فقد خلق الله البشر جميعًا ،وجعل لهم احتياجات ورغبات عديدة
وطُرق لتلبية تلك الاحتياجات.
فنحن نشعر بالحزن والفرح، بالالم والسعادة، بالخواء واكتناز المشاعر
ونريد أن نفرغ تلك المشاعر دون تكلف أو تعب ،ربما نحتاج لذرف بعض الدموع بصمت
وربما أردنا أن يعتصرنا أحبتنا ليُدخِلونا قلوبهم ويحمونا مما نشعر به
لا نجد أروع من الاحتضان .
لقد افتقد مجتمعنا ذلك السلوك ،ولو تعمقنا قليلا بسلوكياتنا لوجدنا
أننا نادرا ما نرى فتاة أو شابا يحتضن والديه لمجرد أن يخبرهما أنه يحبهما
ونكاد لا نرى أبا يحتضن ولده ،بل نراه يكرر أنه كبر على تلك الصغائر من الأمور
وأن قِلَة ممارستها لا تنفي حقيقة حاجتنا إليها، ومع الزمن
فإنها تتراكم وتكبر، وتزداد رغبتنا في تعويضها وعيش لحظتها
إنها الفطرة التي خلقنا الله عليها ويجب أن نمارسها .
ويظن البعض أن الاحتضان أمر يخص الأزواج فقط ، بل ويتمادى البعض ليظن
أنه تعبير عن الرغبة في إقامة علاقة حميمة
أولئك أفقَدوا الاحتضان معناه ،خاصة بالنسبة للمرأة
التي تريد أن تكون آمنة مطمئنة محاطة بحارس يفتديها بنفسه
تريد أن ترمي همومها ومتاعبها بين يدي رجل يقدِّر حاجتها تلك ويفهمها
فبين فينة وأخرى سارع لضمها لصدره ، دون أن يكون له رغبة أخرى إلا احتوائها
فلا يطالبها بما يفكر فيه هؤلاء المساكين
فما كان قربه منها إلا تلبية لحاجتها النفسية ، وحاجته هو أيضا ، عندها ستشعر
أنه يفهمها ويحترمها ويرغب بصداقتها
ستكون ملكة متوجة على عرش قلبه.
وفي نظرة خاطفة إلى واقعنا، نجد أن الأزواج تهمل تلك الحاجة
سواء كانت لهم أو لزوجاتهم
والزوجة أيضا تخجل من طلبها ،وتظن أنه سيفهم طلبها بطريقة أخرى
ويعتبرها جريئة خدشت حياء المرأة فينفر منها
فتصمت
ولأن المرأة مختلفة عن الرجل ، فإن حاجاتها مختلفة أيضا
فالاحتضان بالنسبة إليها " وأتكلم إجمالا" حاجة هامة لا يمكنها أن تستغني عنها
لذلك فإنها تعيش متألمة تشعر بفراغ كبير عند فَقدها .
ونجد بعض الرجال والنساء قد اعتبروا المشاعر أمرا خاصا بالشباب ،أو حديثي الزواج
فنراهم يستنكرون هذا الأمر بدافع العيب، وأنه لا يليق أن يفعلوا تلك الأمور لأنهم كبروا ولم يعودوا بحاجته أصلا
هيا بنا لنلقِ نظرة على رأي العلم في الموضوع
الاحتضان يعمل على تفريغ الشحنات الداخليه ورميها خارجا مما يساعد النفس على الهدوء
ويقرب الأحبه من بعضهم ويزيد من نار الشوق واشتعال المشاعر
ويقرب الأنفس ويجمع الروح مع قرينها
فهل تنازلنا عن حاجتنا تلك ؟؟
فكلنا يسعى للهدوء ، ويرغب بزيادة الحب، والقرب من أحبته
أليست حاجتنا لها ازدادت بازدياد خبراتنا والمواقف التي مررنا بها؟؟
وفي دراسة أمريكية
أعلنت كارين غروين التي قادت الدراسة أن
«دعم الزوج أو الزوجة الكبير يرتبط بزيادة هرمون «الأوكسيتوسين» لدى الزوجة أو الزوج
، ومع ذلك فإن أهميةهذا الهرمون تكمن في تأثيراته الجيدة الكبيرة على القلب والأوعية الدموية لدى النساء
وتضيف غروين
أن العناق والإمساك بالأيدي بين الشريكين قبل التوجه إلى العمل يعزز المشاعر الإيجابية،
ويبعث مشاعر الراحة بين الطرفين ويقلل من الإجهاد كما أن العناق في الصباح بين الشريكين
يساعد على تقليل مشاعر الإجهاد والالم والقلق بين البالغين
.
وقال باحثون في جامعة نورث كارولينا درسوا حالات كل من الجنسين في 38 زوجا من الرجال والنساء و20 أم :
إن الاحتضان لمدة 20 ثانية يؤدي الى ازدياد
مستويات هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin
الذي يسمى هرمون الترابط، ويقلل من ارتفاع ضغط الدم، الأمر الذي يقلل من مخاطر
وبعد هذا كله تتعالى بعض الأصوات، رافضة للاحتضان
ولا تزال الكثيرات من زوجاتنا ،بناتنا، وأمهاتنا تنتظر طيفها
لثقتها أنه حبيبها الذي سيحنو عليها يوما ،ويضمها لصدره
فتستسلم له طائعة آمنة مطمئنة.
أسرع فإن انتظارها لن يطول
أن تهمس في أُذن زوجتك بعض العبارات
بصوت هادئ ، حنون ، يعمّق في نفسها إحساسها
بالأمان والراحة وهي بحضنك
الروابط المفضلة