أقبل الليل بسكونه الدافئ 00 وبدا ذاك القمر مضيئاً في كبد السماء 00 يتوسط النجوم المتلألأه 00 فتزيده روعة وجمالا وسحرا 00 وقفت وقوفاً طويلاً !00 وتأملتهُ كثيراً 00 بعدها خرجت من بين أضلعي تنهيده عميقة 00 تود لو أنها تزيح جبالاً من الهموم أعتلجت صدري 00 فأثقلت وأعيت كاهلي 00 وحبست أنفاسي 00 ثم تلا ذلك دمعة ساخنة سالت على وجنتي 00 خرجت من عيناي حائرة 00 لا تدري أترجع إلى النار التي تأججت بين جوانحي 00 أم تترك صاحبتها وحيدة كما فعل غيرها ؟؟؟ وخلال هذه اللحظات الأليمة أخذت أتلفت يمنةً ويسرة 00 أبعث عن أنيس 00 أبعث عمن يطفئ اللهيب المتأد بين الجنبات 00 عن تلك اليد التي تمسح دمعي عندما يسيل مدرارا 00 أبحث عن ذاك الرفيق الأنيس 00 والأليف الحنون 00 والسكن الذي أطمئن إليه 00 وقد وجدت ذلك كله 00 لكن ؟!!000
كانت الوحدة رفيقتي 00 والحزن وليفي 00 وذكريات الماضي السكن الذي أعود إليه 000
حينها شعرت بالوحشة والوحدة 00 وتهت في ظلمات الحزن والأسى 00 فهرعت إلى قلمي 00 ووددت أن لو يكتب بمفرده 00 حتى يتسنى لي البكاء ! 000 لكن حتى عيناي بخلت علي بقطرات من دمع 00 علّها تكون لي كالسلوان 00 فلم أتمالك نفسي إلا وبذاك الصوت يتعالى في أعماقي 00 أنادي فيه من حولي 00 لكن لم يلتفت أحد إلي 00 وكيف لهم ذلك ؟! ولم يكن يسمع الصوت غيري !00 لأنه كان يتردد بين جنبات قلبي العليل 00 ثم يعادوني صداه من جديد 00 !!!
حينها فقط أحسست بالوحدة 00 والافتقاد إلى من يبدد الوحشة 00 فغدوت كورقة من أشجار الخريف 00 قد شحب لونها 00 وضعفت قواها 00 وانطفأ بريقها 000 فيا ترى ما كل ذلك الشعور الغريب 00 أهو شعور بنهاية شئ ما ؟؟ أم شعور بالغربة بعد ابتعاد الأحبة ؟؟ أم ما هو ذلك ..! الذي يعتري القلب الصغير 00 ويعتصره من الألم 00 ثم ينطفئ كالقنديل 00 ويتيه في دوامة النسيان 00 ثم تتلاشى تلك الابتسامة المضيئة لتشارك ألم ذلك القلب 00 لتحل محلها ابتسامة مبتورة 00 ترتعش على شفتاي 00 يسبقها سؤال يزلزل سكوني 00 أين الابتسامة والسعادة ؟؟! فهل حقاً تلك المفردات موجودة ؟؟ أم أنها كالسراب !! 00 ثم تتابع النظرات من عيناي البائستين 00 أتلفت فيمن حولي 00 علّي أجد ذلك الأنيس 00 لكني فجأة أتراجع كالملسوعة ! 00 بعقارب الحنين 00 حين أتذكر أن الزمان لن يعود ؟؟!
فأسرع إلى غرفتي 00 بخطى متثاقلة متهالكة 00 لأدفن نفسي بين جدرانها 00 وبين أوراقي 00 ثم أحتضن قلمي 00 الذي لم يدعني يوماً أسيرة للوحدة 00
لكن 00 أحقاً كنت وحيدة 00 ثم عدت من جديد ؟!
سؤال كثيراً ما يتردد بين ردهات قلبي 00 فيصيبني بالحيرة حينما لا أجد لهُ جواب !! وبينما ذلك القلب تائهة في دوامة الحيرة00 وتلك الآلام والأحزان قد التمعت في سمائي 00 وأمطرت الهموم على ساحة فؤادي 00 إذا بتلك الكلمات العطرة 00 تلامس الأذان لتشنف مسامعي 00 وترد إلي ذاتي 00 وتتغلغل إلى الصميم 00 حينما وجدت أن الإله معي 00 ناظر إلي 00 مطلعاً علي 00 قريب جد قريب 00 بعدما تأملت ((وهو معكم أينما كنتم )) 00 حينها تبددت وحشة القلب 00 حين أحسست بظلال القربى 00 حين وجدت الأنيس في ليالي الوحدة 00 والجليس في أيام الألم 00 والعمل في لحظات الكسل 00 آيات في كتاب العلي القدير 00 ظللتني من مطر الهموم 00 وأصبحت سلوى لقلبي 00 وترانيم يرددها لساني 00 بعثها لنعلم بأنه ملجأنا حيث كنا 00 فهو السلوى والأمل 00 وهو الأنيس في وقت الخلوة 00 والحياة للقلب العليل 00 فما أروعها من لحظات إيمانية 00 عشتها بقلبي ووجداني 00 بعدما كنت أشعر بالوحدة والألم 00 والقسوة واليأس 00عندما كنت أشعر بالحاجة إلى الشكوى 00 ولم أجد من أشكو إليه 00 لكني تذكرت بأن لي رباً رحيماً كريماً 00 يعطي إذا سُأل (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب )) د 00 فما أجله من سؤال 00 وما أعظمها من قربى 00 بعدها أحسست بصفاء نفسي 00 وراحة قلبي 00 ومشاعر سمت حتى بلغت السماوات 000 فلم أعد يوماً وحيدة 00 ولم أكن يوماً وحيدة 00 إلا حينما غفلت عن تلك المعاني الجليلة 000
إلا عندما تملكني الحزن 00 وبلغ الألم من ذاك القلب كل مبلغ 00 إلا عندما كنت كالصحراء المجدبة التي لم تعرف ربيع قلبها 00 ذاك الربيع الندي 00 ذكر الله 00 والأنُس بخلوته 00 فتبدد ألمي 00 وأشرقت الابتسامة على محياي 00 لأصارع متاعب الحياة 00 وأنتقل من صحراء الوحدة القاتلة 00 إلى ربيع الأنس بالقربى 00 لأتغلب على همومي وأحزاني 00 فلله الحمد والمنّه00 (( فما كنتُ يوماً وحيدة )) 00
الروابط المفضلة