يوماً بعد آخر، يَرحلون عَنَّا ..
يَلتهمُ الموت أنفاسهم، تَختفي ... تَشعر بأن شيئاً من العالم يرحل!
حَياتهم تُصبح كفِـلم سنمائي بنهاية مأساوية، يبكي الصغير، الكبير ..
و تَشعر بأن الجدران تهتز، تنتحب ..... و تملؤك وجعاً!
ذكرياتهم تُخزن في برواز، بخلفيةٍ سوداء، تُوحي برحيلهم .. إطارها حديدي، حتى إذا أمطرت السماء حُزناً ... لن يتحطم ... ربما يتصدأ، لكنه يبقى هُناك!
و لتبقى تَشعر بأنهم حولك، باقون ما بقيت أنت .... ما بقي البرواز ملكاً في الذكريات ......!
يوماً بعد آخر، يَرحلون، يتركوننا .... يسأمون من الحياة، ينتشل القدر أرواحهم، يَــرحلون!
تَشعر بأن التُراب تمتلئ، تمتلئُ بهم، .... و حتى حين، لن يكون هُناك مكانٌ لتطأهُ قدماك ...... بل سيكون هُناك جسد ارتحلت روحه .... تركته يعاني الدود وحده ..... دون أن يشعر!
يوم، يومين، سنة و أعوام ... و حتى قُرون، تبقى التُراب ملجئاً لكل إنسان..
و تبقى كقعر فراق ..
يجر أنفاسهم ببطءٍ ملغوم، و ينتهي بهم المطاف محوطين بالبياض .. لا يُرى منهم شيء، لا شيء سوى جسد يُعرف بالجثمان ..
الـمُبكي، أنك تَشعر بروحك تقترب منهم، تود لو أنها ترتحل معهم ..
لكنها لا تفعل ، تعود لك ممزقة، محترقة لا تستطيع إكمال الدرب ..
و صوتهم ما يزال يصلك، يحتويك .... فتفيق غارقاً في بحر ذكرياتهم،
حتى الذكريات لا ترحمك ........ تكمل حياتهم معك، دون أن يكونوا هُناك حقاً!
.
.
و تشعر بأنك تلهث، أنفاسك الحارقة تقضي عليك ...
و ذكرى مرة،.........
وحدك تتذكرها، لم يعيشوها هم، تركوها لك صورة موجعة ..
و لا تنساها، تبقى تتذكرها، ......
و تبقى ملاصقة لذكراهم ..
صورة التراب تُلقى على جسدٍ كنت قد عانقته،
لجبين كنتَ قد قبلته، لقـــلب كنت قد احتويته يوماً ......
و ما تزال تشعر به بين أناملك،
........ و الذكريات تتعاقب، تردمك حياً!
الروابط المفضلة