قد يخطىء البعض في الحديث وقد يخطىء البعض الآخر في الاستماع ولقد تعودنا أن نرى ونقابل أشخاصا من شتى الأشكال والاصناف فمنهم من يسمع ومنهم لا يسمع ومنهم يسمع ولكن لا يفهم ما يسمع فمن هنا أبدأ سلسلتي التي بعنوان حوار طرشان والتي سأناقش معكم فيها قضايا اجتماعية وأسرية ومشاكل نفسية وسأكشف الغطاء عن أخطائنا اليومية التي نواجهها ونقع بها كل يوم وسنحاول تعديل الصورة وتوضيح الألوان والتوصل معا إلى الحل .
موضوع الحلقة اليوم هو: آداب الزيارة
حوار الضيوف الطرشان
كانت عائلة أبو إياد ملتمة على الغداء يتناولون الطعام ، وفجاة رن جرس المنزل فقام إياد ليفتح الباب فتفاجأ بالضيوف القادمين بدون موعد وفي وقت غير مناسب ، فأدخلهم إلى غفة الضيوف ودخل مسرعا إلى أهله ليخبرهم أن هناك ضيوفاً قد أتوْ .
إياد: اجو عنا دار أبو مصطفى
أبو إياد: أبو مصطفى؟!!
أم إياد: في حدا بيجي موعد الغدا ياربي؟
ايمان: عندهم تلفون وعنا تلفون ليش ما بتصلوا ؟
إبو إياد: خلص يا مرا شيلي الأكل ودخلي الضيفة جوا مو حلوة يقعدوا لحالهم
فقام أبو إياد عن الطعام دون أن يكمل غداءه وغسل يديه ثم ذهب ليستقبل الضيوف فدخلت الضيفة إلى الداخل ومعها 3 قرود أقصد 3 أولاد (مصطفى عمره 6 سنوات ومرام عمرها 4 سنوات ويوسف عمره سنتان )
فاستقبلتها أم إياد وأدخلتها إلى غرفة الجلوس .
أم مصطفى: ان شا الله ما نكون أزعجناكم؟
ابتسمت أم إياد ابتسامة صفراء وقالت: لا عادي أهلا وسهلا
جلست الأم مع أولادها الثلاثة وما هي إلا لحظات قليلة ومن ثم نطق مصطفى: مااااماااا جوعان
عملت الأم نفسها لم تسمع شيئا ، فهز الولد ملابس والدته وقال ملحأ : ما ما بقلك جوعان بدي ساندويشة
أم مصطفى: ولك خلص بس نروح عالبيت بتاكل
أم إياد: اذا جوعان منعمله ساندويشة عادي
فنادت ام اياد على ابنتها ايمان وطلبت منها أن تحضر ساندويشة للولد ، فقبل أن تذهب قالت مرام الصغيرة: ماما انا كمان بدي ساندويشة ( سبحان الله الكل جاع )
أم مصطفى: معلش بدي أغلبك سوي ساندويشة للبنت كمان
ذهبت ايمان إلى المطبخ وحضرت ثلاث ساندويشات وأعطت لكل واحد منهم واحدة .
فلم يأكوا في مكان واحد بل أخذوا يقفزون ويركضون خلف بعضهم فاتسخت الأرض بفتات الخبز ، وكانت أم اياد منزعجة من ذلك .
أحضرت ايمان الشاي ووضعت بجانبه المكسرات وقدمته للضيفة فبدأ الأولاد يأكلون المكسرات ثم يصعدون على المقاعد وبعدها يقفزون على الأرض ويعيدوا الحركة من جديد .
أم اياد: بس يا شاطر بلاش توقع اقعد وا هاديين
طبعا أم مصطفى لم تكترث باولادها فقد كانت منشغلة بالحديث
أم مصطفى : حضرتي عرس ابن أم اشرف؟
أم اياد: لا والله ما حضرته
أم مصطفى : يييييييييييييي راح عليك
أم اياد: ليش كيف كان ؟
لم يحترم الاولاد كلام ام اياد وأكلموا قفزهم
أم مصطفى بكل لا مبالاة: ولك صطيف ........ مراااام .... اقعد انت واياها بكفي لعب
أكمل الاولاد قفزهم وضحكهم وكأنهم لم يسمعوا شيئا.
أم مصطفى: لو شفتي العروسة ما أبشعها ... أنا عارفة كيف العريس موافق عليها؟!!.... اي والله هو احلى منها بمليون مرة ..
ام اياد: يا ستي كل شي قسمة ونصيب
ام مصطفى : بقولوا ما خدها عن حب في الجامعة ، الله أعلم شو كانت تعمله لحتى سحرته هالقد ؟ ، علمك في بنات الجامعة اذا لقطوا شاب بتعلقوا فيه باديهم ورجليهم...
أم اياد: المهم انه مقتنع وراضي فيها شو بدك انتي فيهم؟
أم مصطفى: قولتك شو بدي فيهم الله يهني سعيد بسعيدة ..
كان يوسف يحاول أن يقلد اخوانه في القفز لكنه سقط على الطاولة فسكب الشاي على السجاد وبدأ يبكي ويصرخ لآن رأسه اصطدمت برجل الطاولة
أم اياد:
ام مصطفى: ولك انتبه يا حيوان ....
ركضت ايمان الى المطبخ وأحضرت فوطة لتمسح السجادة
ام مصطفى: ييييييي معلش غلبناك ِ ، شو بدي اعمل فيهم ما بسمعوا كلامي ؟
ام اياد: بسيطة حصل خير المهم ما انكب الشاي عليه
جلس الضيوف عندهم ساعتين وكانا بالنسبة لأم اياد عن سنتين فالاولاد لم يتركوا شيئا صحيحا في المنزل .
