و كما ذكرت الحبيبة أم هارون و مهدت فالاعداد الاجتماعي للفتاة يبدأ منذ نعومة أظفارها
حيث يصب كاتجاه من اتجاهات متعددة في تكوين شخصيتها
التي على أساسها تكبر معها و تتطور لتواجه بها المجتمع و من ثم الزوج
فالفتاة مهما تم نصحها و إرشادها قبل الزواج
فهي لن تعكس بعده سوى شخصيتها الحقيقية التي تكونت عبر عشرين عاما أو أكثر و سيبقى تأثير طباعها و صفاتها طاغيا على تعاملها مع زوجها و من حولها
لذا وجب علينا كأسر و مجتمعات التركيز على هذه الصفات و الطباع و تكوينها
لتكون أقرب ما يمكن إلى المثالية و الكمال و إن كان مستحيلا ......
و لا يخفى تأثير الاهل و الوالدين خصوصا في هذه النقطة
فالفتاة تنشأ و تترعرع في أسرة تكتسب منها الكثير و تتأثر بالجو السائد فيها
و بتصرفات والديها خارج المنزل مع الآخرين و داخله فيما بينهما كزوجين أو مع أبنائهما
كمسلمة اولا شرقية ثانيا يجب أن تعكس الفتاة صورة مشرقة مشرفة عن دينها و بيئتها
و لتتمكن بالطبع من قيادة أسرة المستقبل
و تحقيق زواج ناجح متميز
يتم ذلك باكتسابها عدة مهارات اجتماعية تتدرج مع مرور السنين و تقدم العمر
*** فيجب إشراكها في المناسبات و الزيارات الاجتماعية
و تعويدها على صلة الرحم و الأقارب
و الأسلوب الصحيح للحديث و اللباقة في التعامل و التواصل
و كيفية التصرف في المواقف المختلفة
*** تعويدها على تحمل المسؤولية و إشراكها في القرارات العائلية و أخذ وجهة نظرها في الاعتبار
تحفيزها على الاعتماد على نفسها و القيام بما يخصها بمفردها طالما كانت تستطيع ذلك
و يجب الإكثار من الجلسات العائلية التي يسودها النقاشات البناءة و المواضيع الثقافية و الحوارية
التي تنمي عند الفتاة هذه المهارات و تجعلها اكثر ثقة في نفسها و أكثر قدرة على التواصل مع الآخرين
*** يجب إشراكها ايضا في استضافة الضيوف و التعامل معها كشخصية مستقلة ناضجة
بحسب عمرها و إمكانياتها و لا يجب ان تكون فردا زائدا في الأسرة
لا تقوم سوى بالأكل و الشرب و النوم
تتعلم كيفية الترحيب بالآخرين و حسن الحديث و المجاملة بعيدا عن النقاش
و كيف يمكنها فتح مواضيع مختلفة و عامة للحوار إن وجدت في وسط اجتماعي
و كيف تشارك في النقاشات التي تعرض أمامها بأدب و تعبر عن وجهة نظرها الخاصة على أن لا تعارض الدين
و في نفس الوقت لا يجعلها ذلك تجرح من أمامها او تقلل من أهمية رأيه
***كما يجب ان تتعلم مهارة الإنصات للآخرين و عدم مقاطعة من يتحدث حتى ينهي كلامه
بالمقابل أيضا مهم أن تكون فاعلة و اجتماعية و لا تتصف بالسلبية أو التبعية لآراء الآخرين او الانطوائية
و إلا فإن كل ذلك سيؤثر على حياتها الزوجية مستقبلا
فتفاعلها مع الآخرين بالإضافة إلى انه يسعدهم فهو يضيف إلى ثقافتها الاجتماعية
و حصولها على خبرات و مهارات أكثر
و هو ما يمهد لها التعامل مع زوجها بنفس الطريقة
فتعرف كيف تشاركه في المواضيع المختلفة و مساعدته في اتخاذ قرارات صحيحة فيما يمران به
