في ذلك اليوم..
_لقد كبرت وأصبحت لي حريتي..
_لاتكملي إن فعلتي ما تريدينه..لن أكلمك بعد اليوم..
_وكيف لي أن لا أكلمك ..وأنتِ..
_إن لم تطيـ..عيـ..ني..فلن أعود أمك..
ذهبت حيث حملتني قدماي..أواري دمعتي..إرتميت على سريري..تحاصرني كلماتها الأخيره..
وفي قلبي ..نار لا تنطفىء..لماذا يا أمي..!!
ألست صغيرتك حبيبتك..وقبل أن تكتمل أفكاري..ويشتعل صراع في داخلي..
نسمة هواء بارده..مرت عليّ..
شيء ما يحركني بكل هدوء..رفعت رأسي من بين أكوام الوسادات..لأستوعب ما يحصل..
إنها هي ..تلك اللمسة الحنون..تلك اليد الدافئه..التي طالما حملتني..تربت على كتفي..بكل الحب..
إعتدلت ووقفت أمامها..لتخاطب عيناي عيناها..
مدت يدها نحوي..وأزالت بقايا دموعي..ثم أجلستني بجوارها..
لتقول..
هل غضبتِ مني صغيرتي..؟؟
لم أستطع أن أفهم..فتحت عيناي بوسعما..لأراها هل تهزىء بي؟
لا إنها لا تهزىء بي..فمعالم الجديه واضحه على محياها الذي إزداد حسناً بإبتسامه عذبه رسمتها عليه..
أمي التي قالت قبل ثواني..لن تكوني إبنتي..
وعقلها الكبير الذي أصدر قراراً بأنها لن تكلمني ثانيه..إن لم أطعها..
تسألني ..إن كنت غضبت منها!!
لا بل وتكمل لتقول..
طفلتي المدلـلـه..وإبنتي الغاليه..
لم أسمح لأحد يوماً أن يغضبكِ ويسيل دموعك..فلن أكون أنا للحظه سبباً لحزنك..
حيـــــــــــنـــــهـــــا..
صور كثيره مرت أمامي..منذ كنت صغيره ..وعيناها ترافقني..أينما ذهبت..
دفئها وحنانها يحيطني..كل لحظه..
حتى كبرت..وهي هي ما زالت ترعاني..وتملأ عليّ دنياي..بكل السعاده التي تملكها..
هنا نطقت حروفي..وتكلمت دموعي ..
ماذا تقولين ياأمي وحبيبتي..
أأغضب من روحي وقلبي وحياتي كلها..!!
لا كنت ولا كانت تلك اللحظه..
ولن تكون ما دام قلبي فداكِ..وروحي تقدم لكِ على أن لا تجرحي لحظه..
إحتضنتني بحنان الدنيا..
أمي..كوني بكل الخير..عساي أراكِ قريباً..
إبنتكِ
الروابط المفضلة