مقتل 57 شخصاً و إصابة أكثر من 100 في
الإنفجارات التي استهدفت 3 فنادق في العاصمة الأردنية
------------------------------------------------
صباح يوم الأربعاء .. الموافق 05/11/09 م .. كل شيء كان يوحي بيوم عصيب و دموي .. فقد استيقظت على
أصوات غريبة في عمارتنا .. اكتشفت فيما بعد أنها مشاجرة بسبب "لخبطة" في أنابيب الغاز
غسلتُ وجهي .. و بللتُ شعري .. و حلقتُ ذقني "جرحت وجهي مرتين أثناء هذه الحلاقة" .. إنه يوم دموي
قمتُ بغلي القليل من الماء لأحضَر كوباً من النسكافيه و أتناول معه قطعتين من "كعك العيد" .. بعد ذلك
قمتُ بتجهيز دفتر محاضراتي .. و ذهبتُ للجامعه .. ليأتي لنا دكتور الفيزياء و يقول لنا
"الأربعاء القادم هم موعد الامتحان"
يا له من يوم عصيب .. الحمد لله لم تكن في جدول محاضراتي إلا هذه المحاضرة في هذا اليوم
رجعتُ للبيت كي أنشَط ذاكرتي بقوانين الرياضيات ..حتى أكون جاهزاً لامتحان اليوم .. سيكون الامتحان
في الساعه السادسه بتوقيت مكة المكرمة .. "ألم أقل لكم أنه يوم دموي!!" جلستُ أذاكر ما يقارب الأربع
ساعات .. ثم ذهبتُ مرة أخرى للجامعه قبل موعد الامتحان بساعتين .. قابلتُ أصدقائي .. و بحثنا عن قاعة
الامتحان .. ثم حانت ساعة الصفر .. جاءت أوراق الامتحان .. كل ما أذكره هو أن أصدقائي جلسوا جميعهم
بقربي ظناً منهم بأنهم قد يستطيعوا أن يستلقطوا بعض المعلومات من ورقتي
باختصار شديد .. لم أمتحن امتحان رياضيات كهذا من قبل .. وضعتُ جميع القوانين التي كنتُ ما أزال أذكرها
في ورقة الامتحان .. و خرجت "أعرج الخطوة أمشي هبلاً" .. وصلتُ للبيت .. ثم اتصل بي أبي ليطمئن على
امتحاني .. بعد ذلك ذهبتُ للمطعم لأملأ بطني بما لذ و طاب
"لم آكل شيئاً منذ الصباح إلا كعك العيد"
و أنا بالمطعم اتصل بي أبي مرة أخرى ليعلمني بالخبر اليقين .. 3 انفجارات في 3 فنادق في عمان
لا أعلم ما الذي أصابني حينها .. و لكن كان عندي شك أن سبب هذه الانفجارات هو بلا شك
امتحان الرياضيات "الفلكي" ... ألم أقل لكم أنه يوم دموي في كل شيء
لا أعلم ما الدافع القانوني لمثل هذه العمليات في بلد تعتبر السياحة فيه هي عصب الاقتصاد الكلي
ذهب ضحية هذه التفجيرات أشخاص أبرياء الأغلبية منهم أردنيون .. و كذلك سعوديون و عراقيون و صينيون
و إندونيسيون و سوريون و فلسطينيون " هما ناقصين الفلسطينيون ؟" .. دون أن أنسى المخرج السوري
الكبير مصطفى العقاد الذي أصيب و قتلت ابنته
لقد كانوا يعيشون "زي ما بنحكي .. لا إلهم و لا عليهم" .. أنا باعتباري طالب في الجامعه الأردنية
أرفض هذه العمليات الإرهابية و التخريبية
"لقد قلت لكم .. إنه يوم دموي .. سجلوه 05/11/09م"
و تطبيقاً للمثل "مصائب قوم عند قوم فوائد" .. فقد أعلن رئيس الوزراء الأردني أن يوم الخميس 05/11/10م
هو عطلة رسمية للدوائر الحكومية .. و أنا أعتبر أن هذا هو "أحلى شي بالموضوع كله" .. فقد أعلن مسبقاً
أن يوم الأحد القادم هو عطلة رسمية بمناسبة ذكرى وفاة الحسين .. فقد أصبحت العطلة 4 أيام رسمية
هي "خميس .. جمعه .. سبت .. أحد" .. و هذا الشيء قليلاً ما يحدث في المملكة الهاشيمة
--------------------------------------------
لا أريد أن أطيل عليكم .. فأنا أعلم أني لم أكتب شيئاً مفيداً هذه المرة كالعادة
و لكن أردتُ أن أصف يومي الدموي .. 11/09 و ليس 09/11
أترككم لطبيخكم و عيالكم و مصالحكم
و حفظ الله الأمة الإسلامية من هذه الفئة الضالة .. و الحمد لله أني نجوتُ هذه المرة
و ستبقى قوية .. العاصمة الهاشمية .. عمان الأبية
"عمان .. واحة الأمن و الأمان"
-----------------------------
Mido MashakeL
05/11/10
الروابط المفضلة