كما يجعل الزوج يسعد بجلستها و لا يملها كما يأخذ اراءها بعين الاعتبارو يحرص على معرفة رأيها في كل أمر
و يجعل عند الفتاة أيضا القدرة على فتح المواضيع المختلفة و الجميلة مع الزوج
و تشجيعه على مشاركتها الحديث
ما يقوي الأواصر بين الزوجين و يزيد المحبة و يقارب المسافات بينهما
خاصة مع كثرة الشكاوي هذه الأيام من قبل الفتيات
حول الخرس الزوجي المنتشر بكثرة خاصة من طرف الزوج
او عدم القدرة على فتح مواضيع مع الزوج و عدم معرفة
نوعية المواضيع التي يمكن أن يشترك بها الزوجان
أو شعور الزوج بالفرق الاجتماعي بينه و بين زوجته و عدم مواكبتها له بهذا الخصوص
و شكواه من عدم وجود شخصية او ماهية اجتماعية مميزة لها
و الفرق الكبير بينهما من الناحية التفكيرية
*** يجب أن تعرف الفتاة أن قوتها في أنوثتها و رقتها
فلا يعلو صوتها عموما و مع الزوج خاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
صدق الله العظيم
و أن تتعلم كيفية حل كل الأمور و المشاكل بهدوء و روية و بالنقاش المنطقي
و أن لا تحاول إخضاع زوجها لرغبتها مرغما أو الدخول معه في تحد
حول من يستطيع أن ينفذ قراره
فهذا مخالف شرعا حيث لزوجها عليها القوامة
كما أنه يصور الحياة الزوجية بساحة حرب الهدف فيها السيادة
و هذا الأمر ليس صحيحا بالطبع و ليس في صالح أي من الزوج أو الزوجة
*** تحاول أن تتعلم الصبر... كيف تمتص غضب زوجها مستقبلا و تكسب ثقته
بحيث لا يخفي عنها أي أمر ويكون واثقا من تفهمها له و التماس الأعذار إن احتاج
*** تتعلم كيف تنصت له باهتمام و عناية مركزة مع استخدام الإيماءات و التعابير
التي تشعره بذلك فتشجعه على قول المزيد و تشعره بالراحة عند حديثه معها
كما يشعر باستيعابها له و لمشاكله و ظروفه و طبيعة عمله و علاقاته مع الآخرين
*** و هنا يفتح مجال حديثنا لنتطرق إلى الغيرة
و يجب أن تعلم أن الغيرة لا يبالغ فيها لتصل إلى حد الشك و تخنق بها زوجها
و تعلم أنها بعد زواجها يجب أن تتخلى عن أنانيتها
فهي ستشارك شخصا أخر حياته و لن تلغي شخصيته
و يجب أن تتمتع بالمهارة التي تعرفها متى تقترب و متى تبتعد
و كيف تظهر غيرتها في الوقت المناسب
*** كل فتاة يجب أن تتعلم كيف تشارك الآخرين و بالتالي زوجها همومه و مشاكله و نفسيته
و تهتم بمشاعره و حالته النفسية.....فلا يكون هو حزين مشغول البال
و هي تحادث صديقتها فرحة منشغلة عنه بأمور اقل أهمية تتسلى دون اي اهتمام
*** الزوجة الصالحة تبدي اهتمامها بكل ما يخص زوجها و يهمه
تقدم له ما يسعده و تبتعد عما يضايقه و تتجنب ما يمكن أن يثير حفيظته
لا تحاول استفزازه و تراعي حرمته خاصة في تعاملها مع الرجال الأجانب عنها و لا تحرجه بتصرفاتها
و هذا كله يتم اكتسابه من التربية قبل الزواج
باهتمام من الوالدين و تنمية الدوافع الدينية داخل الفتاة
و تعلميها التعامل الصحيح مع الآشخاص المختلفين
بحيث تتزوج فتكون متزنة - ذكية - لماحة -
