بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
... الأخوة الأحباب ... الأخوات الفاضلات ...
... أنا لا أكتب الشعر و لا أَنـظـُمه ...
... و لكن ...
... صديق عمرى منذ خمسة َ عشرَ عاماً ... و حبيبى فى الله ... حدث بيننا موقف بسيط ... عـَكـَّرَ صـَفـْوَ محبتنا ... و قــَطـَّعَ حبل مودتنا ... و مـَز َّقَ شمل تقاربنا ... فأمسى القلب منكسرا ً ... و الجفن قريحا ً منهملا ً ... وصرت حزينا ً مهموما ً ...
... وكنت لا أدرى كيف أصل ما انقطع ... و كيف أ ُداوى الجرح ... فأصابنى همٌ شديد ... ثم فرج الله علىَّ بفضله و منه و كرمه و جوده و إحسانه سبحانه ... و وجدتنى أفكر فى تلك القصيدة أكتبها إليه ... فلم أ ُكـَـذ ِّب خبرا ... و جلست فورا ً أكتب ما فتح الله به علىَّ ...
... فخرجت تلك الكلمات للنور ... كنت فى قمة سعادتى لأننى أخرجت مشاعرى و همومى فى تلك القصيدة ... و كنت لا أطيق إنتظارا حتى أعطيها إلى صديقى الحبيب ... كنا ليلا ... لا يهم ... الساعة الثانية بعد منتصف الليل ... لا أعبأ ... قد يكون نائما ... سأوقظه ... إذن هيا فورا ...
... و أسرعت أكلمه على هاتفه ... أدعو ربى ألا يكون مغلقا ... الحمد لله ... رد الصوت الحنون ... قلت " أريدك فورا " ... فـَزع " أهناك شئ " ... قلت كلا " أريدك لدقيقة واحدة " ... قال " سأقابك فورا أسفل البيت " ... هرولت مسرعا من بيتنا ... و خفقات قلبى تسابق الريح ... و مشاعرى المتدفقة تنطلق مرفرفة ... لم أمهله حتى يهبط من منزله ... بل أسرعت إليه أقابله أمام الباب ... حقا سأراه ... خرج ... فوجئ برؤيتى أمامه ... سلـَّمت . قبـَّلت . ضممتُ ... و بسرعة أعطيته مداد قلبى الحزين ... و قد غلفته بغلافٍ رقيق ... و عطرته بعطر ٍ فو َّاح ... ثم تركته و مضيت ... قلت " أراك لاحقا " ... ذهبت إلى منزلي متمهلا ً ... و قلبى يخفق سعادة ... و دمعات عينى أحبسها كى لا أنهار من فرط مشاعرى ... و قبل أن أغلق باب البيت ... سمعت خطوات مسرعة ... علمت أنه هو ... توقفت . ترقبت . تيقنت أنه هو ... ثم ظهر أخيرا ... كنت أعلم أنه سيأتى حتما ... قل لى سعيدا مندهشا " ما هذا الكلام الجميل ... لم أعلم أنك تكتب الشعر " ... ابتسمت و لم أنطق ... سرت معه على الشاطئ - فمنزلنا بجانب البحر - ... قلبى يطير عاليا فى الأفق من فرط نشوته ... و عـِشت فى دنيا أخرى غير دنيانا ... و دموع عينى أطلقتها من عقالها ... فلتنهمر و لتنهمر ... فلتـُخرج معها الأحزان ... و لتختلط دموع الفرح بدموع الأحزان ... نمشى . يتكلم . أسمع . لا أتكلم ... قلبى يبعث برسائل حب تمتلئ مشاعر رقراقة ... و رجعنا لسابق أيام كانت أفراح تعمرها ... و سعادة تحـُفُّ نواحيها ... و عادت دفقات القلب لمجاريها ...
... اللهم يا ربي لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك و لعظيم سلطانك ...
... ما أحلى الحب الصادق ما أبهاه ... ما أجملها من مشاعر إن كانت لله ... يا ربى يا حنان يا منان يا ذا الجود و الكرم و الإحسان ... ربنا لا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا و اغفر لنا ربنا ... ربنا أصلح ذات بيننا ... اللهم أصلح فساد قلوبنا ... اللهم ارزقنا حياة القلوب ... اللهم ارزقنا حبك و حب من يحبك و حب كل عمل يقربنا إلى حبك ... اللهم اجعلنا حبنا فيك خالصا لوجهك الكريم ... اللهم اجعلنا أخوة متحابين ... اللهم اجعلنا على منابر من نور يوم القيامة ... و اجمعنا على سرر متقابلين ... اللهم احفظنا و المسلمين من كل مكروه و سوء ... اللهم آمين ...
تنسانـِي حقا تنسانـِي ؟! ::: أوَ تـنـسـي حـبـا بتــَـــفانـِـي
تنسى مشاعرنا و مودتنا ::: تـنـسى بمرور الأزمــــان ِ
تنسى جلسات تسامرنا ::: دومــــــا نــحـن الإثــــــنان ِ
تنسى أحلاما وردية ::: نـــرســـمـها من آن ِ لآن ِ
تنسى ضحكات سعادتنا ::: أوَ تنسى أنـينَ الأحـــــــزان ِ
تنسى رحلات مجنونة ::: قد تطرأ من دون ِ أوان ِ
تنسى ذكرى توبتنا ::: أوَ تنسى لــــذاتِ الإيـــمان ِ
تنسى حبا من شدته ::: يحسدنا القاصِى و الدانـِي
حقا بمشاعر صادقةٍ ::: حـــبا ً يملأ كل كـــــــيانـِي
حــبا بالله قد اتــــصلَ ::: لا من أجل مـــتاع ٍ فانـِي
فأنا من دون محبتنا ::: عصفورٌ من دون حــنان ِ
و أنا من دونك يا خـِلـِّي ::: بــحر صار بلا شُـــطآن ِ
بالله فلترحم قلـــبا ::: يبكى من طول ِ الحرمان ِ
ارحم خفقاتٍ رَقرَاقــَة ::: خفقت من قلبٍ ولـــهان ِ
ارحم دمعاتٍ تنسابُ ::: من جفن العين ِ السهران ِ
كلمات حارة قد خرجت ::: من قلبِ محبِّ و وجدان ِ
بمِدادِ القلب أ ُسـَطــِّرُهـَا ::: بحروفٍ من دم ٍ قانــِي
فلتصفح توا ً فى الآن ِ ::: و لترجع أبدا ً لحنانـِي
... و بعد ...
من جوف القلب ... و الواقعة حقيقية ...
... و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
... أخوكم فى الله ...
الروابط المفضلة