صلاة العيدين
العيد: اسم لما يعود ويتكرر، إما بعود السنة، أو الأسبوع أو الشهر،
وسمي عيد لأنه يعود ويتكرر، وقيل: سمي عيدا لأن عودة التفاؤل بعودته، أو لأنه مع عودته يصحبه فرح وبشرى وسرور، ولأجل ذلك الأعياد تعتبر أيام فرح، ولهذا يتبادل فيها التهاني،
قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: قد أبدلكما الله بهما يومين خير منهما: يوم عيد الفطر وعيد، الأضحى فأعياد المسلمين ليست مجرد لهو ولعب وطرب وغناء، وطبول ولكنها صلاة وذكر وشكر،
اختصت أعياد المسلمين بأن فيها هذه الصلاة
ويفتتح يوم العيد بالصلاة وليلة العيد بالتكبير،
أليس ذلك دليل على أنها أعياد إسلام، وأعياد ذكر، وأعياد عبادة، فينكر على من يجعلها أيام لهو وسهو، أو أيام طرب وأيام غناء، وخمر وزمر.
أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالخروج إلى العيد أن يخرج الناس إليها، وكان يصليها في الصحراء، في البقيع،
أمرهم بأن يخرجوا كلهم، وأخذوا من ذلك أنها واجبة على الأعيان، حتى أخرج العواتق، يعني الأبكار من النساء، وحتى أمر بإخراج الحيض،
مع أنه لا صلاة عليهن،
وقال: يشهدن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحيض المصلى
يجلسن خلف المصلين، يشهدن الدعاء والذكر ونحو ذلك،
حتى أمر بإخراج كل امرأة، وسئل: إن إحدانا ليس لها جلبابا فقال: لتلبسها صاحبتها أو أختها من جلبابها
وصل إلى هذا الحد من التأكيد.
وقتها: من ارتفاع الشمس قيد رمح، يعني: خروج وقت النهي، إلى الزوال فإذا زالت الشمس ولم يصلوها صلوها من الغد، في مثل وقتها، إذا ما أتاهم الخبر، خبر العيد إلا بعد الزوال صلوها من الغد،
السنة فعلها في الصحراء، دون المساجد التي في البلد إلا عند الحاجة،
يسن تعجيل الأضحى، التبكير بصلاة الأضحى لماذا؟
حتى يبادروا إلى ذبح أضاحيهم، ويكون أول أكلهم منها.
ويسن تأخير الفطر يعني صلاة عيد الفطر تؤخر يعني يكون الفرق بينهما عشر دقائق أو قريب منها يؤخرها،
ويسن أن يفطر قبلها فيأكل تمرات، وترا حتى يتحقق الفطر حسا ومعنى، يأكلها وترا أي ثلاث تمرات أو خمس أو سبع، أو تسع، يفضل أن تكون وترا، تمرات، وهكذا وردت السنة.
يتنظف لها كما يتنظف للجمعة، ويتطيب لها ويلبس أحسن ثيابه، كما يتنظف للجمعة
السنة مخالفة الطريق، أن يذهب من طريق ويرجع من طريق آخر
هكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذهب للعيد يخالف الطريق، الحكمة تكثير مواضع العبادة أن تشهد له هذه وهذه،
وقيل: الحكمة غيظ المنافقين،
أو الحكمة الرفق بالمساكين الذين هنا والذين هنا، فمر بهم فإنه يتفقد أحوال هؤلاء وأحوال هؤلاء، أو الله أعلم بالحكمة.
صفتها : صلاة العيدين يصلي ركعتين، بلا أذان ولا إقامة،
اختصت العيد وكذلك صلاة الاستسقاء بأنه يفتتح الأولى بسبع تكبيرات
والثانية اقتصر بخمس،
والسبع زائدة على أن تحسب منها تكبيرة الإحرام،
وأما الخمس فلا تحسب منها تكبيرة القيام، يرفع يديه مع كل تكبيرة،
ماذا يقول بين التكبيرتين؟
يسكت بين كل تكبيرتين،
يحمد الله ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم-،
نقل أنه يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر
والقراءة جهرية ولو كانت في النهار، يقرأ الفاتحة ويقرأ سورة،
وقيل: ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ سورتي سبح والغاشية،
بعد ذلك يخطب بهم خطبتين كخطبتي الجمعة.
يذكر في كل خطبة الأحكام المناسبة للوقت، ففي خطبة عيد الفطر يذكر زكاة الفطر وأحكامها، ويذكر أيضا مناسبة ختم الشهر ومناسبة العيد هذا وما أشبهه، وفي خطبة عيد النحر يتكلم عن الأضحية، ويذكر شيئا من أحكامها والمجزي منها وغير المجزي، ووقت ذبحها، وكيفية توزيعها، وما أشبه ذلك.
يسن التكبير المطلق لليلتي العيدين،
التكبير المطلق هو الذي ليس محددا بوقت،
قال الله تعالى في آيات الصيام: وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
فأخذوا من هذا أنه يستحب ويتأكد في ليلة عيد الفطر بعد إكمال العدة أن يظهروا التكبير وأن يرفعوه علامة على انقضاء الشهر
وعلامة على أن الله وفقهم لذلك
واعترافا بكبرياء الله تعالى،
وفي ليلة عيد النحر أخذوها أيضا من قوله -تعالى- في آيات الحج: كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
فختم هذه الآيات بالتكبير، ( لتكبروا الله على ما هداكم )
فهذا دليل شرعية التكبير في ليلتي العيدين، وهي عشر ذي الحجة، من حين يدخل شهر ذي الحجة العشر كلها إلى صلاة العيد،
يستحب التكبير المطلق، أخذ من قوله تعالى:
وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ فسرت بأنها أيام العشر.
والتكبير المقيد
عقب الصلوات المكتوبات من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، سموه مقيدا؛
لأنه يكون عقب الصلوات، دليله من قول الله تعالى:
وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ
صفة التكبير
أنه يكبر ثلاثة ثم يهلل، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، وإن اقتصر على تكبيرتين فلا بأس وهو أشهر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد فيجمع بين التكبير الذي هو تعظيم لله ويجمع بين التهليل وبين التحميد وذلك هو أفضل الذكر.
الروابط المفضلة