"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)
سورة الكهف


انها أيه تتمحور عليها الحياه فهى تصف لنا حال فئه عريضه من البشر.
وتبين لنا مسواهم وعاقبتهم بعد هذه الحياه فهى تبين نتيجه سعيهم,
وعملهم وتوضح لنا مسواهم وسبب أستحقاقهم للعذاب.

فسبحانه وتعالى, يوجه حديثه الى البشرية جمعاء ويقول لهم, (جل شأنه),
ياعبادى هل اقول لكم بشيئآ من غيبى, فلا يعلم الغيب الا هو سبحانه
هل تعلمون من هو اكثر,الناس خسارة وخزى وندم وحسرة يوم القيامه.
ونلاحظ ان كلمة الخساره جائت هنا ألأخسرين وهى صيغه توضح لنا كم
هى خسارتهم يوم القيامه.فلن يضاهيهم ولا سيساويهم احد فى هذه الخساره
وتوضح لنا مدى الحسرات والخسران الذى لحق بهم بسبب ضلالتهم.

الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

الضلال هو عكس الهدى.
والذى ضل الطريق معناه انه اتبع غير الطريق الصحيح.
فهيهات هيهات لمن ضل الطريق ان يصل الى وجهته التى يريدها ويبتغيها.
فهيهات هيهات من ضل بدايه الطريق ان يصل الى منتهاه الذى يرجوه.
فهؤلاء القوم هم الذين اتبعو طريق الضلال.وهم موقنين ومعتقدين
أن هذا هو الطريق الوحيد الذى يوصل الى الله عز وجل.
ومادونهم من البشريه كلهم على خطأ.فهم ضلوا فى هذه الدنيا. وفى الأخره
لا يوجد فيها الا الجزاء والعقاب ونلاحظ ان اللفظ ضلوا أي مشوا فيه على جهاله.

ولو انهم عرفوا أن هذا هو الطريق الخطاء ما أتبعوه ولكن لا يعذر الانسان بجهله....

فقد أعطاه الله العقل وميزه عن الحيوان ألأعجمى بهذا العقل لكى يميز
ويستبين السبيل المستقيم وبما انه لم يوظف هذا العقل فى وظيفته
الحقيقيه وأكتفى بأن أتبع طريق أباؤه وأجداه فهو اذآ مخطئ ومستحقآ للعقاب.

وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

والشئ المبكى والمؤسف هو ايمانهم انهم هم الذين يحسنون العمل فهم,
الذين يؤدون تعاليم ألأله وهم الذين امنوا وصلوا وقامو وصاموا وترهبنوا وجاهدوا,
وتصدقوا وفعلوا الصالحات. فهم فى نظر أنفسهم انهم هم المحسنين فقط وما,
دونهم هم المستحقي العذاب. وهم فقط الذين يستحقون الجنه بسبب أعمالهم.


ولكن هيهات لمن ضل الطريق ان يصل الى وجهته مبتغاه.

----------------------------
لاتنسونا من صالح دعائكم