في ليلة عاصفة يزمجر بها الرعد بصوت يثير الفزع في قلوب الصغار ... جلس بسام وسامي يثيران الرعب في قلب أخيهم الصغير سامر ..
سمع سامر صوت الرعد الهادر ففزع وقال : ما ... ما هذا ؟
وبدأت أسنانه تصطك ببعضها من الخوف
قال بسام يريد إخافة أخيه الصغير : إنه الرعد ...
سامر : وما هو الرررررعد ؟
سامي يحاول إخفاء ضحكته : إنه شرير يخطف الصغار مثلك يشويهم ويأكلهم
وبرق البرق فصاح بسام : ها قد جاء الرعد ليخطف سامر
فزع سامر بشده وفتح باب الغرفة ليهرب من الرعد ...
ولكن إلى أين يذهب ؟؟؟
فالبرق والرعد يلاحقوه من غرفة إلى غرفة ...
واختبأ خلف الكرسي مرتعبا ً فرأى البرق يضيء الحائط يتبعه صوت الرعد ... وكان يرى على الحائط أشكالا غريبة ظنها الأشباح التي حكى له بسام الشرير عنها ...
قال في نفسه : يبدو أن الرعد أرسل الأشباح لتخطفني ...
وفجأة سمع سامر صوت أبوه مزمجرا ً يعلو على صوت الرعد : سامر ... لماذا أنت هنا ؟
اختفى كل شيء ... صوت الرعد ... الأشباح ... ولم يبق أمامه سوى صوت أبيه المرتفع يصيح به ...
عقد الخوف لسانه ... فصوت أبيه مخيييييف ...
وفجأة ظهر والده أمام الكرسي ... فرفع سامر عينيه إلى أبيه ... وهو متخيله أن محمر العينين ... غاضب ... يرفع عصا ليهوي بها على رجليه ... فوالده لا يحب أن يتأخر سامر في النوم ... ولكن هذه الليلة ليلة مخيييييفة ...
نظر إلى أبيه ... وتلاشت الصور المخيفة التي تخيلها ...
كان أبيه يقف هادئا ً وعيونه مملوءة بالحنان والحب ...
لم يكن يمسك بعصا ...
الأب بصوت عالي مؤنب : سامر ... ماذا تفعل خلف الكرسي ؟
سامر وقد ارتاح لأبيه فلم يعد يخاف من صوته العالي : اختبأ من الرعد ... لكي لا يخطفني ولا يشويني ويأكلني ...
ضحك الأب وقال : من قال لك ذلك ؟
اندهش سامر فهو يعرف أن أبيه يخاف عليه والمفروض يخبأه هو من الرعد ... لا يضحك !!!!!!! ؟؟؟؟؟
سامر : بسام وسامي ...
عبس الأب وقال : يا لهما من شريرين يستحقان العقوبة ...
سامر : بابا ... لما الرعد يصدر هذا الصوت المخيف ... وهل حقا ً هو يأكل الأطفال ...
الأب : أنه يسبح الله ويحمده يا بني ... ولكن بصوت عال قليلا ً ... وهو طيب يأتي معه الخير والمطر ... ثم أنه ليس وحشا ً حتى يأكل الأطفال ... بل هو تلامس الغيوم ببعضها البعض فتتصافح ... فيحدث من تصافحها بريق له صوت يسبح الله ...
ابتسم سامر مرتاحا ً وهو يستغرب لماذا يخاف من بابا ؟؟؟ ... حتى لو صاح في وجهه ... فهو بابا الذي يحبه ...
والذي يريد مصلحته ...
وبوميض البرق رأى الأشباح من جديد ... فاختبأ في حضن أبيه وهو يقول : والأشباح يا بابا ...
ابتسم الأب وقال : إنها خيال أشيائنا ...
برق البرق مرة أخرى نظر إلى الأشباح ... إنها ليست أشباحا ً ... إنها ظل الستارة على الشباك ... نظر إلى مكان آخر إنه ظل معطف أمي المعلق ... وبرق البرق مرة أخرى فرأى ظله هو ...
ضحك وقال في نفسه : كنت أخاف من ظلال ... كنت أخاف من ظل معطف !!! ... من ظل ستارة !!!
وضحك بصوت عالي وقال : تخيل يا بابا ... كنت أخاف من ظلي ...
ابتسم الأب في حنان ... وقال له : هيا بنا إلى إخوتك نحدثهم ...
وصعد سامر ممسك بيد بابا وهو يقول في نفسه : بابا طيب ولن أخاف من تأنيبه مرة أخرى ... فهو يأنبني لأنه يحبني ويريد لي الأفضل ...
ولن أكون جبانا ً بعد الآن ... منذ الآن وصاعدا ً أنا سامر الشجاع ...
ودخل مع أبيه الغرفة فراى أخويه يتظاهران بالنوم ...
الأب : بسام ...
بسام : خ ... خ ... خ ... ما .. ماذا يا أبي ؟ ... ألا تراني مستغرقا ً في النوم ...
الأب : هل تعرف أن الكذب وخداع الناس من الصفات المكروهة التي تغضب الله وتدخلك ناره ...
هل تريد أن تدخل النار ويغضب الله عليك ...
بسام : لا يا أبي ... كنت أمازح أخي وألاعبه فقط ...
الأب عابسا ً : هذا لا يجوز ... هي اعتذرا من أخيكم الصغير وعداني أن لا تعيدان فعلتكما هذا وإلا ستحرمان من رحلة آخر الأسبوع لمدة شهر ...
بسام وسامي : لا ... لا ...
لا نريد أن يغضب الله علينا يا بابا
لا نريد أن ندخل النار
لا نريد الحرمان من الرحلات
ونحن آسفان يا سامي ...
الروابط المفضلة