بل أقول لك حمامة الجنة أن الأمور لم تكن واضحة ، لم يتمكن ناصح من إيضاح ذلك لدرجة أن كل من يعتقد بإمامة هؤلاء سيترك الإعتقاد بهذا ، و أما إذا حاولت الإخفاء و قلت أين تلك الأحاديث ، فليراجع الأدلة التي ذكرتها من كتبهم ، و يراجع الصحيحين ، ثم ليست لهذه الدرجة يصعب عليكم معرفة ما هو صحيح وارد عن آل رسول الله
عن غيره ، و كما تقولين و هل تبدأون من البداية ، و كلامي واضح كونوا شيعة أولا في مقابل أولئك الشيعة
الذين تقولون أنهم ضالون ، و ما دمتم كما تعتقدون تعرفون سبب ضلالهم ، فكيف يصعب عليكم تصحيح ما ورد
عندهم ، المهم هو الإعتقاد بأئمة هؤلاء ، و التمسك بهم هذا هو أساس المذهب ، بل ليست أساس المذهب فحسب بل كان الأولى لكل مسلم أن يعلم ذلك ، و إذا قلت أن سبب عدم معرفتي لآل بيت رسول الله يعود إلي ، و الله
لست وحدي ، بل الكثيرون ، و ما زلت أعيش بينهم ، و لا أرى حتى طالب مدرسة يعلم ذلك ، إذا كان كلامك صحيحا
فما سبب ذلك أجيبيني ، أراهم يعرفون الصحابة ، و لا يعرفون واحدا من آل رسول الله أو تاريخ حياته ، طبعا إخواني و أخواتي كلهم يدرسون في مدارس السنة و كنت أنا كذلك و أراكم تكذبون ، قالت بأنها راجع إلى أمري
شخصي و الله لو لست أنا التي أبين لإخوتي من هم آل الرسول لبقوا حتى يوم القيامة لا يعرفون من هم ، هذا
هو حبكم لآل رسول الله أليست كذلك ، بل كما نراهم نادرا ما يتحدثون عن آل رسوالله بل و أقل من النادر هذا ،
فاين تمسككم بها كتاب الله و عترة أهل بيتي ، بل هذا ما تزعمون ، و إن حررتم الروابط و الله يستطيع بكل
سهولة أن يلجأوا إليها من غير أن تتمكنوا من منعهم . خاصة لمن كانت في نفسة رغبة في معرفة الحقيقة
و اتباعه ،
و أما ما ذكره ناصح و الذي يقول إذا كان الإمام الحسن عليه السلام معصوم فلماذا يبايع معاوية و هو منافق
و عصمته ثابتة بلا شك ، و آية التطهير خير دليل على ذلك ، و يطهركم تطهيرا ، و ليس كما تزعمون أنها نزلت
في زوجاته ، و معنى أنكم تقولون بعصمتهن و ايات أخرى نزلت في حقهن كما في سورة تحريم تبين عكس
ذلك ، يطهركم تطهيرا ، و ليست يطهركن تطهيرا ، و إذا نزلت في زوجات رسول الله ايات أخرى تدل على عدم
عصمتهن ، لم تنزل في آل رسول الله كذلك ، و أما الإمام الحسن حين بايع معاوية و هو معصوم ، فهو ما اراد أن
تظهر الفتن بين المسلمين ثانية ، و تهدر دماءهم بين الفريقين من أجل الخلافة ، و ليس من شأنهم عليهم
صلوات الله و سلامه تفضيل مصلحة أنفسهم على العامة ، و معاوية طبعا لم يسلم له الخلافة إذا الإمام الحسن
عارضة ، لأنه طامع فيها ، و تعرفون ما ستكون نتيجة ذلك ، ليس من شأنهم إيثار مصلحة أنفسهم على العامة ،
و إلا هو كأبيه ما اراد أن تهدر دماء المسلمين هدرا ، و خاصة أن معاوية هذا متسترا تحت غطاء المسلمين
و يستخدم المسلمين في حربه ، فلا جبنا و لا خوفا كما تزعمونه ، و أما ابنه يزيد الفاسق فقد جاهر بمعصيته
و بانت فساده و لم يتستر كأبيه فكان موقف الإمام الحسين هنا يختلف ، فلم يبايعه ، و حصل ما حصل و تعرفون
ذلك ، و إذا قلتم أن هؤلاء القتلة هم أهل الكوفة ، و من حينها أصبحوا خائنين و ليسوا شيعته ،و أصبحوا من حينها أتباع يزيد لعنة الله عليهم ، و لكن من هو يزيد هل هو من شيعته أيضا ، و أين بقية المسلمين لماذا لم يناصروه ، ألم يكن ابن بنت رسول الله ، لماذا تقاعسوا عنه ، لماذا تركوه وحيدا ، لماذا لم يخرجوا معه ؟ لماذا لم يجاهدوا معه ، بل بايعوا يزيدا الفاسق ، أليس هذا يدل على إثم بقية المسلمين أيضا و خيانتهم و دليل على عدم تمسكهم و حبهم لآل بيت رسول الله كما زعموا ؟ أين جهادهم ضد الظلم .
إذا لم تتمكنوا من الإجابة على اسئلتي هذه فاعلموا أنكم على غير حق .
الروابط المفضلة