القدس صبره وقبره
ابن بطل القسطل
وهب حياته من أجل القدس
سلاحه بعد الإيمان بالله
الحجج...الوثاق..الصمود
أسس عام1979بيت الشرق
والمعروف عالميا باسم الأورينت هاوس-Orient House-
تعرض لمحاولتي اغتيال وقاد العديد من المظاهرات المطالبة بإزالة الاستيطان في القدس
لنتعرف عن كثب على شخصينا الثالثة والأخيرة في هذه السلسلة ..
لأنه كان يجيد العبرية ويظهر في التلفاز والإذاعة الإسرائيلية
مبينا وجهة النظر الفلسطينية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وأطلق عليه رحبعام زئيفي وزير الدولة الإسرائيلي اسم
الإرهابي ابن الإرهابي
وقد تم سجنه لمدة عامين أثناء الإنتفاضة الأولى
ولد فيصل عبد القادر الحسيني في عام 1940 في العاصمة العراقية بغداد
حين كان والده رهن الاعتقال لدى سلطة الانتداب البريطاني في العراق
وانتقل بعد الإفراج عنه إلى السعودية التي فتحت الباب أمامه كلاجئ سياسي.
تعلم فيصل القراءة والكتابة على يد والده
وكان رفيق درب لوالده في جميع تحركاته ورحلاته
فانتقل معه إلى القاهرة
حيث ساهم والده في تعزيز وعيه السياسي
وشجعه على الخطابة أمام الجمهور وحفظ القصائد الوطنية
وعاش متنقلا بين بغداد والقاهرة وبيروت وعمان ودمشق
قبل أن يستقر في القدس التي كرس لها حياته
أنهى فيصل تعليمه الابتدائي ودراسته الثانوية في القاهرة
حيث التقى فيها بالقائد الراحل ياسر عرفات
وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956
تقدم بطلب الانضمام إلى القوات المسلحة المصرية
وانضم حركة القوميين العرب وشارك في إنشاء وتأسيس المنظمة الطلابية الفلسطينية عام 1959
انخرط في التدريب العسكري في مصر وحاول الالتحاق بكلية سلاح الطيران المصرية
إلا أن الحظ لم يحالفه
فانتقل إلى سوريا ودرس الهندسة في الأكاديمية العسكرية بحلب
وحصل على شهادة العلوم العسكرية سنة 1966
انضم إلى صفوف "حركة التحرر الوطني الفلسطيني عام 1964
ثم انضم إلى قوات جيش التحرير الفلسطيني المرابط في سوريا وذلك في أوائل العام 1967
وقبلها عَمِل في قسم التوجيه الشعبي في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في القدس حتى عام 1966
قرر فيصل الحسيني العودة إلى القدس
بعد أن سقطت القدس والضفة العربية تحت سطوة الاحتلال الإسرائيلي
حيث قام بقيادة العمل السياسي في القدس
واعتقل لأول مرة عام 1967
ومع ذلك تابع نضاله بعد خروجه من السجن
وحظي فيصل الحسيني بشعبيه عالية في القدس وجميع الأراضي الفلسطينية.
من مكتبه خرجت ولأول مرة وثيقة "استقلال فلسطين" عام 1988
رفضت إسرائيل أن يمثل فيصل الحسيني القيادة الفلسطينية كونه من القدس
وشهد له بنشاطاته في كافة أنحاء الضفة الغربية والقدس
حيث لعب دورا مهما في مواجهة العديد من الأزمات التي شهدتها الساحة الفلسطينية
وقدم دعما متعدد الأشكال للقضية الفلسطينية.
تعرض فيصل الحسيني لعدة محاولات اغتيال على أيدي عصابات المستوطنين الإسرائيليين
ففي عام 1995 قام قطيع من المستوطنين بإطلاق النار على منزله
كما حاولت سيارة إسرائيلية أن تصطدم سيارته
لكنه نجا من الاغتيال
وتصدى فيصل الحسيني لقرار الحكومة الإسرائيلية برئاسة " نتنياهو"
القاضي بإقامة مستوطنة على جبل أبو غنيم في القدس
وقاد العديد من المظاهرات والمسيرات إلى الموقع
وتعرض للضرب ومن معه على أيدي قوات الاحتلال
توفي فيصل الحسيني رحمه الله بأزمة قلبية عام 2000 أثناء زيارته للكويت
وشيع الراحل في موكب جماهيري عزّ نظيره
وحمل جثمانه من موقع هبوط الطائرة في مقر الرئيس عرفات رحمه الله في رام الله إلى القدس
في جنازة لم يكن لها مثيل في فلسطين حيث
حررت القدس خلال هذه الجنازة لعدة ساعات دخل فيها الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى القدس
بمرافقة الجثمان واختفى الاحتلال حينها من الشوارع
وكانت القدس فلسطينية 100% كما كانت وستكون إن شاء الله
ورفرف العلم الفلسطيني حراً في شوارع وفوق مآذن القدس وساحاتها...
دفن فيصل رحمه الله في باحة الحرم القدسي بجوار أبيه وجده
وهذه هي المرة الأولى التي يدفن فيها فلسطيني في هذا المكان
منذ احتلال إسرائيل للقدس عام 1967
صورة أرشيفية لجنازة والده البطل عبد القادر الحسيني في القدس
وصورة لجنازة الراحل فيصل الحسيني في القدس أيضاً
وستبقى فلسطين وفية للمخلصين من أبناءها
من يحملون همها ويبذلون الروح من أجل استعادتها
رحل فيصل الحسيني فجأة
رحل وهو في قمة عطائه
وكان ما زال حتى آخر دقيقة يضع الخطط من أجل غد أفضل للقدس
يحمل هم القدس وهم الشعب الفلسطيني بأكمله
ويسعى لتعيش القدس للأبد
للتاريخ الذي سيجيء وللمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها
وكانت الضمانة دائما هي أن يعيش ويزدهر أهل القدس
فسعى إلى إحياء المؤسسات التي تخدم الإنسان من تعليمية وصحية وثقافية وغيرها.
الروابط المفضلة