:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ
عَلَى طَاوِلَة كَبِيْرَة
اجْتَمَعَت عِدَّة نِسَاء
وُجُوْهَهُن مَسْوَدَّة
وَأَعْيُنُهُن حَقوَدَّة
وَأَظافْرِهُن طَوِيْلَة حِدَة
وَقَد وَضَعْن عَلَى الْطَّاوِلَة تِلْك
جُثَّة امْرَأَة
مَيْتَة
وَبَدَأْن يَنْتُشن مِن جِلْدِهَا
وَيَأكلنَه بِشَرَاسَة
وَوَصَلْن إِلَى لَحْمِهَا
فَقَطَّعْن أَعْضَاءَهَا
وَنَتُفَنْهَا أَشْلَاء
وَهْن يَأْكُلْن مِنْهَا وَيَشْرَبْن مِن دَمِهَا
حَتَّى شُبِّعْن مِنْهَا
وَلَم يَبْق سِوَى عِظَامِهَا
فَإِذَا بِجُثَّة جَدِيْدَة تُحْضِرُهَا إِحْدَاهُن
لِيُكَمِلِن افْتِرَاس وَالْتِهَام
وَعَدَن إِلَى الْتَّقْطِيع وَالْنَّهْش
أَرَأَيْت كَم الْأَمْر فَظِيْع وَمُخِيف ؟
هَذِه هِي
الْغِيْبَة
تَتَجَمَّع الْنِّسْوَة " غَالِبا " لِشُرْب الْقَهْوَة وَالْحَدِيْث
وَلَا يَحْذَرْن مِن أَكَل لُحُوْم الْنَّاس أَمْوَاتا
فَتُشَرِّع وَاحِدَة بِالْكَلَام عَن مَوْقِف حَدَث مَعَهَا
وَتَنْتَهِي بِفَمِهَا الَّذِي تُلَوِّث بِدَم الْنَّاس وَلُحُوْمُهُم
فَلَم تُبْق أَحَدا مِمَّن عَرَفْت وَإِلَّا وَقَد تَكَلَّمْت عَنْه بِمَا لَا يَسُرُّه
لِمَاذَا !
هَل تُحِب الْنِّسَاء لُحُوْم الْبَشَر ؟
هَل تُشْعِرن بِالْمُتْعَة أَثْنَاء اغْتِيَاب الْنَّاس بِالْشَّر ؟
...
تَتَحَدَّث مَرَّة وَمَرَّتَيْن
لِتُصْبِح فِي نِهَايَة عُمْرُهَا مِن هُوَاة التَّكَلُّم بِالْغِيْبَة
وَلَا تُمَلِّك الْقُدْرَة عَلَى التَّرَاجُع عَن هَذِه الْصِّفَة الْبَغِيضَة
وَرُبَّمَا فَعَلَت ذَلِك فِي كُل مَرَّة تُقَابَل بِهَا إِنْسَانَا
يَا وَيْلَهَا ..!
وَأَقُوْل :
إِن كُنْت لَا تَدْرِي فَتِلْك مُصِيَبَة
وَإِن كُنْت تَدْرِي فَالْمُصِيْبَة أَعْظَم !
فَعِنْدَمَا يَحْذَرُهَا أَحَد مِن الْعَوَام :
" هَدَاك الْلَّه يَا أُخْتِي , لَم تَتَكَلَّمِي عَنْهَا بِالْشَّر
دَعِيْنَا مِن الْبُغْض وَالْعَدَاوَة وَلْيَكُن قَلْبِك أَبْيَض كَالْثَّلْج .. "
تَقُوْل بِكُل جُرْأَة :
" أَنَا قُلْت مَا هُو فِيْهَا وَلَم أَزِد ! "
أَو أَنَّهَا وَصَفَت شُعُوْرِهَا اتِّجَاهِهَا
وَبَل وَهُنَاك حِيْل أُخْرَى كَثِرُى
...
