حكايات من مدينة الفلوجة >> حافظات القرآن الكريم في مخيم لنازحي الفلوجة ببغداد
حلقة قرآنية في مخيم لاجئي الفلوجة
حافظات القرآن الكريم في مخيم لنازحي الفلوجة ببغداد
الحافظة أم عبدالله (28 عاماً) تحفظ القرآن الكريم كاملاً وهي إحدى النازحات من مدينة المساجد، وتسكن الآن في (مخيم المصطفى) الكائن في جامعة النهرين في الجادرية- بغداد ومن آخر نساء الفلوجة خروجاً من المدينة، شهدت أيام القصف الأولى على الفلوجة وتم اعتقالها على يد القوات الأمريكية والحرس الوطني...
تقول أم عبد الله: بدأت مسيرتي مع حفظ القرآن الكريم قبل 6 سنوات تقريباً وعلى يد أختي الكبيرة كنت أقرأ القرآن التي كانت تجمع المصليات في المسجد وتقرؤهنَّ القرآن من خلال الدروس والدورات القرآنية في المساجد، وبدأتُ بحفظ الأجزاء الأخيرة من القرآن، وأكملت حفظ القرآن قبل خروجنا من الفلوجة وتحديداً قبل رمضان، لكن الأحداث التي مررت بها أنا ومدينتي جعلت من وقتي قراءة دون حفظ ومراجعة لما حفظته..
س: علمنا من مسؤول المخيم أن هناك أكثر من (20) حافظة للقرآن فكم هو عدد الحافظات في المخيم وهل هناك حافظات جدد؟
- نعم بالتأكيد لكن ما أعرفه عن الحافظات الشيء القليل إذ لا يصرحن عن حفظهن مخافة الرياء، لكن عندما نقف في صلاتنا نسمع الحفظ الكثير.
س: كيف تقضي الحافظة وقتها في المخيم وكيف تتم عملية مراجعة الحفظ؟
- أقضي وقتي بالمراجعة وحسب منهاج معين ومحدد وأراجع يومياً ساعة بعد صلاة العشاء وساعة أخرى بعد صلاة الفجر.
س: هل هناك دروس أخرى غير حفظ ومراجعة القرآن الكريم؟
- نعم بفضل الله هناك دروس ومحاضرات في علوم القرآن ومعاني وتفسير القرآن ودروس أخرى في أحكام التجويد وتلاوته باللفظ الصحيح وأتمنى أن يكون هناك منهاج تدريسي خاص بأحكام التجويد والتلاوة.
س: نريد منك يا أم عبد الله أن تبيني لنا ما فائدة حفظ القرآن الكريم وكيف تعاملت كحافظة مع الأحداث التي رافقت هجرتك من الفلوجة؟
- نحن تذكرنا المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وتذكرنا قول الله تعالى)) واللذين آووا ونصروا..))
وتذكرنا المحبة القرآنية في قوله تعالى: ((يحبون من هاجر إليهم))
وتذكرنا كيف هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وقول الله تعالى له)) لا تحزن إن الله معنا)).
وتذكرنا قوله تعالى ))وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون)). وبعد أن كنا نحفظ القرآن الكريم ونقرأه نظرياً صرنا نتعامل معه عملياً والحمد لله.
س: كيف كانت قصة الخروج من مدينة المساجد؟
- نعم نحن خرجنا فتم اعتقالنا نساءً ورجالاً وكنا آخر النساء خروجاً من المدينة، وكان الأمريكان والحرس الوطني يذيقوننا أنواع الإهانات وألوان العذاب.. إلى أن وصلنا إلى هذا المخيم والحمد لله على كل حال.
كلمة أخيرة من أم عبد الله:
أسأل الله العظيم أن ينصر المجاهدين وأن يحفظ الفلوجة وأود أن أقول للعالم كله إن الحرب سجال وسيكبر ولدي عبد الله وسيكون ذلك الرجل البطل الاستشهادي بإذن الله وهذه هي رؤيتي للمستقبل، وسأعلم ابنتي فاطمة كيف تربي أبناءها وتجعلهم يحبون الموت أكثر من الحياة كخالها الذي سبقنا إلى الله تعالى قبل أيام وكعمَيْها اللذين باعوا أرواحهما لله تبارك وتعالى والحمد لله رب العالمين.
**وأنا أقول وأتسائل هل عرفت الان لماذا هذه الهجمة الشرسة على مدينة المساجد وأترك لكم التعليق
الروابط المفضلة