟
فأخبرته وكلها دموع وبكاء وعذاب
ساااااااد الصمت بينهما وطاااااااال الوقت
وكانت أسئلة كثيرة تدور في بال زوجها الا أن الصمت بقي سيد الموقف
فما أفزعهم سوى منبهات السيارات فالاشارة خضراء فلم يعد زوجها يرى ما أمامه
وماهي الا دقائق وسيارة الاسعاف تشق طريقها اليهم
كان حادث فظيع دخلوا على أثره المستشفى
وأثناء وجودها في المستشفى بين تحاليل وأشعة وأدوية
لم يخبرها أي دكتور بمرضها الا أنها سألت أحداهن عن العلاج المتبع لمرضها
فقالوا لها ليس لديك أي مرض ولكن لديك كسور من الحادث فقط
فأخبرتهم عن مرضها
فأتصلت بالدكتورة لتأخذ الملف وتريهم التحاليل الموجودة
ردت عليها الكتورة بكل بروووووود ..........
أسفة أختي لقد غلطت .......
والتحاليل والنتائج التى كانت في يدي لاخرى وليس لك انت
حقا نحن آسفين
وبين فرح وعذاب
وبكاء وضحك
وصراخ وسكوت
طلبت زوجها لتفرحة بذلك الخبر
ولتزف اليه هذه البشرى
الا أنهم قاااالوا لهااااااااا
أصبري وأحتسبي
كل نفس ذائقة الموت
الروابط المفضلة