وَلَو نُصْحِهَا أَحَد الْعَالَمِيْن بِخُطُوْرَة الْغِيْبَة :
" قَال تَعَالَى : " أَيُحِب أَحَدُكُم أَن يَأْكُل لَحْم أَخِيْه مَيْتا فَكَرِهْتُمُوْه "
وَقَال صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم :
أَتَدْرُوْن مَا الْغِيْبَة؟ قَالُوْا : الْلَّه وَرَسُوْلُه أَعْلَم ، قَال : ذِكْرَك أَخَاك بِمَا يَكْرَه
عَن أَبِى هُرَيْرَة قَال قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه وَسَلَّم : أَتَدْرُوْن مَا الْغِيْبَة؟ قَالُوْا : الْلَّه وَرَسُوْلُه أَعْلَم ، قَال : ذِكْرَك أَخَاك بِمَا يَكْرَه ، قِيَل : أَفَرَأَيْت إِن كَان فِى أَخِى مَا أَقُوْل ؟ قَال : إِن كَان فِيْه مَا تَقُوْل فَقَد اغْتَبْتَه ، وَإِن لَم يَكُن فِيْه مَا تَقُوْل فَقَد بَهَتَّه " . رَوَاه مُسْلِم
وَقَال عَلَيْه الْصَّلَاة وَالْسَّلَام :
"إِن دِمَاءَكُم وَأَمْوَالَكُم وَأَعْرَاضَكُم عَلَيْكُم حَرَام كَحُرْمَة يَوْمِكُم هَذَا فِي بَلَدِكُم هَذَا فِي شَهْرِكُم هَذَا وَسَتَلْقَوْن رَبَّكُم فَيَسْأَلُكُم عَن أَعْمَالِكُم". مُتَّفَق عَلَيْه
وَذَكَر ان نَفَعْت الْذِّكْرَى
لَقَد أَصْبَح اغْتِيَاب الْنَّاس وَالتَّكَلُّم فِي أُعَارِضُهُم عَادِة مِن عَوَائِدُهَا الْكَرِيهَة
لَم تَعُد تَسْتَطِع تَرَكَهَا
حَتَّى وَنَحْن قَرْيِبُوُن مِن شَهْر الِخَيْر وَالْرَّحْمَة وَالْغُفْرَان
سَامِحِي وَصَالِحِي وَاتْرُكِي الْبُغْض وَالْكَرَاهِيَّة
انَّه شَهْر رُبَّمَا لَا يُعَاد عَلَيْك الْسَّنَة الْقَادِمَة فَاغْتَنَمَيْه
لَيْس اغْتِنَامِه بِالصَّلَاة الصِّيَام وَالْزَّكَاة وَحَسْب
بَل وَاللَّه
ان تُخْطِئِي فِي حَق رَبِّك فَانَّه غَفُوْر رَحِيْم
يْسَامْحِك وَيَعْفُو عَنْك حِيِن تَسْتَغْفَرِيْه
وَلَكِن نَهَك أَعْرَاض الْنَّاس لَن تُغْفَر لَك
أَلَا بَعْد أَن يُسْامِحَك الشَّخْص الَّذِي تَكَلَّمَت فِيْه
سَارِعْي الْآَن .. فَلَا أَحَد يَدْرِي مَتَى تَعْرِضِيْن عَلَى رَبِّك
قَوْمِي قَبْل هَذَا الْشَّهْر الْفَضِيل
سَامِحِي إِخْوَانَك وَأَخَوَاتِك وَصَالِحِيْهِم
لَقَد قَال رَسُوْلُنَا عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام :
( مَن كَانَت لَه مَظْلَمَة لِأَخِيْه مِن عِرْضِه أَو شَيْء فَلْيَتَحَلَّلْه مِنْه الْيَوْم قَبْل أَن لَا يَكُوْن
دِيْنَار وَلَا دِرْهَم ، إِن كَان لَه عَمَل صَالِح أُخِذ مِنْه بِقَدْر مَظْلَمَتِه ، وَإِن لَم تَكُن
لَه حَسَنَات أُخِذ مِن سَيِّئَات صَاحِبِه فَحُمِل عَلَيْه ) رَوَاه الْبُخَارِي
فَهَيَّا يَا مُؤْمِنَة بِالْلَّه وَوَعَدَه وَوَعِيْدِه
اسْتَغْفِرِي لِمَن اغْتَبْتَه وَادْعِي لَهَا بِالْخَيْر
فَفِي ذَلِك كَفَّارَة لَك عَن مُغُيبَتك ايّاها
حَاسِبِي نَفْسَك قَبَل أَن تُحَاسَب
وَاخْشَي يَوْم الْمِيْعَاد ... وَاتَّقِي رَب الْعِبَاد
وَلَعَل كَلِمَاتِي أَن تُذَرُف فِي قَلْبِك دُمُوْع الْتَّوْبَة
وَأَن تَكُوْن سَبَبَا لِعَوْدَتِك عَن ... الْغِيْبَة .
فِي أَمَان الْلَّه وَرِعَايَتِه ..~
بِقَلَم المُحِبّة زُمُرُّد ..~
الروابط المفضلة