يبدأ أيار فتجتاح قلبي امواجٌ من الحزن غير عادية..فنكبتي أيار و كل مأساتي ..و أنا الذي اشتقت لبلادي التي ما غابت عن ذاكرتي يوم..يزداد لهيبي و حبي و قهري و غيرتي..فغيابنا طال و إلى متى سنبقى بلا وطن؟
لازلت اذكر جملة واحدة يقولها كل فلسطيني و هي " يا ريت متنا قبل مانطلع من بلادنا"
و يا ليتني متُّ قبل أن أرى الحالة التي وصلنا إليها جراء هذه النكبة.
نحن الشعب الوحيد في العالم الذي لا زال بلا وطن....
و لا أحد يشعر بما يشعر به الفلسطيني المقهور في هذاالعالم سوى الفلسطيني...
في 15 ايار من عام 1948 قالوا لأهلنا ارحلوا و عودوا بعد اسبوع الى ان تهدأ الأوضاع في فلسطين.....
هذا الاسبوع صار اسابيعا وشهورا وسنينا ... خيط مطاااااااااااااط ...
لا زال مستمراً حتى يومنا هذا ..........
كم كان يكبر حزني حين أسمع احدهم يقول: "كنت اشتري كل يوم جريدة عشان اشوف اذا هديت الاوضاع و بعدني لحد الآن ناطر".....
ماذا بعد..الى متى سنبقى في المنافي .....
الى متى ستستمر مأساة شعبي...
متى سأعود الى صفد، حيفا، يافا، عكا........ وغيرها وغيرها...
و متى أرى أحبائي الذين حرمتني منهم جماعات الصهاينة..
انا فلسطيني تعبت من المنفى..
تعبت من عيشة القهر و الذل ....
تعبت من ازقة المخيمات ....
وحصار المخيمات.....
فلا راحة لي الا في بلادي و لا يهمني شيء سوى ان اعود ....
حتى و لوعشت في بلادي تحت التراب....
سأكون سعيدة بذلك....
يكفيني انها تراب بلادي....
بعد 57 عام على نكبة فلسطين تعلمت من النكبة ...
علمتني نكبتي كيف اتغلب على الجراح.....
و كيف تصبح الحياة خالية من كل المعاني الجميلة دون وطني.....
علمتني نكبتي ان الوطن هو كل شيء و ان لا شيء يمكن ان يسد الفراغ الذي تركه فينا الوطن....
علمتني نكبتي ان القوةهي كل شيء و ان اكره عدوي الى اقصى حد لأنه تسبب في مأساتي..
علمتني ان لا أحد يحملهموم بلادي الا فلسطيني مثلي و القليل من الشرفاء في هذا العالم..
علمتني ان أخجل حين ارىنافذة صنعتها صواريخ الصهاينة في اجساد اطفال بلادي .......
و ان ابكي طويلا حين ارى نفسي عاجزة عن انقاذ آلاف الاطفال و النساء و الشيوخ و هم يصرخون النجدة......................
الروابط المفضلة