في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها الأمة الإسلامية عامة .. والأمة العربية خاصة .. وخصوصا الدول القريبة من الأحداث .. وأخص بالذكر هنا دولة ((( الكويت ))) ..
في هذه الفترة بالذات تكثر ((( الشائعات ))) .. والأخبار المجهولة المصدر ..
إخواني .. أخواتي ..
كيف يمكن التصدي لمروجي الإشاعات لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد الآن .. ؟ وكيف يمكن توعية المجتمع بكل فئاته في عدم الالتفات إلى ما تثيره الفضائيات من بث أخبار غير موثقة .. أو ما تنشره المنتديات والمواقع الإلكترونية من أكاذيب .. أو ما تتناقله المجالس والديوانيات من شائعات .. ؟ وكيف حارب الإسلام هذه الظاهرة .. ؟
يقول الشيخ // عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان .. أدب الإسلام في هذه المواقف ..
منهج عظيم وميزان دقيق أدق من ميزان الذهب في بيان صحيح الأخبار من سقيمها يتمثل في نصوص كثيرة على رأسها :
( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) ..
نداء وأمر بالتبين وتحذير ثم بيان العاقبة الوخيمة في حالة عدم التروي والتثبت ..
* أمّا النصوص الثابتة في السنة فكثيرة منها :
قوله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع " ..
قال المناوي رحمه الله تعالى : ( أي إذا لم يتثبت لأنه يسمع عادة الصدق والكذب فإذا حدث بكل ما سمع لا محالة يكذب والكذب الإخبار عن الشيء على غير ما هو عليه وإن لم يتعمد . لكن التعمد شرط الإثم .. ) ..
ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : " بئس مطية الرجل زعموا " ..
قال الخطابي : ( ... وإنما يقال زعموا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه وإنما هو شيء حكي عن الألسن على سبيل البلاغ فذم النبي صلى الله عليه وسلم من الحديث ما كان هذا سبيله وأمر بالتثبت فيه والتوثق لما يحكيه من ذلك فلا يردونه حتى يكون معزياً إلى ثبت ومروياً عن ثقة ..
وجاء في عون المعبود نقلاً عن اللمعات ما نصه :
( ... والمقصود أن الإخبار بخبر مبناه على الشك والتخمين دون الجزم واليقين قبيح بل ينبغي أن يكون لخبره سند وثبوت ويكون على ثقة من ذلك لا مجرد حكاية على ظن وحسبان .. وفي المثل : زعموا مطية الكذب .. ) انتهى ..
أما كلام العلماء في التثبت في الرواية فاشهر من أن يحصر بل عقدوا له أبواباً في كثير من كتبهم وخاصة فيما يتعلق بكتب مصطلح الحديث فمن ذلك قول مالك لابن وهب :
اعلم أنه ليس يسلم رجل حدّث بكل ما سمع ولا يكون إماماً أبداً وهو يحدث بكل ما سمع ..
وقال عبد الرحمن بن مهدي : ( لا يكون الرجل إماماً يقتدي به حتى يمسك عن بعض ما سمع ) ..
وقال إياس بن معاوية يوصي سفيان بن حسين :
( احفظ عليَّ ما أقول لك .. إيَّاك والشناعة في الحديث فإنه قلّما حملها أحد إلا ذلَّ في نفسه وكذب في حديثه .. إلى غير ذلك من الآثار ..
http://www.saaid.net/rasael/21.htm
http://www.forqan.com/Esha'a.htm
http://www.saaid.net/Minute/m89.htm
وأسأل الله أن يجعلنا ممن أخلصوا أعمالهم وأقوالهم لربهم وأن يكفينا شر الشائعات وأن نكون ممن يسعى في دفنها وإماتتها لا ممن يسعى في بثها ونشرها دون تروي أو تثبت اللهم آمين ..وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
الروابط المفضلة