خفيفة الظل في أوقات و جادة في أخرى - لبقة التعامل بعيدا عن الميوعة
*** زوجة المستقبل يجب أن تعلم أن عليها احترام ما يخص زوجها و توقيره
و هنا يمتد الحديث ليصل أهل الزوج
و هي نقطة مهمة جدا و السبب في كثير من المشاكل الزوجية
*** حين تتزوج الفتاة فعليها أن تعرف و تعي جيدا
أنها لا تتزوج الفارس الراكب على حصان أبيض
جاء ليخطفها و يهربا معا إلى جزيرة معزولة
لا آبدا بل أن زواجهما يكون وسيلة و سببافي الربط بين عائلتين كبيرتين
مما يوجب عليها بطبيعة الحال واجبات تجاه هاتين العائلتين
عائلتها و عائلة زوجها
و بطبيعة الفتاة فإنها تبقى مرتبطة بوالديها و إخوتها حتى بعد زواجها
تحنو عليهم و تبرهم و لا تقصر تجاههم
لذا يبقى التوجيه الآهم هو كيفية تعاملها مع أهل الزوج
الذين دخلوا حياتها بمعية زوجها و الذين قد يكونون مختلفين كثيرا في عاداتهم و تقاليدهم
لكنها و على أي حال يجب آن تتقي الله فيهم
تعاملهم بود و احترام و محبة بغض النظر عن صفاتهم و تصرفاتهم
بل تحتسب أي عمل تقوم به من أجلهم لوجه الله تعالى
و من ثم رضى لزوجها الذي هو جنتها و نارها
و تبدأ علاقة الفتاة بأهل زوجها منذ الخطبة تقريبا و تستمر فيما بعد الزواج
فيصبح من واجبها أن تصلهم و تسأل عنهم و تتودد إليهم
و تتغاضى عن تصرفاتهم إن لم تعجبها تستضيفهم و ترحب بهم في بيتها الذي هو منزل ابنهم
و تكرمهم بطيب نفس...و لا تنسى أنهم السبب في وجود ابنهم و زواجه منها
عليها أيضا أن تهاديهم في الأوقات المناسبة و تشاركهم مناسباتهم المهمة
و أن لاتكتفي بذلك فقط
بل يجب أن تحث زوجها على صلة أهله و برهم تذكره إن نسي ببر والديه و إخوته
تشجعه على تقديم المعونة لهم إن كانوا بحاجة لها و كان يستطيع ذلك
تتقرب إلى حماتها و تحاول القضاء على الشعور السلبي المتكون عند أغلب الحموات من أن الزوجة ( الكنة ) جاءت لتخطف منهم ابنهم و تبعده عنهم
تزورهم و تتبسم لهم و تبتعد عن اي تعابير سلبية أو تأففات يمكن أن تؤذيهم
تتقرب من أخوات الزوج و تجعل علاقاتها معهم و مع سلفاتها إن وجدوا في أحسن حال
تترفع عن الحوارات و المشاكل السفيهة و عن سفاسف الأمور
و لا تدخل في أخذ و رد و جدال عقيم
تتجنب بشكل مهذب الاختلاط الزائد بإخوة زوجها الرجال في غير ضرورة
و لا تخضع في القول معهم و لا تستهين بالخلوة
قال الرسول عليه الصلاة و السلام :
( الحمو الموت)
صدق رسولنا عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم
هذا غالبا في حال كان السكن مشترك مع أهل الزوج
على الفتاة أن تتجنب تماما المقارنة بين أهل زوجها و بينها أمامه
و حذار من أن تضع زوجها يوما في اختيار ما بينها و بين أهله و أن تضغط عليه بهذا الخصوص
فلا هي سعدت إن فضلها عليهم و عق بهم
و لا هي ارتاحت إن تجاوزها و فضلهم عنها
و يجب عليها التحكم في انفعالاتها و مراعاة موقف زوجها بهذا الخصوص
و لتتذكري أختي الغالية
اجعلي معاملتك مع الله تعالى و لن تندمي بإذن الله
الروابط المفضلة