الأطفال يسألون
سلسة من الأسئلة
عزيزي الأب عزيزتي الأم:
أنت تعاني في صلتك الممتعة و الحساسة بشريكك الصغير جملة من الصعوبات وعلى رأسها تلك التي تفرزها أسئلته المتعلقة بالدين.
من أجل تلك العيون البريئة التي تسأل دائماً عن كل ما يجول في أفكارهم من خيالات أقدم هذه الأسئلة ومعها الأجوبة لأطفال عجزنا أحياناً أن نرد عليهم وأحياناً صمتنا لأننا ربما نحن أحياناً لا نعرف الإجابة.
السؤال الأول
أين الله ؟
سأل ماهروهوابن السبع سنوات أمه يوماً : هل يرانا الله الآن يا أمي ؟
قالت الأم : نعم
قال ماهر : وهو في حيرة ودهشة وهل يرى كل الناس؟
قالت الأم : نعم يرى كل الناس
قاطعها ماهر قائلاً أقصد الآن الآن في هذه الدقيقة يرانا نحن ويرى أبي ويرى جدي ويرى رفاقي كل واحد في بيته ؟
قالت الأم : نعم يرى كل هؤلاء
قال ماهر كيف يرى كل هذا؟ أين يكون ؟
أدركت الأم أن الصغير يسأل نفسه الأسئلة التالية :كيف يكون الله في كل مكان في الوقت نفسه وهمت لتقول له أنت تعرف أن الله على كل شيء قدير ولكنها أدركت أن هذا لن يؤدي الغرض المطلوب وأن عليها اللجوء إلى المثال التالي فقالت:
انظر إلى السماء.......إنها هنا وفي المدرسة وفي الشارع وفي الحديقة وفي كل مكان ......أليس كذلك ؟
فقال ماهر نعم وفي بيت جدي واواوا
فقالت الأم حسناً فنحن أينما كنا نستطيع أن نرى السماء.
والآن فكر معي ....... لو كان للسماء عينان أفلا تستطيع أن ترانا كلنا ؟
فبدت الدهشة على ماهر ثم تبسم قائلاً للسماء عينان .....كبيرتان.....
أعجبت الأم بربط الصغير رؤية الناس جميعاً للسماء بكونها واسعة وشجعها ذلك على المضي في شرحها فهي الآن تثق أنها قد وفقت في اختيار المثال وأن الصغير في طريقه إلى التخلص من الإشكال الذي يربكه
فتابعت قائلة: والله أعظم من السماء و أكبر فهو في كل مكان ويرى كل شيء .
فتبسم ماهر قائلاً : ويسمع كل شيء و يعرف كل شيء لأنه معنا دائماً أينما كنا.
وهنا بدأت أمه تقص عليه قصة الأطفال الثلاثة الذي طلب منهم المعلم أن يأخذ كل واحد طير ويذبحه في مكان لا يراه فيه أحد فجاء الثلاثة في اليوم التالي فاستغرب المعلم من الطفل الثالث لأنه جاء ومعه الطائر وهو حي فسأله المعلم لماذا لم تذبح الطائر يا بني مثل رفاقك فأجابه الطفل بحثت في كل الأماكن كي أذبح الطائر ولكني لم أجد مكان إلا وكان الله معي فقال المعلم بوركت يا ولدي فهذا ما كنت أقصده من وراء هذه القصة .
فابتسم ماهر في وجه أمه وردد ما علمته بالأمس
الله شاهدي الله ناظري الله معي
فقالت له أمه نعم يا بني يراك في كل مكان فقاطعها ماهر لكننا لا نستطيع أن نراه بل نحس به فقالت له أمه أحسنت يا ولدي وانتهى الحديث بينهما عند هذا الحد
السؤال الثاني
لماذا لا نرى الله ؟
سأل ماجد أباه يوماً أبي لماذا لا نرى الله ؟
تفاجاء الأب من سؤال ابنه وهو في عمر خمسة سنوات
فكرر ماجد سؤاله لماذا لا نرى الله ؟
فقال له أباه لأنه لا يُرى.....
فقال ماجد :إننا الآن نستطيع أن نرى كل شيء ؟
فقال الأب : من قال إننا نستطيع أن نرى كل شيء؟
قال ماجد مستغربا لا نستطيع ؟؟؟
فقال الأب : هناك أشياء كثيرة من حولنا لا نستطيع أن نراها .
فقال ماجد : وكيف نعرف أنها حولنا إذا كنا لا نراها ؟؟
فقال له الأب : قد نسمع صوتها أو نلمسها أو نشمها أو نرى بعض آثارها.... لكننا لا نراها بأعيننا هل ترى الهواء؟
قال ماجد: لا
قال الأب : لكنه حولك في كل مكان ولا تستطيع أن تقول إنه ليس هناك هواء
فقال ماجد : نعم ها أنا ذا أتنفسه
قال الأب : انظر إلى المدفأة تنشر الحرارة هل ترى الحرارة
قال ماجد : أرى النار
قال الأب : لا أسألك عن النار ...أسألك عن الدفء الذي أعطته النار ليديك هل ترى الدفء
قال ماجد وهو يضع كفيه على خده إنه في يدي ولا أستطيع أن أراه
فقال الأب: فهناك إذن أشياء كثيرة لا نستطيع أن نراها
فقال ماجد : والله هكذا ؟
فقال ماجد : لكننا نستطيع أن نراه في الجنة مثلما قالت لي أمي
قال له الأب نعم في الجنة نستطيع أن نحصل على ما نريد فإذا أردنا أن نرى الله رأيناه يا ولدي
ابتسم ماجد و قال اللهم أدخلنا الجنة
السؤال الثالث
لماذا نقول الحمد لله رب العالمين؟
قالت آية بنت الست سنوات بعد أن وضعت كأس اللبن الفارغة على الطاولة : الحمد لله رب العالمين....
ثم التفتت إلى أمها قائلا أمي لماذا نقول الحمد لله رب العالمين؟
قالت لها الأم إذا أعطيتك لعبة أو حلوى ماذا تقولين ؟
قالت آية : أقول شكراً
فقالت أمها : والله خلق البقرة التي أعطتنا الحليب وخلق أباك الذي اشتراه فماذا عليك أن تقولي لله ؟
قالت آية أقول شكراً
قالت لها أمها حسناً الحمد لله تعني شكراً لك يا رب
قالت آية : وماذا تعني رب العالمين؟
قالت الأم : تعني رب الناس كلهم ربنا وهو الله سبحانه و تعالى
قالت آية : ولماذا هو ربنا ؟
أجابت الأم لأنه خلقنا و خلق كل شيء في هذه الدنيا وجعل فيها كل شيء منظم وجميل
قالت آية : أنا أحب الله كثيراً يا أمي و أحبك أيضاً
السؤال الرابع والله تعبت من الكتابة انتظروا المزيد
الروابط المفضلة