أو ما عرفتَ سوى الرحيل طريقا
ونبــــذتَ قلباً صادقاً ورفيقا
ومشـيتَ في درب الحياة مودعاً
وتظن أنك يا ســجين .. طليقا
ورميتَ زهرة حبنا بين الخطى
فتساقطت وتمزقت تمــــزيقا
وهجرتَ أيام الطفولة والصــبا
ونسيتَ عهداً راســخاً وعريقا
يا من نويتَ الارتحال وما لنا
ذنب لكي ما نشتكي التفريقا
فتش فؤادك عن وثائقنا التي
أذكت من الأشواق فيك حريقا
واسأل نجوم الليل عن سهر الدجى
يأتي الجواب موثقاً توثيقا
يا راحلاً والريح ترجو وقفه
والقلب أمسى في الدموع غريقا
والكون خيم بالهدوء وأطرقت
منه العيون إلى الهوى تطريقا
قد أثجمت سحب الغمام وأمطرت
فارحم بكاءً صامتاً وشهيقا
درب الرحيل إذا مددت به الخطى
يمضي إلى وادٍ تراه سحيقا
يمضي إلى قفر وليس بأرضه
ماء فتفقد في النهار الريقا
ويمر في ليل الضياع إذا هوى
والبرد يقرص في العظام رقيقا
يا راحلاً عد للحياة ومالها
من رونق متأنق تأنيقا
عد كي تلف الكون منك بشاشة
والحب فيك يعاود التحليقا
والبلبل الصداح يطلق شدوه
والزهر يدني للوجود رحيقا
والنجم يرقص في الليالي ساطعاً
ويزف بدراً قد هوى التشريقا
يا قاصداً درب الرحيل أما لنا
أمل إليك فننشد التحقيقا
أو ما لنا أمل تعــود به الخطى
نوراً وإشـــــراقاً يكون خليقا
ما غابت الشمس البريئة في الدجى
إلا لتطلــــق في الصباح بريقا
************
نقلت من منتديت الساخر
الشاعر:مروان المزيني
من ديوانه ( مع .. بريد الأنجم )
الروابط المفضلة