فعندما غادروا كان منظر البيت مزرياً ، فبدأت ايمان تنظف البيت وسخنت ام اياد الطعام من جديد .
عندما يكون الضيف ثقيل الظل يصبح عبأً كبيرا في كل بيت
صدقاً لا أدري كيف يزور الناس بعضهم بدون استئذان ؟
فهناك أوقات غير مناسبة أبدا ً للزياردة ومن المفروض أن يدركوا الناس ذلك
في هذا المشهد أتى الضيوف وقت الغداء وهناك من يأتي وقت العشاء او في وقت النوم او في وقت الغسيل او تعزيل المنزل او او او وكلها اوقات غير مناسبة.
لنعكس الصورة الآن ونعيد الشريط من البداية ليس لنر الضيوف الطرشان بل الضيوف الخلوقين
حوار الضيوف الخلوقين كانت عائلة أبو اياد ملتمة على الغداء يتناولون الطعام ، فجأة رن الهاتف فذهبت أم اياد لترفع السماعة : السلام عليكم
أم مصطفى: وعليكم السلام كيف الحال؟
ام اياد: اهلين ام مصطفى كيفك وشو أخبارك؟
ام مصطفى:والله بخير الحمد لله ، حابين نيجي عندكم اليوم موجودين بالبيت؟
ام اياد: آه موجودين اهلا وسهلا
ام مصطفى: أي وقت بناسبكم؟
ام اياد: اتفضلوا عنا بعد ساعة بكون ممتاز
ام مصطفى : ان شاء الله
أغلقت ام اياد السماعة وأكملت العائلة غداءها ثم جلت ايمان الصحون وصنعت ام اياد طبقا من الحلوى ووضعته في الثلاجة وثم رتبت المنزل استعداد لاستقبال الضيوف.
وبالفعل بعد ساعة ونصف أتى الضيوف ومعهم فقط الولد الصغير يوسف
فاستقبلت ام اياد الضيفة وأدخلتها الى غرفة الجلوس.
ام اياد: شو وين اولادك التانيين؟
ام مصطفى: تركتهم عند إمي مشان ما يغلبوني
ام اياد: الله يسامحك البيت بيتك كان جبتيهم
ام مصطفى: مع مين بدهم يلعبوا ما شاء الله اولادك كبار وما حدا من جيلهم عند اهلي بتسلوا اكتر
ام اياد: اذا هناك بتسلوا وبتأمني عليهم خلص مش مشكلة
ذهبت ايمان وحضرت الشاي وقدمته للضيفة مع المكسرات
ام مصطفى: حضرتي عرس ابن ام أشرف؟
ام اياد : لا والله كنا مشغولين وما قدرنا نحضره ، كيف كان؟
ام مصطفى: والله كان حلو ومرتب ، صحيح انه العريس احلى من العروسة بس ما شا الله عنهم متفقين ومناسبين لبعض
ام اياد: الله يهنيهم ، يمكن أروح الاسبوع الجاي أبارك لأم اشرف ....
كانت الجلسة هادئة ومريحة وتحدث الجميع براحته ولم ينزعج أحد من الطفل الصغير فقد جلس قليلا ثم نام.
عندما يكون الضيف خفيف الظل يكون مرحباً ومرغوباً به في أي وقت.
أجمل شيء هو أن يتحلى الضيف بالذوق والخلق والأدب فهكذا امرنا ديننا وعلمنا .
من هنا أحب أن أذكر بعض الآداب التي يجب أن يراعيها الضيف عند الزيارة:
• من الجميل أن يستأذن الضيف الشخص الذي يود زيارته حتى يهيء نفسه لاستقباله فمعظم الناس الآن لديها هواتف فمن السهل اعلامهم بذلك واذا لم يتوفر الهاتف وكان منزلهم قريب فيفضل ان يرسلوا ولدا صغيرا اليهم ليخبرهم بالزيارة.قال تعالى (يائيها الذين الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا) النور 27
• إذا كان الضيف يصطحب أطفالا فيفضل ان يوجههم قبل الزيارة بأن يجلسوا هادئين وأن يلزموا الأدب واذا كانوا من النوع المشاغب جدا فيفضل تركهم في المنزل اذا كان لهم أخ كبير او تركهم عند أهل الأب او الأم خاصة اذا كانت الزيارة لأجل شخص مريض أو لإمرأة نفساء.
• على الأم أن تطعم أولادها قبل أن تزور أحد حتى لا يحرجها بطلب الطعام عند الناس الغرباء .
• على الأم أن تكون حريصة جدا وتنتبه على تحركات أولادها وأن لا تكون لا مبالية فهي في بيت ليس بيتهاوعليها احترامه والمحافظة على ممتلكاته .
• أخيرا وليس آخرا عدم الاطالة عند الناس خاصة اذا كان الوقت متأخر فعلينا أن نزورهم دون أن نقضي وقتا طويلا حتى لا يمل أهل البيت و ينزعجوا فربما لديهم مشاغل أخرى.
• في الختام أحب أن أقول اتركوا لكم بصمة جميلة قبل أن تغادروا في أي مكان تذهبون إليه وتحلوا بالذوق والأدب فهذه هي أخلاق الإسلام وآدابه .
إلى هنا أكون قد انتهيت من حلقة اليوم أتمنى أن تكونوا قد استفدتم منها واستمتعتم بها .
أستودعكم الله آملا اللقاء بكم في الحلقة المقبلة مع قصة جديدة وأبطال جدد من سلسلة حوار طرشان
ترقبوني
الروابط المفضلة