باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ماأحل الله أو تحليل ماحرمه
فقد اتخذهم أربابا من دون الله
*وجوب طاعة الله طاعة استقلالية والإفراد بها واجب
وطاعة الرسول تبعا لطاعة اللة لأن الله هو الذي أمرنا بطاعته لكن طاعته ليست طاعة استقلالية
*إن شهادة أن لاإله إلا الله تقتضي وتستلزم أن يكون العبد مطيعا لله فيما أحل وماحرم
محلا للحلال ومحرما للحرام لايتحاكم إلا إليه ولايحكم في الدين إلا شرع الله
* طاعة العلماء والأمراء من جهة الطاعة التبعية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
أما الطاعة الإستقلالية فتكون لله حتى طاعة النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي تبعا لطاعة الله هو الذي أمرنا بطاعته
لقوله : (( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
وقوله:
(( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ))
* فالطاعة الإستقلالية نوع من أنواع العبادة ووجوب إفراد الله بها وغير الله يُطاع لأن الله أذن بطاعته ويُطاع فيما أذن الله به في طاعته
\فالمخلوق لايُطاع في معصية الخالق
كاوالد والأمير والعالم وغيرهم
* قال تعالى: (( يآأيها الذين ءآمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ))
العلماء والأمراء هم أولي الأمر
قال العلماء:
أولو الأمر يشمل من له الأمر في حياة الناس في دينهم وهم العلماء وفي دنياهم
وهم الأمراء
* طاعة أولي الأمر ليست استقلالا وإنما يُطاعون في طاعة الله ورسوله والأمور الإجتهادية التي ليس فيها نص من الكتاب والسنة يُطاعون في ذلك لأن الله أذن به ولما في ذلك من المصالح الشرعية
* قال تعالى: (( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ))
أرباباً: لفظان يفترقان إذا اجتمعا ويجتمعان إذا افترقا
الأحبار: العلماء
لأن الرب : هو السيد الملك المتصرف في الأمر
والإله : المعبود
الربوبية هنا بمعنى الألوهية
لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي
عن عدي بن حاتم :
( أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية :
(( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ومآأمروا
إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لآإله إلا هو سبحانه عما يشركون ))
* احترام العلماء وأهل المذاهب واجب
لكن أجمع أهل العلم على أن من استبانت له سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يكن له أن يتركها لقول أحد كائنا من كان
* قال أحمد بن حنبل :عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ويذهبون إلى رأي سفيان
يدل على أن سفيان لم يكن له مستند على ماذهب إليه وهو عالم من العلماء المعروفين ولكن قد تخفاه السنة فيكون قد حكم برأيه أو بتعقيد عنده
لكن السنة جاءت بخلاف ذلك فلايسوغ أن يجعل رأي سفيان في مقابل السنة ( الحديث النبوي )
* ( قال تعالى:
(( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ))
أتدري ماالفتنة؟ الفتنة الشرك
لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ )
قال الله عن اليهود :
( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )
زاغوا بسبب اتباع إرادتهم ورأيهم وهواهم واختيارهم مع بيان الحجج وظهور الدلائل
لكن لما زاغوا أزاغ الله قلوبهم عقوبة منه لهم على ذلك
وقد يصل إلى الشرك الأكبر إذا حلل ماحرم الله وهو يعلم أنه حرام وحرم ماأحل الله وهو يعلم أنه
حلال
*
عن عدي بن حاتم :
( أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية :
(( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم ومآأمروا
إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لآإله إلا هو سبحانه عما يشركون ))
هذا الحديث فيه بيان أن طاعة الأحبار والرهبان قد تصل إلى الشرك الأكبر واتخذ أولئك أرباباً
معبودين
* طاعة العلماء والرهبان على درجتين:
1) أن يطيع العلماء والرهبان في تبديل أصل الدين
وهو يعلم أن الحلال حلال والحرام حرام لكن بدل دينه تعظيما لهم
فهذا اتخذهم أربابا من دون الله وهو كفر أكبر وشرك أكبر بالله
2) أن يطيع الحبر أو الأمير في تحريم الحلال وتحليل الحرام
من جهة العمل وهو يعلم أنه عاص بذلك اتبعهم عملاً ولكن قلبه لم يجعل الحلال حراماً متعيناً أو سائغا فهذا له حكم أمثاله من أهل الذنوب والمعاصي ...
الروابط المفضلة